رمز العار يتجول في الأذهان

وعلى الأمهات اللاتي يلدن ويربين جيل الذكور أن يغرسن في نفوسهن (أن الرجل لا يحق له أن يفعل ما يشاء، وأن الشرف يلاحقه كما يلاحق المرأة، وأن المحافظة على شرفه يعني المحافظة على شرف المرأة).

عربي بوست
تم النشر: 2016/08/18 الساعة 07:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/08/18 الساعة 07:18 بتوقيت غرينتش

مزيد من الكهوف المظلمة تحيط بالمرأة في مجتمعنا الشرقي، لا أعلم لماذا هذا الظلم الذي يقع على عاتق المرأة؟ كلمات تصيبني بالإزعاج عندما أجد امرأة تلقي كلمات مسمومة على مسمع امرأة أخرى.

"إنك رمز للعار"

وكأن العار ذو صلة وثيقة بالمرأة في مجتمعنا الشرقي، وحينما أسمع ذاك تستحضرني مخيلتي إلى أيام الجاهلية، عندما كانوا يدفنون البنات أحياء؛ لأنهن رمز للعار.

والأعجب أن تلك الفتاة التي يدفنها الرجل وهي حية، هي الوسيط الأساسي في كونه موجوداً في هذه الحياة، ومن أيام الجاهلية حتى الآن، هذا العقم الفكري الذي يتوغله الجهل المميت يتعايش في أذهان الناس.

فالشرف سمة يحتاجها كلاهما، والمرأة عندما تخطئ في حق نفسها يكون الرجل شريكاً معها في هذا الخطأ، ولا يصح بأي شكل من الأشكال أن نحمل كامل المسؤولية على عاتق المرأة، فهي كائن بشري يخطئ ويصيب ولديه من المشاعر والعواطف والغرائز، فهي ليست ملاكاً خالياً من سمات البشر وليست شيطاناً؛ لكي ننبذها وننفر ونخشى منها دائماً.

وعلى الأمهات اللاتي يلدن ويربين جيل الذكور أن يغرسن في نفوسهن (أن الرجل لا يحق له أن يفعل ما يشاء، وأن الشرف يلاحقه كما يلاحق المرأة، وأن المحافظة على شرفه يعني المحافظة على شرف المرأة).

وسأعرض قضية هامة في سياق هذا الموضوع، وهي "الزنا" فالرجل لا يزني بدون امرأة، والمرأة لا تزني بدون رجل؛ لذلك قال الله تعالى في كتابه العزيز: "الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين".

فحق العقاب على الرجل والمرأة، والتساوي في حد العقاب 100 جلدة، فلا يوجد هنا (الرجل لا يعيبه شيء) وإنما كلاهما متساويان في الخطأ وفى حد العقوبة أيضاً.

وعلى الرجل أن يتفهم "أن المرأة ليست رمزاً للعار، وأنها جزء لا يتجزأ منه، بل إنها الكل وهو جزء منها، فهي التي تلده، وعليه أن يحترمها ويحافظ عليها، ويحمي شرفها ولا يعرضها إلى أي انتهاك".

فالمرأة ليست شيطاناً، وإنما هي تحتاج إلى من يساعدها ويحتويها، ويحميها ويحافظ عليها ويصونها ويحبها ويحنو عليها، فهذا ما تحتاجه وستكون لآدم نعم الأم والأخت والزوجة والابنة.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد