دعا سياسي ألماني بارز وحليف رئيسي للمُستشارة أنجيلا ميركل إلى حظر النقاب في ألمانيا بشكل كامل رغم صدور تحذيرات بأن هذا سيكون مخالفاً لقانون الحريات الدينية بالبلاد.
فقد وصف بيتر توبر، الأمين العام للحزب المسيحي الديمقراطي (حزب ميركل)، النقاب بأنه "يتعارض مع التكامل"، في الوقت الذي يواصل فيه وزراء بالحكومة الألمانية النظر فيما إن كان ينبغى حظر ارتدائه في جميع أنحاء البلاد، بحسب ما نقلت صحيفة إندبندنت البريطانية.
وأكد توبر ما اتفق عليه وزراء محافظون آخرون قالوا إن النقاب "لا يتماشى مع بلدنا"، وأنه سيتم النظر في حظره، وفقاً لإندبندنت.
وقال توبر في بيان مقتضب لوسائل الإعلام الألمانية إن "الحزب المسيحي الديمقراطي (ويطلق عليه أيضاً اسم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي) يتفق على أن النقاب يتعارض مع التكامل. ولهذا؛ فنحن نرفضه".
وقد وجدت فكرة فرض حظرٍ لارتداء النقاب، والتي اقتُرِحَت بالبرلمان الألماني، ترحيباً شفهياً من قبل السياسيين اليمينيين في البلاد، وذلك رغم أن وزير الداخلية، توماس دي مايتسيره، لا يزال معارضاً لفرض حظرٍ عام، حيث قال: "لا يمكنك أن تحظر كل ما ترفضه".
غير دستوري
وفي اجتماع عُقد الإثنين 15 أغسطس/آب 2016؛ قال الوزير إن حظر النقاب سيكون "إشكالية دستورية"، ويُحتمل ألا يعد قانونياً وفقاً لقوانين الحريات الدينية في ألمانيا.
وقد أصدر البرلمان الألماني عام 2014 مرسوماً ينص على أنه "لا يوجد حق للحماية من التأثيرات الدينية في الأماكن العامة"، وذلك بعد فترة وجيزة من تأكيد المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قانونية حظر فرنسا لغطاء الجسم بالكامل، بموجب النهج العلماني الدستوري في البلاد.
وفي الوقت نفسه أعلن وزير الداخلية الألماني دي مايتسيره أن الوزارة تتخد عدداً من التدابير رداً على المخاوف المتزايدة من الهجمات العنيفة بالبلاد، بما في ذلك زيادة أعداد أفراد الشرطة وتشديد القوانين المتعلقة بالحصول على الجنسية المزدوجة.
فوبيا النقاب
وكان السياسي بحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، جينس سبان، أول من اقترح فرض ذلك الحظر في أواخر يوليو/تموز 2016، وقال في حديث لصحيفة "دي فيلت" الألمانية إن "حظر غطاء الوجه بالكامل قد تأخر، وسيكون بمثابة إشارة للعالم؛ فأنا لا أريد النقاب في هذا البلد، ومن هذا المُنطلق، أنا لديّ فوبيا النقاب".
وتابع آنذاك قائلاً: "أي شخص في طريقه إلى ألمانيا [من بلد آخر] عليه حتماً أن يكون على دراية بأن الحياة هنا ستكون مختلفة جداً من الموطِن. وينبغي عليهم أن يكونوا أكثر حذراً إن أرادوا حقاً العيش في هذه الثقافة الغربية".
ويبدو أن وزير الداخلية سيقترح على الأرجح حلاً وسطاً، وسيفرض حظراً على ارتداء النقاب في المواقف المتعلقة بالشأن العام، بما في ذلك زيارات المحكمة والمناسبات الرسمية.
يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان عددٍ من المدن في فرنسا وجزيرة كورسيكا حظراً لارتداء زي السباحة الإسلامي "البوركيني"، على أساس اعتباره "استفزازياً".
وتواصل ألمانيا البحث عن حلول لمشكلة الإرهاب الإسلامي، في أعقاب سلسلة من الهجمات الإرهابية في المدن الكبرى على مدار الأشهر القليلة الماضية.
يذكر أن السياسي اليميني النمساوي، نوربرت هوفر، الذي يُرجّح تقلده منصب الرئيس القادم للبلاد، قد اقترح مؤخراً كذلك فرض حظرٍ على النقاب.
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Independent البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.