توقع مركز دراسات يمني 3 سيناريوهات محتملة لمعركة العاصمة صنعاء بين القوات الموالية للحكومة الشرعية والمسنودة من التحالف العربي من جهة، و"الحوثيين" والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة أخرى.
وأطلق الجيش الموالي للرئيس عبدربه منصور هادي، في السادس من شهر أغسطس/آب 2016، عملية عسكرية سمّاها "التحرير موعدنا"، بهدف استعادة السيطرة على صنعاء، انطلقت من مديرية نهم شرقي العاصمة.
3 سيناريوهات
وبحسب مركز أبعاد للدراسات والبحوث (غير حكومي) في تقرير أصدره الأربعاء 17 أغسطس/آب 2016 ، يتمثل السيناريو الأول في "اجتياح صنعاء عسكرياً وإسقاط الانقلاب بالقوة، وهذا الأمر يتعلق بعدة عوامل أهمها مدى طول نفس الشرعية (يمثلها الرئيس عبدربه منصور هادي) وداعميها من قوات التحالف العربي في استمرار العملية العسكرية ومدى الاستعداد لترتيب الحالة الأمنية والاقتصادية".
أما السيناريو الثاني فيتمثل في "عمليات عسكرية محدودة في محيط العاصمة والاكتفاء بحصارها لفرض الاستسلام على الانقلابيين (في إشارة للحوثيين وحلفائهم) والقبول بالعودة خطوة إلى الوراء في تسليم المدن والمعسكرات والسلاح وفق خطة مرحلية مزمنة تبدأ بتسليم صنعاء".
واعتبر التقرير أن "هذا السيناريو يمكن أن يتحقق إذا شهد معسكر الانقلابيين انشقاقات، لكنه حالياً مستبعد في ظل إصرارهم على عدم تقديم أية تنازلات".
فيما يكمن السيناريو الثالث الذي حمل عنوان "صنعاء.. معركة الفرصة الأخيرة"، في "حدوث جولة جديدة من المشاورات السياسية تجمد العمليات العسكرية، وهذا معناه التوقف منتصف الطريق وسيكون له تبعات على الشرعية والتحالف".
ويرى المركز أن "العودة للمشاورات دون تحقيق انتصار عسكري على الأرض سيعطي فرصة للانقلابيين لتحقيق نصر معنوي، وإعادة ترتيب أوراقهم، والتفرغ لفتح معسكرات تجنيد جديدة، والحصول على سلاح نوعي، وفرض شروط سياسية تضمن لهم السيطرة على الدولة أو ابتلاعها".
100 ألف مقاتل
وتحدث التقرير عن "100 ألف مقاتل يتبعون القوات الحكومية يتوزعون على 10 ألوية فاعلة في أكثر من 5 محاور عسكرية ضمن 3 مناطق عسكرية مهمتها الحسم العسكري في صنعاء"، مشيراً إلى أن "70% من هؤلاء المقاتلين اجتازوا تدريباً نوعياً لأكثر من عام ونصف".
في السياق ذاته، استعرض مركز البحوث اليمني في تقريره عدة تحديات تواجه عملية تحرير صنعاء أهمها "عامل الوقت وتداخله مع عوامل أخرى، بحيث قد لا يسمح بأن تأخذ خطة تحرير العاصمة الوقت المحدد لها، في ظل الضغط الدولي على الشرعية والتحالف لإيقاف استعادتها عسكرياً وإعادة المسار التفاوضي دون القدرة على فرض شروط على الطرف الآخر"، إلى جانب تدهور الحالة الأمنية وانتشار العصابات المسلحة وزيادة معدلات الاغتيالات "وسط تواتر معلومات تؤكد إطلاق الحوثيين وقوات صالح سراح العشرات من المتهمين بالانتماء للقاعدة، ما يعني أن ورقة الإرهاب أثناء تحرير صنعاء وبعدها ستكون عائقاً كبيراً".
كذلك شملت التحديات "الانهيار الاقتصادي المريع، وحالة الدمار جراء الحرب، وحصول تمزق في النسيج الاجتماعي، ما يجعل كلفة التحرير باهظة وبطيئة"، فضلاً عن "الخوف على آلاف المعتقلين السياسيين الذين تم خطفهم من منازلهم من قبل الحوثيين"، ناهيك عن "الخوف من أي انقسام في المواقف الدولية إزاء الأزمة، وتأثير تداعيات الحرب في سوريا على الوضع في اليمن".
ووفق التقرير "يتولى طيران التحالف 35% من مسار معارك عملية تحرير صنعاء، تتكفل القوات على الأرض بـ65% منها".
لماذا نهم؟
ولفت المركز البحثي في تقريره إلى أن "القوات الحكومية اختارت أن تكون معركتها الكاسرة على مشارف صنعاء، وبالتحديد في منطقة نهم لأسباب جيوعسكرية، أهمها موقع المديرية المهم بالنسبة للعاصمة فهي تحيط بها من الشمال والشرق وتبلغ مساحتها 1841 (كم²) تقارب مساحة محافظتي صعدة (شمال) وعدن (جنوب) مجتمعتين، وتعد البوابة الشرقية الآمنة لها لوعورة تضاريسها الجبلية ومرتفاعاتها الشاهقة، والسيطرة عليها هو سيطرة جزئية على العاصمة".
ومنذ نحو عام، يواصل الجيش اليمني و"المقاومة الشعبية" معارك متقطعة في مديرية نهم، بغية الوصول إلى قلب صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون وقوات صالح منذ 2014.
ومنذ الربع الأخير لعام 2014، يشهد اليمن حربًا بين القوات الموالية للرئيس هادي، مدعومة من التحالف العربي من جهة، والحوثيين والقوات الموالية لصالح من جهة أخرى، مخلفة آلاف القتلى والجرحى، فضلًا عن أوضاع إنسانية وصحية صعبة.