بعد وفاة فتاة بريطانية مُراهقة في سوريا أصبح الغموض يحيط بأماكن تواجد عشرات النساء والفتيات اللاتي انضممت إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
فقد تم إخبار عائلة خديجة سلطانة بأنها قُتِلت خلال غارة جوية روسية، في مايو/أيار الماضي، لكن صديقتيها الاثنتين اللتين سافرت معهما إلى الرقة مازالتا أحياء.
فالفتيات الثلاث، من مدينة بيثنال غرين شرق لندن، كُن بين ما لا يقل عن 65 امرأة، سافرن جميعاً من المملكة المُتحدة للانضمام إلى تنظيم داعش في سوريا العام الماضي، بحسب ما نقلت صحيفة الإندبندنت البريطانية، السبت 13 أغسطس/آب 2016.
وكانت الفتيات يخضعن لملاحقة أمنية دولية، فيما كانت تجدد أُسَرُهن النداءات العاطفية للفتيات من أجل العودة إلى ديارهن.
ولكن أسماء العديد من النساء الأخريات مازالت مجهولة، وتواجه عائلاتهن صعوبات متزايدة في الحفاظ على الاتصال بهن، في الوقت الذي يجري فيه تكثيف العمليات العسكرية ضد الجماعة الإرهابية.
خديجة سلطانة، أميرة عباسي، شميمة بيجم
كانت أعمار الفتيات الثلاث 15 و16 عاماً عندما غادرن إلى سوريا عبر تركيا، بعد اختفائهن خلال عطلة عيد الفصح عام 2015.
ودرست الطالبات بأكاديمية بيثنال غرين، ويُعتقد أنهن تحولت إلى التطرف عبر الإنترنت، وتم تشجيعهن على الانضمام لتنظيم داعش، وقد تم استجوابهن من قِبل الشرطة في ديسمبر/كانون الأول 2014، بعدما سافرت فتاة أُخرى من المدرسة إلى سوريا، ولكن لم يتبين آنذاك أنهن عرضة للخطر.
قالت عائلة خديجة إن الفتاة أُصيبت بخيبة الأمل بعدما وصلت إلى الرقة، وبعد وفاة زوجها، وهو مقاتل أميركي من أصل صومالي لدى التنظيم، وتم إخبار عائلتها لاحقاً بأنها قُتِلت في غارة جوية روسية على المدينة في مايو/أيار الماضي.
وقالت تسنيم أكونجي، النائبة عن الأسر الثلاث في حديثها لصحيفة "الإندبندنت"، إن أميرة وشميمة تزوجتا كذلك من جهاديين، ولقى زوج أميرة حتفه، لكن عُرِف أن الفتاتين مازالتا حيتين، ولم يصرّح بأي تفاصيل أخرى بشأن سلامتهما.
أقصى محمود
أقصى، التي تبلغ من العمر 21 عاماً، سافرت إلى سوريا من منزل عائلتها في جلاسجو الاسكتلندية، في نوفمبر/تشرين الثاني 2013، وأصبحت منذ ذلك الحين ناشطة في الترويج لداعش عبر الإنترنت.
وكانت تُعرف الطالبة الجامعية السابقة بمدونتها وحساباتها عبر شبكات التواصل الاجتماعي التي حُذِفت لاحقاً، باسم "أم ليث"، وقد امتدحت عبر حساباتها الهجمات الإرهابية في تونس وفرنسا.
وبشكل مُتكرر، وجّهت النداءات للنساء البريطانيات صغيرات السن من أجل للسفر إلى تنظيم داعش، ويُشتبه في مُساعدتها لفتيات بيثنال غرين الثلاث للوصول إلى سوريا.
وتزوّجت أقصى من مقاتل بتنظيم داعش، ويقال إنها نالت مكانة كبيرة بين صفوف الجماعة وأصبحت قائدة بارزة في كتائب الخنساء، وهي قوة تُخشى من قِبل جميع النساء، تُكلّف بفرض تفسير الجماعة لقوانين الشريعة بين النساء والأطفال.
وتشمل عقوباتها الاعتقال والضرب للنساء اللاتي يخرجن دون أوصياء من الذكور، والجلد كعقوبة ارتداء العباءات، أو عندما لا تكُن النساء "وديعات بما يكفي".
وفي سبتمبر/أيلول 2015، عوقِبت أقصى، وفتاة تدعى سالي آن جونز بتجميد الحسابات عالمياً وحظر السفر لمنع المزيد من التطرف.
جراس "خديجة" داري
كانت دراي البالغة عمرها 24 عاماً، واحدة من أولى النساء البريطانيات اللاتي اتجهن إلى سوريا في 2012 للانضمام إلى الجهاديين، بصحبه طفلها الصغير، عيسى.
وتلك السيدة التي نشأت شمال لندن كمسيحية، ولكنها تحولت إلى الإسلام في سنوات مراهقتها، كانت تحضر بنفس المسجد الذي يحضر فيه الرجال الذين قتلوا الجندي البريطاني لي ريجبي، في مدينة ولويتش.
وهربت من لندن إلى سوريا عام 2012، وظهرت في العام التالي في فيلم وثائقي بثّته القناة الرابعة البريطانية عن النساء البريطانيات اللاتي ينضممن لـ"الجهاد".
وبدت الفتاة التي تم تقديمها باسم مريم، في الفيلم المُصور إلى جوار زوجها السويدي، وهو مقاتل يعرف بأبوبكر، وقد لقي حتفه حينئذ.
يُشار إلى أن الزوجين كانا في انتظار مولودهما الأول، بينما كان عيسى طفلاً صغيراً، وتعهدت داري بالبقاء في سوريا لتربية أطفالها.
وقد أصبحت ناشطة فاعلة عبر موقع تويتر، تحت اسم "مهاجرة في الشام"، واحتفلت عبر حسابها بذبح المصور الصحفي الأميركي، جيمس فولي، على يد التنظيم، وتعهدت بأن تكون "أول سيدة بريطانية تقوم بقتل إرهابي بريطاني أو أميركي".
كما أعلنت احتفالها كذلك بالإعدامات العلنية على يد داعش، ودعت النساء المُسلمات في بريطانيا أن يسافرن إلى سوريا، فضلاً عن نشر صورٍ لطفلها عيسى حاملاً أسلحة.
وفي فبراير/شباط، ظهر طفلها الذي يبلغ من العمر الآن نحو 4 سنوات في مقطع فيديو دعائي، مرتدياً ملابس داعش ورداء الرأس، وظهر يقول: "سنقتل الكفار"، قبل أن يبدو ليفجِّر سيارة بها 3 سجناء سوريون.
سالي جونز
سالي التي تُعرف أيضاً باسم "أم حسين البريطاني"، تبلغ من العمر 47 عاماً، وقد أطلقت تهديدات متكررة للمملكة المُتحدة ولأميركا وأوروبا، ووجهت نداءاتها للداعمين لشن الهجمات.
وقد تزوجت من شخص يُدعى جنيد حسين، كان يعمل بقرصنة الإنترنت لدى داعش وقُتِل في غارة جوية العام الماضي.
وفي تغريدة لها عبر تويتر؛ قالت إنها "فخورة بأن زوجها قُتِل من قِبل أكبر عدو لله، فليرضى عنه الله".
وتعد سالي التي كانت تعيش بمدينة كينث، وتحوّلت إلى الإسلام واحدة من الناشطين بالدعايا لداعش، ونشرت "قائمة القتل" للمُستهدفين وأعلنت أنها تأمل بقطع رأس مسيحيين عبر الإنترنت.
وقبل توجهها إلى سوريا مع ابنها البالغ من العمر 10 سنوات، عام 2013، كانت تعمل مسؤولة تسويق للعطور، وزعمت سابقاً أنها كانت تعزف الجيتار في فرقة فاسقة.
وهي الآن على قائمة استهداف الغارات الجوية من قِبل الولايات المُتحدة الأميركية وبريطانيا.
أخوات داوود
خديجة (30 عاماً)، زُهرة (33 عاماً)، وصغرى (34 عاماً)؛ هن 3 نساء أخريات غادرن صيف العام الماضي بصحبة أطفالهن التسعة للانضمام إلى التنظيم.
فبعدما قمن بأداء الحج في المملكة العربية السعودية ذهبن على متن طائرة إلى إسطنبول، وعبرن إلى سوريا بدلاً من عودتهن المُجدولة إلى وطنهن.
ويقال إن الأخوات الثلاث انضممن إلى أخيهن أحمد داوود، الذي كان يقاتل بالتنظيم قبل عام ونصف من مغادرتهن، وقد مُنِعن من السفر خارج المملكة المُتحدة قبل عدة أشهر من مغادرتهن، وذلك عقب استيقافهن واستجوابهن جراء محاولة السفر من مانشستر إلى جدّة في مارس/آذار 2015.
وكانت تتراوح أعمار فتياتهن الخمس وأولادهن الأربعة بين 3 و15 عاماً عند مغادرتهن البلاد.
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Independent البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.