أولت وسائل الإعلام الأوروبية اهتماماً كبيراً للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، الذي جرى أمس الثلاثاء 9 أغسطس/آب 2016، في مدينة سان بطرسبرغ الروسية.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" وقائع اللقاء مباشرة عبر الاتصال بمراسليها الذين أفادوا بأن اللقاء جرى بالتزامن مع تراجع العلاقات بين تركيا والغرب.
ولفتت "بي بي سي" إلى أن بوتين كان من أوائل الزعماء الذين أعربوا عن تضامنهم مع تركيا فور وقوع محاولة الانقلاب الفاشلة منتصف الشهر الماضي، مضيفة أن الزعماء الأوروبيين قاموا بانتقاد الحكومة المنتخبة في تركيا بدلاً من إعلان تضامنهم معها.
وقالت قناة "سكاي نيوز" البريطانية إن زيارة أردوغان إلى روسيا تعد بمثابة فتح صفحة نظيفة في العلاقات بين البلدين، وأبرزت في عنوان خبرها تصريح أردوغان الذي قال إن "العلاقات بين البلدين دخلت مرحلة مختلفة جداً".
وأضافت "سكاي نيوز" أن أردوغان اتهم الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية بالتقاعس عن التنديد بمحاولة الانقلاب الفاشلة، وأن زيارة الرئيس التركي إلى روسيا عقب محاولة الانقلاب تعتبر تحذيراً من أنقرة إلى حلفائها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بضرورة توخي الدقة في انتقاداتهم لتركيا.
وبيمنا ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية في موقعها الإلكتروني أن روسيا تحلم في جذب تركيا نحو الشرق، قالت صحيفة "الغارديان" إن التقارب الحاصل بين أردوغان وبوتين وتر أعصاب بروكسل.
وفي ألمانيا بثت قناة "N24" المؤتمر الصحفي المشترك للزعمين على الهواء مباشرة، فيما أدرجت الصحف الألمانية في مواقعها الإلكترونية اللقاء بقسم الأخبار الهامة والعاجلة.
وعنونت صحيفة "شبيغل" نبأ اللقاء بـ"أجواء رائعة في سان بطرسبورغ، ولقاء أردوغان – بوتين قد بدأ"، مشيرة إلى أن محادثات النظيرين كانت مثمرة وبناءة.
وفي تعليقها على اللقاء الذي جرى في سان بطرسبورغ قالت صحيفة "دي تسايت" إن مرحلة الجمود بين أردوغان وبوتين انتهت تماماً، فيما تساءلت صحيفة "بيلد" عن مدى حاجة الأوروبيين للرئيس التركي أردوغان.
وتطرقت "بيلد" في خبرها إلى الأهمية الاستراتيجية لتركيا من حيث موقعها الجغرافي ومكانتها داخل الناتو، ودورها في مكافحة تنظيم داعش الإرهابي، وأزمة اللاجئين الناجمة عن سوء الأوضاع الأمنية في سوريا.
أما في فرنسا، فقد أوردت صحيفة "لوفيغارو" خبر لقاء أردوغان مع بوتين بعنوان "لقاء عصيب من أجل إحياء التعاون بين أنقرة وموسكو"، وأشارت إلى أن زيارة أردوغان إلى روسيا تعد الأولى خارجياً عقب محاولة الانقلاب الفاشلة، وأن ذلك يعكس رغبة الطرفين في التقارب مجدداً.
ونقلت "لوموند" نبأ اللقاء لقرائها تحت عنوان "بوتين يرغب في تأسيس الحوار مع تركيا مجدداً"، وذكرت في فحوى الخبر أن أردوغان يهدف إلى فتح صفحة جديدة في علاقاته مع بوتين، وأن العلاقات التركية مع أوروبا توترت عقب محاولة الانقلاب الفاشلة.
كما حظي لقاء أردوغان مع بوتين باهتمام الصحافة الإيطالية، حيث تناولت "لا ريبوبليكا" في موقعها الإلكتروني اللقاء بعنوان "بوتين يصادق على المصالحة مع أردوغان"، وأشارت إلى أن الزعيمين التقيا في نقطة مشتركة ضد الغرب، عقب فترة تباعد دامت أكثر من 8 أشهر.
وذكرت صحيفة "لا ستامبا" أن تركيا وروسيا تمكنتا من التوصل إلى الوئام، وأن موسكو بدأت برفع القيود المفروضة على المنتجات التركية، وأن أنقرة وافقت مقابل ذلك على استئناف تنفيذ مشروع السيل التركي الهادف لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أراضيها.
ووصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على رأس وفد رفيع، في وقت سابق اليوم الثلاثاء، إلى مدينة سان بطرسبورغ الروسية في أول زيارة له إلى روسيا عقب تدهور العلاقات بين البلدين على خلفية إسقاط مقاتلات تركية قاذفةً روسية اخترقت المجال الجوي التركي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قبل أن يغادر مساء الثلاثاء نفسه عائداً إلى بلاده.