المدير السابق لـ”CIA”: بوتين جنّد ترامب عميلاً لروسيا.. وأميركا ستكون أكثر أماناً مع كلينتون

عربي بوست
تم النشر: 2016/08/06 الساعة 10:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/08/06 الساعة 10:27 بتوقيت غرينتش

قال المدير السابق لوكالة الاستخبارات الأميركية مايكل موريل إن بلاده ستكون أكثر أماناً وهيلاري كلينتون رئيسة للبلاد، مبيناً خطر وصول المرشح الجمهوري دونالد ترامب لهذا المنصب.

موريل الذي شغل عدة مناصب في الإدارة الأميركية على مدى 30 عاماً، وعمل مع عدة رؤساء أميركيين من كلا الحزبين، وشهد لحظات تارخية في مصانع القرار الأميركي، يوضح نظرته لمرشحي الرئاسة في مقال نشرته صحيفة The New York Times الأميركية، أمس الجمعة 5 أغسطس/آب 2016.

وهذا نص المقال كاملاً:

عمل مايكل ج. موريل، نائباً لمدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) منذ مايو/أيار 2010 وحتى يونيو/حُزيران 2013. وخدم موريل مديراً للاستخبارات في وكالة المخابرات المركزية منذ 5 مايو 2008. وقبل ذلك عمل موريل باعتباره نائب المدير المساعد في وكالة المخابرات المركزية، وقد شغل منصب المدير التنفيذي في وكالة المخابرات المركزية، كما شغل منصب نائب مدير الاستخبارات في المركز الوطني لمكافحة الإرهاب، وقد انضم لوكالة المخابرات المركزية في عام 1980، وأثبت أنه المحلل الأبرز وأصبح رئيس المحللين، وترأس المكتب الإقليمي في إدارة الاستخبارات والوحدة التي تُقدم الموجز اليومي للرئيس.

"خلال مسيرة 33 عاماً في وكالة الاستخبارات المركزية، خدمت رؤساء من كلا الحزبين، 3 جمهوريين و3 ديمقراطيين. كنت بجانب الرئيس جورج دبليو بوش عندما هُوجمنا في 11 سبتمبر/أيلول، في منصب نائب مدير الوكالة، وكنت مع الرئيس أوباما عندما قتلنا أسامة بن لادن في عام 2011.

أنا لست مقيداً لا في الحزب الديمقراطي ولا في الجمهوري. خلال 40 عاماً من التصويت، لقد انتخبت مرشحين من كلا الطرفين. وكمسؤول حكومي، كنت دوماً صامتاً حول اختياري لمنصب الرئيس.

من دون إطالة، يوم 8 نوفمبر/تشرين الثاني، سأصوت لهيلاري كلينتون. من الآن وحتى وقتها، سأبذل كل ما بوسعي لضمان أن تُنتخب كالرئيس الـ45.

معقتدان راسخان جداً تسببوا في هذا القرار. الأول هو أن كلينتون مؤهلة تأهيلاً عالياً لتكون القائدة العلية. وأنا على ثقة أنها ستبلي بلاءً حسناً في أهم واجبات الرئيس، الحفاظ على أمتنا آمنة. ثانياً، دونالد ترامب ليس فقط غير مؤهل لهذه المهمة، لكنه أيضاً قد يشكل تهديداً لأمننا القومي.

قضيت 4 سنوات من العمل مع كلينتون عندما كانت وزيرة للخارجية، غالباً في غرفة العمليات بالبيت الأبيض. في هذه الاجتماعات بالغة الأهمية، وجدت أنها دائماً مستعدة، تركز على التفاصيل، عميقة التفكير، مُدققة، وعلى استعداد لتغيير رأيها إذا قدمت حجة مقنعة.

رأيت أيضاً إخلاص وزيرة الخارجية لأمن أمتنا، اعتقادها بأن أميركا دولة استثنائية يجب أن تقود العالم ليبقى البلد آمناً ومزدهراً، فهمها أن الدبلوماسية لا يمكن أن تكون فعالة إلا حين يُنظر إلى البلاد على أنها مستعدة وقادرة على استخدام القوة إذا لزم الأمر، والأهم من ذلك، قدرتها على اتخاذ القرار الأصعب على الإطلاق، هل تُعرض الشباب الأميركي رجالاً ونساءً للأذى؟

كانت كلينتون مؤيدة منذ البداية للغارة التي جلبت بن لادن إلى العدالة، معارضة بذلك بعض زملائها الأكثر أهمية في مجلس الأمن القومي. وخلال المناقشات المبكرة حول كيف ينبغي لنا الرد على الحرب الأهلية السورية، كانت مناصرة قوية لسلوك نهج أكثر عدوانية، وهو الأمر الذي كان يمكن أن يمنع الدولة الإسلامية من الحصول على موطئ قدم في سوريا.

أنا لم أرها تستحضر السياسة إلى غرفة العمليات. في الواقع، لقد رأيت عكس ذلك. عندما أراد البعض تأخير غارة بن لادن يوماً واحداً لأن عشاء مرسالي البيت الأبيض قد يتعطل، قالت: "اللعنة على عشاء مرسالي البيت الأبيض".

وعلى عكس كلينتون تماماً، ليس لدى ترامب أي خبرة في مجال الأمن القومي. بل والأهم من ذلك، الصفات الشخصية التي أظهرها خلال موسم الانتخابات التمهيدية توحي بأنه سيكون قائد العام ضعيفاً، بل وخطيراً.

تشمل هذه الصفات حاجته الواضحة لتعظيم الذات، رد فعله المبالغ فيه للإهانات المُتصورة، ميله إلى اتخاذ القرارات على أساس الحدس، رفضه لتغيير وجهات نظره بناءً على معلومات جديدة، لا مبالاته الدائمة بالحقائق، وعدم رغبته في الاستماع إلى الآخرين، وافتقاره لاحترام سيادة القانون.

الأخطار التي تنبع من شخصية ترامب لا تُشكل فقط المخاطر التي قد تنشأ إذا أصبح رئيساً. بل إنها تضر أمننا القومي بالفعل.

كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضابط مخابرات، مُدرباً على تحديد نقاط الضعف في الفرد واستغلالها. هذا هو بالضبط ما فعله في الانتخابات التمهيدية في وقت مبكر. لعب بوتين على نقاط ضعف ترامب عن طريق مدحه له. وقد أجابه مثلماً توقع بوتين بالضبط.

يقول ترامب إن بوتين قائد عظيم، متجاهلاً أنه قد قتل وسجن الصحفيين والمعارضين السياسيين، وغزا بلدين من جيرانه ويقود اقتصاد بلاده الى الخراب. كما اتخذ ترامب أيضاً مواقف سياسية تتفق مع المصالح الروسية – وليس الأميركية – مثل تأييد التجسس الروسي ضد الولايات المتحدة، ودعم ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، وإعطاء الضوء الأخضر لغزو روسي محتمل لدول البلطيق.

في مجال المخابرات، كنا سنقول إن بوتين قد جنّد ترامب كعميل غير واعٍ للاتحاد الروسي.

قوّض ترامب أيضاً الأمن مع دعوته لمنع المسلمين من دخول البلاد. هذا الموقف، الذي يتناقض بشكل واضح مع القيم الأساسية لأمتنا، يماثل رواية الجاهدين بأن حربنا ضد الإرهاب هي حرب بين الأديان.

في الواقع، العديد من المسلمين الأميركيين يقومون بأدوار حاسمة في حماية بلدنا، بما في ذلك الرجل – الذي لا يمكنني تعيين هويته – الذي كان يدير مركز مكافحة الإرهاب التابع لوكالة المخابرات المركزية لما يقرب من 10 سنوات، والذي أعتقد أنه أكثر مسؤول حافظ على أمن أميركا منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول.

تدريبي كضابط استخبارات علمني أن أُسمي الأشياء كما أراها. هذا ما فعلته في السي آي إيه وهذا هو ما أقوم به الآن. ستكون أمتنا أكثر أماناً وهيلاري كلينتون رئيسة للبلاد".

– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The New York Times الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.

علامات:
تحميل المزيد