بعد أيام على قرار تركيا بعدم أداء صلاة الجنازة على الجنود المشاركين في المحاولة الانقلابية الفاشلة، رفض مسلمون بمدينة سانت إتيان دو روفراي شمال فرنسا، دفن عادل كرميش ذي الأصول الجزائرية وزمليه اللذين تورطا في جريمة ذبح قس كنيسة بفرنسا في هجوم تبنته داعش.
وقال رئيس الجالية المسلمة في المنطقة محمد كرابيلة، في تصريحات نقلتها عنه جريدة le parisien الفرنسية، إنه لن يساهم في دفن الجثة رغم طلب عائلة الشاب الذي قتلته الشرطة الفرنسية عند اقتحامها للكنيسة.
"تلويث الاسلام"
وأضاف كرابيلة، الذي يشغل أيضاً منصب إمام المسجد الرئيسي ورئيس الجمعية الثقافية الاسلامية بالمدينة، أنه لن يساهم رفقة مسلمي المنطقة في "تلويث الإسلام بمثل هؤلاء الأشخاص"، على حد تعبيره.
خالد العمراني، شاب يبلغ من العمر 25 سنة ينتمي لسانت إتيان دو روفراي بمنطقة النورماندي شمال البلاد ويعمل تقنياً، قال هو الآخر إنه يرفض تكفل المسجد في عملية الدفن.
وتبرأ العمراني، من الشاب حسب الصحيفة الفرنسية، حيث يرى أن ما قام به "منبوذ، وبذلك لا ينتمي للمجتمع المسلم".
وأمام رفض المسجد ومسملي المنطقة تنظيم عملية دفن عادل كرميش، يبقى على العائلة انتظار إذن خاص من محافظة سانت إتيان دو روفراي لدفنه ابنها.
وكان عادل كرميش قد نفذ رفقة صديق له يُدعى عبد الملك بوتي جان، وكلاهما يبلغان من العمر 19 سنة، اعتداء على كنيسة أدى إلى مقتلهما بعد نحر الراهب جاك هامل ذي الـ85 عاما على يد كرميش في الاعتداء.
تركيا
وكانت الحكومة التركية قد رفضت إقامة صلاة الجنازة على جنود الإنقلابيين، وقررت دفنهم في مقبرة منفصلة عن المقابر المعتادة سمتها "مقبرة الخونة".
وبمدينة أيدن غرب البلاد، تفاجأ بعض المواطنين عند ذهابهم للمسجد من أجل الصلاة على أحد "شهداء" محاولة الانقلاب الفاشلة، بأن الأمر يتعلق بأحد قادة الانقلاب، لعادوا أدراجهم بسرعة بعد أن عرفوا الحقيقة.
ويتعلق الأمر بالرائد محمد أكور، معاون القائد الثاني لهيئة الأركان التركية يشار غولار، الذي قتل أثناء الاشتباكات التي دارت في الليلة الأولى لمحاولة الانقلاب الفاشلة في العاصمة أنقرة، كما نشرها موقع "خبر ترك".
وبعد وصول جثمان أكور إلى بلدته، بدأ أهله برفقة عدد من ضباط الشرطة بتجهيز مراسم الدفن ودعوة الناس للمشاركة في جنازته، ليخرج الناس ويحملوا التابوت، متوجهين به نحو المسجد، قبل أن تصلهم معلومة تشير إلى أن أكور كان يقاتل إلى جانب قادة الانقلاب ضد الحكومة التركية، ليترك الجميع الجنازة ويعودون لمنازلهم.