قال رئيس بلدية أنقرة مليح غوجك، إن على واشنطن أن تسلم فتح الله غولن، الذي تتهمه تركيا بتدبير محاولة الانقلاب في 15 يوليو/تموز؛ لتزيل عن نفسها أي شبهة بالتواطؤ مع الانقلابين.
وقال غوجك لوكالة الصحافة الفرنسية "لكي تُثبت أميركا أنها ليست وراء الانقلاب، هناك طريقة واحدة فقط وهي تسليمه إلى تركيا".
وقال غوجك، أحد أبرز شخصيات حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، والذي يتولى منصبه منذ أكثر من 22 عاماً، إنه يخشى دخول تركيا مرحلة قد يتعرض فيها كبار المسؤولين للاغتيال.
وتتهم أنقرة غولن بأنه الرأس المدبر وراء المحاولة الانقلابية، وتقول إنه أقام "كياناً موازيا" إذ تغلغل أنصاره في جميع مؤسسات الدولة. إلا أن غولن الذي يعيش في بنسلفانيا ينفي هذه التهم.
وأطلقت السلطات التركية، حملة واسعة لتطهير البلاد من أنصار غولن منذ الانقلاب، حيث أقالت أكثر من 50 ألف شخص من وظائفهم، واعتقلت أكثر من 18 ألفاً آخرين.
وبعد أن اتهم بعض المسؤولين واشنطن، بأن لها يداً في المحاولة الانقلابية، تطالب أنقرة واشنطن بتسليمها غولن للمثول أمام القضاء في البلد الذي غادره العام 1999.
مؤشرات على تورطها
وقال غوجك إن واشنطن أعطت "مؤشرات" على تورطها في الانقلاب، بعد أن أعرب جنرال أميركي بارز عن قلقه حيال سجن العديد من الجنرالات الأتراك الذين كانوا على تواصل مع واشنطن.
وتساءل "كيف سنعرف إذا كانت أميركا متورطة أم لا في هذه المسالة؟ إذا قاموا بتسليم غولن فليست هناك أي مشكلة. ولكن إذا لم يسلموه فإنهم لن يفلتوا من الاتهام".
وأعرب غوجك عن دهشته إزاء تساهل واشنطن مع وجود غولن والسماح لمؤسساته بفتح المدارس في الولايات المتحدة.
وقال إن تساهل أميركا يشير إلى وجود علاقات مع "منظمة فتح الله الإرهابية".
ورفضت وزارة الخارجية الأميركية هذه التلميحات، كما نفت أي ضلوع لها في الانقلاب ووصفت الاتهامات بأنها "سخيفة".
خطر الاغتيالات
قال غوجك، إن دور غولن في تركيا يعود إلى حقبة السبعينيات، عندما كان بولند أجاويد رئيساً للوزراء، وأقر بأن حزب العدالة والتنمية أخطأ في تشكيل تحالف مع انصار غولن.
وأضاف "لكن هدفهم الأكبر كان استغلالنا وتغلغل أنصارهم داخل الجيش".
وأوضح غوجك الذي يتابعه 3,4 مليون شخص على موقع تويتر، أن خطر وقوع انقلابات في تركيا اختفى، ولكن هناك خطراً من اغتيالات.
وتابع أن "السياسيين سيتعرضون لخطر الاغتيالات (..) وبالطبع فقد شددت من إجراءاتي الأمنية".
لا يهمني الاتحاد الأوروبي
ليلة المحاولة الانقلابية سارع غوجك إلى نشر رسائل على تويتر قائلاً، بأن غولن يدعم الانقلاب بعد لحظات من ورود تقارير بشان وقوعه، وبعد ذلك دعا كل أنصاره للخروج إلى الشوارع.
ويقول غوجك إنه كان السادس على قائمة تصدرها الرئيس رجب طيب أردوغان للأشخاص الذين كان أنصار غولن يعتزمون اغتيالهم بعد سيطرتهم على الحكم.
وقال إنه يؤيد بشدة تنفيذ عقوبة الإعدام في الانقلابيين، رافضاً تحذيرات الاتحاد الأوروبي بان إعادة العمل بعقوبة الإعدام قد ينهي مساعي أنقرة الانضمام الى الاتحاد.
وأكد أنه إذا قال الاتحاد الأوروبي لتركيا بأنها لا تستطيع الانضمام إليه "فاقسم بالله إن ذلك لن يهمني. ليس مهماً عدم دخولنا" الاتحاد، مضيفاً أنه كان من أنصار الانضمام إلى الاتحاد في السابق.
وأضاف "عندما اقتربنا من ذلك، كانوا بعيدين جداً. أوروبا ليست المكان الوحيد في العالم سنجد آخرين".
وقال إنه إذا أقر البرلمان شطب القانون الصادر العام 2004 لإلغاء عقوبة الإعدام، فيجب بعد ذلك طرح المسألة من خلال استفتاء.
وقال "سيرى العالم بعدها إذا كان الشعب يريد ذلك أم لا".