تعقبت قوات تركية خاصة مدعومة بطائرات الهليكوبتر والطائرات من دون طيار والبحرية مجموعة متبقية من القوات الخاصة يعتقد أنها حاولت أسر الرئيس رجب طيب أردوغان أو قتله خلال الانقلاب الفاشل مع اتساع نطاق حملة ضد من يشتبه أنهم مدبروه.
وقال مسؤولون إن أكثر من ألف عضو من قوات الأمن شاركوا في تعقب 11 جندياً انقلابياً في الجبال المحيطة بمنتجع مرمريس على ساحل البحر المتوسط حيث كان أردوغان يمضي عطلة في الليلة التي وقعت فيها محاولة الانقلاب.
نلاحقهم في مرمريس
ويلقي أردوغان والحكومة باللائمة على رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن في تدبير محاولة اغتصاب السلطة، وتُشن حملة على من يشتبه بأنهم أتباعه. واعتقل وأوقف عن العمل أكثر من 60 ألف جندي وشرطي وقاض وموظف حكومي.
والجنود الأحد عشر الذين يجري تعقبهم في مرمريس هم ضمن مجموعة من القوات الخاصة التي هاجمت فندقاً كان يقيم فيه أردوغان. واعتقل سبعة آخرون عند نقطة تفتيش للشرطة أمس الاثنين.
ومع انكشاف أمر الانقلاب قال أردوغان إن المتآمرين حاولوا مهاجمته في مرمريس إذ قصفوا أماكن كان موجوداً فيها قبل قليل من مغادرته. وقال مسؤول قريب منه في ذلك الوقت "لم يفصله عن الموت سوى دقائق".
وقال مسؤولٌ آخر اليوم الثلاثاء "لقد كانت محاولة اغتيال ضد أردوغان وتؤخذ على محمل جد بالغ.. عمليات البحث مستمرة في مرمريس والمناطق المحيطة بمشاركة نحو ألف عضو من قوات الأمن.
بحث دون توقّف
وقال أمير جيجك محافظ موغلا التي تقع فيها مرمريس إن أسلحة وقنابل يدوية وذخيرة ضبطت في الريف المحيط بمرمريس في عملية استندت إلى معلومات من الجنود المعتقلين.
وأضاف جيجك في بيان إن القوات الخاصة في الشرطة والقوات الخاصة وخفر السواحل والبحرية شاركوا جميعاً في عمليات البحث.
وأعلن أردوغان حالة الطوارئ مما يمنحه صلاحيات توقيع قوانين جديدة دون الحاجة لموافقة البرلمان وتقييد حقوق كلما رأى ذلك ضرورياً.
وفي أول مرسوم أصدره بعد إعلان حالة الطوارئ أمر أردوغان بإغلاق آلاف المدارس الخاصة والجمعيات الخيرية والمؤسسات التي يشتبه في صلتها بغولن.
وفصلت مديرية الشؤون الدينية التركية 620 موظفاً آخر اليوم بما في ذلك دعاة ومحفظون للقرآن لترفع بذلك عدد الأشخاص الذين طهرتهم منذ محاولة الانقلاب في يوم 15 يوليو/ تموز إلى أكثر من 1100.
وقال وزير الخارجية التركي أحمد تشاووش أوغلو إن سفيرين يقيمان حالياً في أنقرة عزلا أيضاً. واعتقل حاكم إسطنبول السابق حسين عوني موتلو وجرى تفتيش منزله.
وقال وزير الطاقة وصهر أردوغان بيرات البيرق في مقابلة تلفزيونية مشيراً إلى شبكة من أتباع غولن "لا توجد مؤسسة لم يخترقها هذا الهيكل".
تقييم جميع المؤسسات
وأضاف أن رد السلطات التركية سيكون "عادلاً" ولن يصل إلى حد المطاردة.
وتابع البيرق أن محاولة الانقلاب أثارت أسئلة خاصة بشأن القوة الجوية المتورط بعض أعضائها بشدة في الانقلاب وقد تؤدي إلى إعادة التحقيق في الوقائع السابقة ومنها إسقاط الجيش التركي طائرة حربية روسية قرب الحدود السورية العام الماضي.
ودفعت تلك الواقعة روسيا إلى فرض عقوبات تجارية على تركيا لكن هناك دلائل على التقارب بين البلدين مع توجيه تركيا الشكر لموسكو على دعمها القوي خلال الانقلاب الفاشل. وخلافاً لذلك شاب التوتر علاقاتها مع أوروبا التي انتقدت الحملة التي أعقبت الانقلاب ومع الولايات المتحدة التي تحثها على تسليم غولن.
وأدلى البيرق بهذه التصريحات في الوقت الذي زار فيه أعلى وفد تركي موسكو منذ إسقاط الطائرة وأعلن مسؤولون عن اجتماع مقرر بين أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشهر المقبل.
وقال تيم آش وهو واضع استراتيجيات في مؤسسة نومورا ومتابع مخضرم للأوضاع في تركيا "أردوغان سيكون حريصاً على إرسال رسالة إلى واشنطن وعواصم الاتحاد الأوروبي مفادها أن تركيا لديها خيارات أخرى."