في خطوة تبدو لتهدئة الأجواء بعد التوتر الذي تسبب فيه قائد شرطة دبي السابق ضاحي خلفان اليومين الفترة الماضية سلّمت الإمارات العربية المتحدة، الثلاثاء 26 يوليو/تموز 2016، قائد القوات التركية في أفغانستان، اللواء جاهد باقر، إلى سلطات بلاده، برفقة ضابط آخر، بعد محاولتهما الفرار إلى مدينة دبي، قادمين من العاصمة الأفغانية كابول، وذلك في إطار التحقيقات المتعلقة بمحاولة الانقلاب الفاشلة.
وألقت السلطات الإماراتية القبض على باقر، إضافة إلى قائد مكتب التدريب والدعم والاستشارة، ضمن القوات التركية بكابول العميد شنر طوبشو، في مطار دبي الدولي، بطلب من أنقرة.
وأفادت مصادر دبلوماسية، الثلاثاء، بأن وزارة الخارجية وجهاز الاستخبارات الوطنية بدآ بالتحرك وإجراء اتصالات مع الجانب الإماراتي بعد علمهم بهرب باقر، وطوبشو.
وفيما تبدو هذه الخطوة من جانب إمارة دبي لتلطيف الأجواء بعد الحملة التي شنها الفريق ضاحي خلفان تميم الأسبوع الماضي على الحكومة التركية بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي تعرضت لها البلاد الجمعة 14 يوليو الجاري.
إذ وصف المسؤول الإماراتي هذه المحاولة بأنها تعد تمثيلية من السطات التركية للبطش بالمعارضين، ما دفع صحيفة "زمان" التركية إلى أن تشن هجوماً حاداً على خلفان.
انقلاب اردوغان عسكري والإغلاق ل1000 مدرسة تعليم. لاشك ان الإنقلاب عسكري وانا مصدق اردوغان هذه المرة. ??????????
— ضاحي خلفان تميم (@Dhahi_Khalfan) July 23, 2016
ويربط كثيرون بين تغريدات ضاحي خلفان على حسابه الرسمي بتويتر والتي دائماً ما ثير الجدل، وبين الموقف الرسمي للإمارات خاصة تلك التي يهاجم فيها الحركات الإسلامية، خاصة جماعة الإخوان المسلمين.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الخميس (14 يوليو)، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة "فتح الله غولن" (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب وأسهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية – غولن يقيم في الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 1998 – قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لاسيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.