لا تنتهي القصص الإنسانية التي تلت أحداث محاولة الانقلاب الفاشلة على السلطة في تركيا، فما إن أعلنت السلطات عن بدء انتهاء الأزمة حتى خرجت عشرات القصص، التي عاشها الآلاف المواطنون لوسائل الإعلام.
من بين هذه القصص قصة رضيع أثار تعاطف الجميع بعد أن ولدته أمه على جسر البسفور في ليلة ستبقى عالقة في الأذهان وسيتذكرها عند كل احتفال بيوم ميلاده.
في الليلة الثانية لمحاولة الانقلاب، وبينما كان خبير التخدير الدكتور محمد تشيلك يبحث عن طريق للذهاب إلى عمله الواقع في الشق الآسيوي من إسطنبول قرر المرور بجسر البسفور، الذي يشهد أزمة خانقة منذ اليوم الأول للأحداث.
تفاجأ تشيلك بوجود مجموعة من الناس تحاول إسعاف امرأة حامل تعذر وصولها للمستشفى جراء الأزمة ما دفعه للتدخل وإنقاذ حياتها لتلد المرأة طفلها بين يدي تشيلك الذي وصل في اللحظة المناسبة.
يقول تشيلك تعقيباً على الحادثة: "ظننتها حالة عادية لشخص تعرض لوعكة، لم أدرك أنها حالة ولادة، لقد نجحت في ذلك رغم أنني لست طبيباً مختصاً"، ويضيف أنه عاش لحظات صعبة لن ينساها أبداً.
استطاع تشيلك بمساعدة عددٍ من المواطنين الذي أحضروا مستلزمات الإسعاف الأولي والأغطية أن ينقذ المرأة، حيث أكد أنه عاش صدمة كبيرة عندما خرج من المركبة لدرجة أنه لم يلاحظ جنس الطفل عندما سأله بعض المحتشدين.
تشيلك الذي شكره والدا الطفل فيما بعد، يقول في حديثه لصحيفة "حرييات" التركية التي نشرت القصة: "بعيداً عن جنس الطفل واسمه علينا جميعاً أن نتمنى له أو لها حياة جميلة، تذكروا جيداً إذا كان هناك حياة فإن الأمل لا زال موجوداً".
عاد الدكتور لينشر القصة لاحقاً عبر حسابه على فيسبوك، قائلاً: "لقد تمكنت السيدة من الوصول لطبيب مختص وحالتها الآن جيدة للغاية، بالمناسبة المولود فتاة".
بدوره عبر والد المولودة تشاغان إرماك عن شكره وامتنانه للدكتور تشيلك، مؤكداً "حاجة الوطن لأمثاله".
رسالة شكر والد الفتاة عبر إنستغرام.