قالت منظمة أوكسفام إن أغنى ستة بلدان في العالم -والتي تتحكم في حوالي 60٪ من الاقتصاد العالمي- لا تستضيف إلا أقل من 9٪ من اللاجئين في العالم، بينما تتحمل البلدان الأكثر فقراً أغلب العبء.
وفقاً لتقرير صادر عن المؤسسة الإنسانية يوم الاثنين 18 يوليو/تموز 2016 ، فإن الولايات المتحدة والصين واليابان وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، والتي تمثل نحو 56.6٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، يستضيفون نحو 2.1 مليون لاجئ فقط، ما يعادل حوالي 8.9٪ من إجمالى عدد اللاجئين في العالم، بحسب ما نقلت صحيفة الغارديان البريطانية، الإثنين 18 يوليو/تموز 2016.
رقم مخجل
وتستضيف ألمانيا قرابة ثلث هذا العدد تقريباً (736، 740)، بينما يبقى الـ1.4 مليون موزعين في باقي الدول. منهم نحو 168,937 لاجئاً تستضيفهم المملكة المتحدة، وهو الرقم الذي دعاه الرئيس التنفيذي لمنظمة أوكسفام بالمخجل.
في المقابل، أكثر من نصف لاجئي العالم – ما يقرب من 12 مليون نسمة – يعيشون في الأردن، وتركيا، وفلسطين، وباكستان، ولبنان وجنوب أفريقيا، على الرغم من أن هذه الأماكن تمتلك أقل من 2٪ من اقتصاد العالم.
كما تدعو أوكسفام الحكومات إلى استضافة المزيد من اللاجئين وبذل المزيد من الجهد لمساعدة البلدان الفقيرة التي توفّر المأوى لغالبية اللاجئين في العالم.
وقال مارك غولدرينغ، الرئيس التنفيذي لمنظمة أوكسفام "رغم أن هذه واحدة من أكبر التحديات التي يواجهها عصرنا، إلا أننا رغم ذلك، مازلنا نُحمّل البلدان الأفقر والفقراء أغلب المسؤولية".
وأضاف "إنها أزمة معقدة تتطلب استجابة مُنسقة وشاملة بين أغنى البلدان حتى تقوم كل منها بدورها في الترحيب بالمزيد من اللاجئين، وبذل المزيد من الجهد لمساعدتهم وحمايتهم أينما كانوا".
"وتحتاج المملكة المتحدة – الآن أكثر من أي وقت مضى – لإظهار أن مجتمعها متسامح ومنفتح، وعلى استعداد أن يقوم بدوره في حل هذه الأزمة. ومن المُخجل – رغم أن اقتصادها هو الأغنى في العالم – أنها توفر المأوى لأقل من 1٪ من اللاجئين لا أكثر.
رقم قياسي
ووفقاً لتقرير UNHCR Globals Trends لعام 2015، غادر أكثر من 65 مليون شخص منازلهم بسبب العنف والحرب وانتهاكات حقوق الإنسان، وهو أعلى رقم بلغه حجم اللاجئين منذ بداية تسجيل الأرقام. نزح معظم هذا الرقم (نحو 40.8 مليون) داخل بلدانهم، فبلغ عدد اللاجئين 21.3 مليون، وبقي 21.3 آخرون في انتظار قرارات اللجوء في البلدان الصناعية.
وقد لعب الصراع في سوريا دوراً كبيراً في هذا النزوح، وكذلك الصراعات في بوروندي، وجمهورية أفريقيا الوسطى، والعراق، ونيجيريا، وجنوب السودان، واليمن.
فرّ كثير من الناس إلى البلدان المجاورة، فهربوا من سوريا إلى الأردن وتركيا، اللتين تستضيفان أكبر عدد من اللاجئين في العالم: 2.8 مليوناً في الأردن و2.75 مليوناً في تركيا.
ويقول تقرير أوكسفام إن بعض الدول الغنية تعرقل سفر اللاجئين بدلاً من تيسيره، وأكبر دليل على ذلك هو الصفقة التي عُقدت بين الاتحاد الأوروبي وتركيا لحل مشكلة اللاجئين في شهر مارس/آذار 2016.
-هذا الموضوع مترجم بتصرف عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.