بحيرة إيطالية خلابة تتحول من منتجع لجورج كلوني ومادونا إلى مخيم للاجئين.. فلمن الغلبة؟

عربي بوست
تم النشر: 2016/07/13 الساعة 08:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/07/13 الساعة 08:27 بتوقيت غرينتش

بحيرة كومو، الموجودة بالأراضي الإيطالية، والتي يلوذ إليها العديد من المشاهير بحثاً عن الهدوء، أصبحت الآن الملجأ الوحيد للمئات من المهاجرين بعد إغلاق السلطات السويسرية لحدودها ومنع العبور إليها.

ظلت بحيرة كومو لفترة طويلة، جنةً هادئة للعديد من الأثرياء والمشاهير، إذ يمتلك جورج كلوني ومادونا فيلات فاخرة هناك.

ولكن محطة قطار المدينة، تحوّلت إلى مخيم مؤقت، وتُنصَب المزيد من الخيام كل ساعة مع وصول المزيد من المهاجرين القادمين من ميلان، والمُتجهين إلى أوروبا الشمالية، وفق تقرير نشرته صحيفة دايلي ميل البريطانية، الأربعاء 13 يوليو/تموز 2016.

منذ خمسة عشر يوماً، كانت السلطات السويسرية تسمح بعبور حوالي 100 مُهاجِر كل أسبوعين.

الطريق الذي سلكه اليهود


ولكن الآن، الحدود مُغلقة بإحكام، مما أدى إلى تَحَوُّل الكثيرين إلى مهرِّبين، يساعدون الآخرين على العبور بطريقة غير شرعية من خلال الممرات الجبلية الموجودة حول جبال الألب السويسرية، الطريق التي كان يسلكها اليهود في الحرب العالمية الثانية.

وعلى الرغم من أن سويسرا ليست تابعة للاتحاد الأوروبي، فقد اشتركت في اتفاقية الشنغن التي تجعل حدودها منطقة عبور مجانية. أما عن نقاط التفتيش بين تلك البلاد وأوروبا، فإن تواجدها غير مسموح به إلا في حالات الطوارئ.

بدأت النمسا في بناء سور حاجز على حدودها مع إيطاليا. وأعلن المسئولون في فيينا أن وجود الحاجز أمرٌ ضروري لحصر عملية العبور من خلال ممر برينر.

ولكنهم لم يسلموا من الاحتجاجات والانتقادات من الجانبين؛ الإيطالي والألماني.

ملايين المهاجرين يستعدون للقدوم


وفي خلال زيارة له إلى روما في أبريل/نيسان 2016، قال وزير الداخلية النمساوي أنه كان قلقاً للغاية، إذ إن الملايين من المُهاجرين كانوا يستعدون لعبور البحر الأبيض المتوسط من ليبيا خلال هذا العام.

قال روبرت بيرناكسوني، من إحدى الجمعيات الخيرية الكاثوليكية المحلية، في حديث له مع جريدة La Repubblicia الإيطالية "نقوم بتقديم المأكل والملبس، حتى أننا نضع الحمامات أيضاً، ولكن الأمر في غاية الصعوبة، ولا نستطيع استقبال كل هؤلاء الأشخاص".

وتابع: "لقد دعمنا أكثر من 2,000 مُهاجِر بالفعل، عن طريق السماح لهم بالإقامة في الأسقفية، ولكن لم يَعُد هُناك أي مجال للمزيد".

وأضاف: "لا أدري إلى متى سنظل نعاني وطأة هجوم هذه الحشود من البشر التي تريد عبور الحدود، وهي ليست على استعداد لمغادرة كومو".

ألبرتو سينيجاليا، رئيس جمعية خيرية تعمل مع المهاجرين في ميلان، قال إنه من الصعب أن نمنع الأشخاص الراغبين من التوجُّه إلى شمال أوروبا.

وقال: "بالنسبة إلينا في ميلان، ضمان مرور 100 مُهاجِر كُل 15 يوماً، يُعَد صمام أمان جيّد لنا، ولكن يبدو وكأنه لا يحدث بعد الآن".

وأضاف قائلاً: "السلطات السويسرية أغلقت الحدود، ومن الصعب تفسير الأمر لأولئك الذين تركوا ميلان على أمل التمكن من الوصول إلى مكان يستطيعون إيجاد فرصة عمل فيه بسهولة أكثر من إيطاليا، أو أولئك الذين يتطلعون إلى خطوتهم التالية في وجهتهم إلى شمال أوروبا، والتي تظل حلماً للجميع".

جورج كلوني، مادونا، دوناتيل فيرزاتشي، وريتشارد برانسون، هؤلاء هُم بعض المشاهير الذين يملكون فيلات أو كانوا يملكونها على بحيرة كومو.

تستمر مُعاناة إيطاليا منذ بداية عام 2016، بسبب الضغط الناتج عن أزمة المُهاجرين، مع وصول أكثر من 77 ألف مهاجر عن طريق البحر، ويأتي أكثرهم من شمال أفريقيا.

انتشلت قوات الإغاثة بالأمس جثث أربعة من المهاجرين، وأنقذت حوالي 400 مُهاجِر نجوا من قارب خشبي مكتظ انطلق من ليبيا.

وقال مُتحدِّث باسم خفر السواحل الإيطالية أنه تم إنقاذ 100 شخص آخر في اثنتين من عمليات الإنقاذ التي امتدت لحوالي 20 ميلاً بطول ساحل شمال أفريقيا.

– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة Daily Mail البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

تحميل المزيد