كأي طفلين في عمرهما كان حلم قيادة الطائرة يراود الشقيقين التوأمين فريد وفؤاد كامل، وما زاد في حماستهما هو عمل والدهما كطيار في الجيش التونسي.
الحلم تحوّل بعد سنوات من المثابرة والدراسة الأكاديمية لحقيقة بعد أن افتتح الشقيقان شركتين لصناعة الطائرات الخفيفة بالمواصفات العالمية، ذات المقعدين AVIONAV سنة 2012 والأربع مقاعد EVADA AIRCRAFT في 2016 بمسقط رأسهما بجهة البرجين من محافظة سوسة وتم تسويقها في أوروبا وأميركا وآسيا بنجاح.
بداية تحقيق الحلم
فريد كامل أحد مؤسسي هذا المشروع النموذجي في تونس وهو مهندس طيار أشار لـ"عربي بوست" إلى أن طريق النجاح في هذا المشروع لم يكن مفروشاً بالورود في ظل الصعوبات الاقتصادية والوضع المتأزم الذي تمر به البلاد زد على ذلك التعقيدات البيروقراطية في الإدارات التونسية.
وأضاف: "في البداية حين انطلقنا أنا وشقيقي في التخطيط للمشروع كانت ردة فعل المحيطين بنا أقرب للاستهزاء، حيث اعتبروا مشروعاً بمثل ذلك الثقل في صناعة الطائرات بتونس أشبه بالمعجزة، لكن إصرارنا كان أقوى من كل هذه العراقيل".
المشروع الأول في 2012
في سنة 2012 افتتح الشقيقان ورشتهما الأولى في صناعة الطائرات أحادية المحرك و ذات المقعدين بدعم كامل من المدرسة الوطنية للمهندسين بسوسة.
وتم فعلياً البدء في تصنيع أول طائرة "نموذج" بمواصفات عالمية – يبلغ وزنها 300 كغ وتصل سرعتها ل 280 كم في الساعة، وقادرة على الطيران لمسافة 1600 كم – ليتم على إثر ذلك تسويقها بسعر 74 ألف يورو في كل من إيطاليا وأميركا وباكستان بعد أن حظيت بالموافقة واستجابتها لشروط ومعايير السلامة الجوية.
34 طائرة كما يقول فريد تم حتى اللحظة بيعها لحرفاء أجانب من جنسيات أوروبية وأميركية وآسيوية و4 من تونس بعضها لأغراض ترفيهية وأخرى وقع استغلالها في الري والرش الفلاحي.
اكتساح الأسواق العالمية
منافسة طائرة تونسية محلية الصنع لشركات عالمية لها صيت في هذه الصناعات الثقيلة ونيل ثقة حرفاء أجانب من رجال أعمال وأثرياء لم يكن أمراً هيناً كما يقول فريد لولا السمعة الجيدة التي حظي بها الشقيقان واختيار فريق من المهندسين والتقنيين الشبان من ذوي الكفاءة العالية في هذا المجال الحساس.
طموح بلا حدود
نجاح الشقيقين في صناعة الطائرات الخفيفة ذات المقعدين دفع بالشقيق فريد لتأسيس شركة ثانية EVADA AIRCRAFT في 2016 بنفس الجهة وتطوير المشروع حيث تخصص المصنع الثاني في تصنيع طائرات ذات الأربعة مقاعد وبمحرك كندي الصنع قادرة على النزول في المسطحات الثلجية والمائية وتعمل بوقود السيارات العادي الخالي من الرصاص ويبلغ سعرها نحو 170 ألف يورو.
فريد أكد أن العمل جارٍ على قدم وساق في شركته الجديدة حيث تم تجهيز |"النموذج الأول" للطائرة ذات الأربعة مقاعد وسيتم إرسالها لأميركا بهدف المعاينة ومدى استجابتها لمعايير شروط السلامة العالمية ثم الانطلاق بعد الموافقة على التصنيع والتسويق للسوق الكندية والأميركية.
ويؤكد فريد في ذات السياق أنه تسلم فعلياً 3 طلبات من حرفاء أجانب للبدء في تصنيع هذا النوع من الطائرات.
طموح هذين الشقيقين لا ينتهي في مجال تصنيع وتطوير الطائرات حيث أكد محدثنا أنهما سيفتتحان قريباً مصنع ثالث في نفس الجهة بكادر هندسي شاب معرباً عن أمله في دعم من الدولة التونسية لمشروعهما "فعوض أن تتكبد الدولة خسائر بالعملة الأجنبية لشراء طائرات معدة للاستعمال الفلاحي أو الخاص من الخارج حري بها أن تدعم الصناعات المحلية بعد أن أثبتت تميزها العالمي.حسب قوله