أوضحت المعلومات المتعلقة بالرجل الذي قالت عنه شرطة دالاس إنه تسبب في مقتل 5 ضباط بعد أن أطلق عليهم وابلاً من الرصاص يوم الخميس، أنه كان جندياً احتياطياً مثيراً للمشاكل، فقد ترك أفغانستان بعد شكوك متعلقة باتهامات بالتحرش الجنسي وجهتها له جندية زميلة طلبت إصدار أمر حماية منه، وقالت إن المشتبه به كان بحاجة إلى استشارة صحية عقلية.
وترك ميكا جونسون (25 عاماً)، الخدمة في عام 2015، ثم عاد إلى دالاس التي ترعرع فيها، حيث انجذب نحو جماعات السلطة السوداء Black Power، حسب ما اتضح من صفحته على موقع فيسبوك.
صفحته التي حذفت منذ ذلك الحين، أظهرت احتراماً لفكرة "فخر السود" ، حيث نشر صور شعارهم المتمثل في قبضة مرفوعة وصور بالألوان الحمراء والسوداء والخضراء للعلم القومي الأفريقي. وكلا العلمين كانا على مدى عقود من الزمن رمزين للتمكين غير العنيف لذوي البشرة السوداء، لكنهما أيضاً يستخدمان من قبل بعض الجماعات المتطرفة التي تتبنى آراءً عنصرية.
وتقول السلطات إنهم عندما فتشوا منزل جونسون يوم الجمعة بعد أن قتلته الشرطة، وجدوا في منزله "مواد لتصنيع المتفجرات، وسترات باليستية، وذخيرة، ودفتراً شخصياً عن التكتيكات القتالية".
تحرّش بزميلته
وقد خدم جونسون، الذي تقول عنه الشرطة إنه ارتكب الجريمة وحده، في الجيش الاحتياطي خلال الفترة من 2009 وحتى 2015، ثم تركه بعد أن حصل على الدرجة الأولى الخاصة، حسبما تذكر سجلات الجيش.
وأرسل جونسون إلى أفغانستان في نوفمبر 2013 مع لواء المهندسين 420، المتمركز في سيغوفيل بولاية تكساس. وكانت وظيفته خلال الخدمة بَنّاءً ونجاراً، ولا تشير أي معلومات بسجلاته أنه خاض معركة أو أصيب.
وخلال خدمته في أفغانستان، اتهمته جندية في الوحدة التي كان يخدم بها، بالتحرّش الجنسي، وذلك حسب ما يقول برادفورد غليندننغ، محامي الجيش الذي دافع عن جونسون عندما عاد إلى تكساس.
وقال غليندننغ مقتبساً من ملف جونسون الذي كان يحمل تاريخاً يعود إلى مايو/أيار 2014، إن الجندية التي اتهمت جونسون قالت إنه في حاجة إلى "مساعدة طبية عقلية". كما طالبت بإصدار أمر حماية ضد الجندي جونسون لعدم التعرّض لها أو لأسرتها أو لمنزلها أو في المطعم أو أي مكان آخر تكون فيه".
وأوضح غليندننغ أن الجيش أصدر أوامر بتسريح جونسون، بسبب أمرٍ آخر لا يتعلق بالأداء المشرف.
وأضاف قائلاً "لم يحبوه، لقد كان ذلك الأمر واضحاً عند الحديث لقائده".
وتوضح الاستشارة القانونية لغليندننغ أن جونسون تنازل عن حقه في الاستماع مقابل تقليص التهمة.
وعبر جونسون عن إعجابه بصفحتين من خلال حسابه على موقع فيسبوك، وهما صفحتان لمجموعتين تعطي ضوءاً للأيديولوجية التي كان يتبناها. وإحدى تلك الصفحتين هي صفحة حزب الفهود السود، الذي تأسس في دالاس، حسبما يقول مركز قانون الفقر الجنوبي. وتصفه رابطة مكافحة التشهير بأنه "أكبر حركة منظمة مسلحة عنصرية لذوي البشرة السوداء ومعادية للسامية بالولايات المتحدة".
أما الصفحة الأخرى فكانت لرابطة الدفاع الأميركية الأفريقية، التي تأسست عام 2014 عن طريق رجل يسمى مورسيلم ليميلرا.
معروف بالعنف
وقال أورين سيجال، مدير مركز التطرف برابطة مكافحة التشهير "إن ليميرا معروف بدعوته للعنف ضد الشرطة تحديداً، بصورة منتظمة. وفي الغالب، يشجع الرجل العنف ضد الشرطة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أي عملية كبيرة لإطلاق النار تنفذها الشرطة".
فبعد مقتل لاكوان ماكدونالد في شيكاغو، دعا ليميلرا لـ "الموت لكل شخص نذل ومنافق وقاتل وخنزير يرتدي البزة الزرقاء بكل أنحاء البلاد"، وذلك حسب ما قال سيجال.
كما احتوت صفحة جونسون على صورة له مع ريتشارد غريفين أحد أعضاء فريق بابلك إنمي لأغاني الراب.
وقد انتشرت العناوين التي تناولت أخباراً متعلقة بغريفين، المعروف باسم البروفيسور غريفين، خلال الثمانينيات بسبب تعليقاته العنصرية، فضلاً عن أنه كان دائماً مؤيداً لحزب الفهود السود.
ونشر غريفين سلسلة تغريدات قال فيها إنه لم يعرف جونسون، وإنه لا "يدافع عن قتل الشرطيين".
وقبل أيام قليلة من إطلاق النار، وبعدما قتل شرطي رجلاً من ذوي البشرة السوداء خلال توقف مروري روتيني في مينيسوتا، استخدمت نيكول –الشقيقة الصغرى لجونسون- مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن غضبها.
وكتبت نيكول على فيسبوك "لقد قتلنا البيض وسيستمرون في قتلنا. الفارق الوحيد هو أنهم يخدمون النظام الذي يختفي وراء بزة زرقاء ويفلتون بسهولة بقتلهم للمدنيين. كل شيء يتضح الآن وأنا أعتقد أن هؤلاء الشرطيين يجب أن يتذوقوا ما نشعر به الآن".
وبعد الإعلان عن أن جونسون هو منفذ هجوم دالاس، عادت نيكول إلى صفحتها على فيسبوك لتعبر عن ضيقها قائلة "أواصل القول بأن ذلك ليس صحيحاً.. لقد تعبت عيناي من البكاء. لماذا هو؟"
تخرج جونسون عام 2009 من ثانوية John Horn في ميسكيت بولاية تكساس، حيث كان جزءاً من برنامج لتدريب ضباط جدد، بحسب ما ذكرته أليسون ليوالين، المتحدثة باسم مدارس مقاطعة ميسكيت. وانضم جونسون لجيش الاحتياط عقب تخرجه.
وفي السيرة الذاتية التي قدمها جونسون لعدة جهات عمل في يناير/كانون الثاني الماضي، ذكر أنه عمل من سبتمبر/أيلول 2014 لصالح منظمة تدعى Touch of Kindness تعمل على نقل "ذوي الإعاقة الذهنية" من الأطفال والبالغين إلى مراكز التأهيل، وتعلمهم مهارات العيش الأساسية، وذكر جونسون أيضاً أنه عمل كمدير مناوبة وسائق بمطعم يحمل اسم Jimmy John's، وعمل أيضاً مشرفاً بشركة متخصصة في توزيع المنشورات.
عاش في مجتع هادئ
عاش جونسون مع والدته في مجتمع هادئ بأحد الضواحي الهادئة في منزل مكون من طابقين، يطل ذلك المنزل على مساحة فارغة تضم أرضاً عشبية كبيرة. توافد مئات الصحفيين صوب الحي، في حين كانت سيارة شرطة تقف أمام المنزل وتبعد الصحفيين عنه.
وخلال تحقيق مطوّل الخميس الماضي، أخبر جونسون الشرطة أنه غاضب من الاستهانة بحياة السود، بالإضافة إلى غضبه من قيام الشرطة بإطلاق النار على رجال سود مؤخراً، بحسب ما ذكره دافيد براون، قائد شرطة دالاس.
وقال براون "قال المشتبه به أنه يشعر بغضب تجاه البيض، كما قال أنه أراد قتل البيض، وخاصة من رجال الشرطة".
وكان ناشطٌ محلي يدعى يافوه بالوغون قد ذكر أنه رأى جونسون سابقاً في المظاهرات، إلا أنه وصفه ب"الذئب الوحيد"، إذ قال "لقد كان جزءاً من مجموعة من المواطنين الذين يشعرون بأنه يجب أن يحدث بعض التغيير. الفارق هنا هو أن جونسون اتّخذ أسلوباً متطرفاً لفعل ذلك".
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The New York Times الأميريكية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.