حالة من الغموض تكتنف الحالة الصحية للدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، وذلك في ظل صمت وزارة الداخلية المصرية عن الكشف عن مصيره، بعد الأنباء التي ترددت عن وفاته، ثم نفي وسائل الإعلام المصرية الخبر، فيما ذكرت وسائل إعلام مصرية نقلاً عن مصادر أمنية تعرّض المرشد لأزمة قلبية ونقله إلى المستشفى.
24 ساعة من الشائعات
خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية اندلعت شائعاتٌ حول مصير الدكتور بديع وحقيقة حالته الصحية. البداية كانت الجمعة 8 يوليو/تموز 2016 بعد انتشار أخبار حول وفاته داخل السجن، بعد تعرّضه لأزمة قلبية، وهبوط حاد في الدورة الدموية، وهي الأخبار التي نقلتها عددٌ من وسائل الإعلام المصرية، في ظل صمتٍ من قبل الأجهزة الأمنية.
وبعد ساعات قليلة، نفت وسائل الإعلام المصرية خبر الوفاة، مؤكدةً أن بديع تعرض لأزمة قلبية، وتم نقله إلى مستشفى المنيل الجامعي، ودخوله العناية المركزة لتلقي العلاج اللازم، بعد اتخاذ إجراءات التحويل من مستشفى سجن طرة، المجاور لسجن طرة شديد الحراسة – "العقرب" – الذي يمكث فيه بديع وعددٌ من قيادات الإخوان.
حقيقة دخوله مستشفى المنيل وأزمة اسم "بديع"
وللتأكد من حقيقة نقله إلى مستشفى المنيل الجامعي، ذهب "هافنغتون بوست عربي"، إلى المستشفى، وأكدت مصادر أمنية داخله أنه لم يتم نقل بديع إليه في الأيام الأخيرة، وأن المستشفى هو المختص بعلاج قيادات الإخوان التي تستلزم حالتهم نقلهم من مستشفى طرة، كما حدث من قبل عندما أجرى المستشار محمود الخضيري عملية جراحية، وكذلك تم إحضار المرشد نفسه لهذا المستشفى عدة مرات من قبل.
وأكدت المصادر في تصريحات خاصة لـ"هافنغتون بوست عربي"، أنه "لا يمكن حضور بديع إلى المستشفى من دون التنسيق مع إدارة الأمن، حيث من اختصاصنا توزيع الحراسات الأمنية عليهم، سواء في مستشفى المنيل الجامعي أو المنيل التخصصي، أو حتى في عنبر احتجاز المعتقلين المجاور لمستشفى قصر العيني الفرنساوي".
وعن سبب تردد أنباء نقل بديع إلى مستشفى المنيل، قالت مصادر طبية من داخل المستشفى، إن سبب اللغط الذي حدث، يرجع إلى وصول مريض في حالة حرجة يدعى محمود بديع، وهو موظف بالضرائب، وتشابه الأسماء هو السبب في انتشار تلك الأنباء.
وأكد أحد المصادر الطبية لـ"هافنغتون بوست عربي"، أن دخول بديع إلى المستشفى يصاحبه العديد من الإجراءات الأمنية الخاصة، وهو ما تم في المرات السابقة، وهذا الأمر لم يحدث، "ولا يمكن أن يتواجد في المستشفى دون علمي كوني المسئول عن تسجيل بيانات كل الحالات التي تدخل إلى المستشفى".
صمت الداخلية وحديث عن وجوده بمستشفى السجن
ورغم الاهتمام الإعلامي بمصير المرشد منذ الجمعة 8 يوليو/تموز إلا أن الأجهزة الأمنية المصرية، ترفض الكشف عن مصير مرشد الإخوان، وتلتزم الصمت، وتكتفي وسائل الإعلام المصرية بنقل الأخبار على لسان مصادر أمنية بصورة غير رسمية.
فيما قال مصدرٌ طبي رفيع المستوى بالإدارة الطبية التابعة لقطاع مصلحة السجون في تصريح لموقع "مصرواي" إن حالة الدكتور محمد بديع مرشد جماعة الإخوان الصحية مستقرة داخل مستشفى السجن ويخضع للعلاج والفحص الطبي بشكل دوري نظراً لكبر سنّه.
وأوضح أن مستشفى السجن يستقبل يومياً جميع الحالات التي تتعرّض لأية وعكة صحية وتقوم الإدارة الطبية بعمل الفحوصات اللازمة تحت إشراف دقيق، مشيراً إلى أن الحالات الصحية المتأخرة والصعبة التي تستلزم نقلها إلى الخارج يتم نقلها إلى مستشفيات خارجية متخصصة.
الأسرة لا تعلم مصيره
فيما أعلنت أسرة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين أنه ليس لديها أية معلومات حول حالته الصحية، مؤكدة أنها لم تدل بأي تصريحات حول حالته الصحية إلا هذا البيان.
وأكدت الأسرة في بيان حصل "عربي بوست" على نسخة منه، أن ما نشر في وسائل الإعلام المصرية حول الأمر مثيرٌ للقلق، وجارٍ التأكُّد منه من خلال التواصل مع المحامين.
وحمّلت الأسرة السلطات المصرية المسؤولية كاملة عن الحالة الصحية للمرشد العام، مضيفة: "إننا لم نتمكن من زيارته اليوم بالرغم من أنها المحاولة الثالثة للزيارة خلال أسبوعين".
لا وسيلة للتحقّق إلا الخميس القادم
وعن تحركات محامي المرشد، قال عبد المنعم عبد المقصود، عضو فريق الدفاع عن الدكتور بديع، إننا لا نملك أي وسيلة للإطمئنان على حالة المرشد إلا انتظار موعد جلسات المحاكمات في القضايا المختلفة التي يحاكم بها، وذلك بعد منع أسرته من الزيارة، ورفض طلبنا بتمكين أحد أفرادها من التأكد من حقيقة حالته الصحية صباح اليوم.
وأكد عبد المقصود، أن أقرب الجلسات التي من المفترض أن يكون بديع حاضراً بها، موعدها يوم الخميس القادم الموافق الرابع عشر من يوليو الجاري، وهو أقرب موعد لمعرفة مصيره، وحقيقة حالته الصحية، منوهاً إلى أنه "في حال تمكن أسرة أحد سجناء سجن العقرب من الزيارة، ومعرفة الحالة الصحية للمرشد سوف نقوم بإعلان ذلك لوسائل الإعلام".
وأشار عضو فريق الدفاع عن المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، أن بديعاً يعاني من عدد من الأمراض المزمنة، التي تستوجب الحصول على الأدوية الخاصة به بانتظام، وأنه في حالة الإهمال الطبي، أو عدم تمكينه من الحصول عليها فإن هذا يهدد حياته، ويعرض صحته للتدهور الحاد، وهو الأمر الذي يثير القلق حول مصيره.