معركة القرضاوي وعبدالله بن زايد على تويتر.. تفاصيل ما دار وهل تدخّل تويتر لصالح أحدهما

عربي بوست
تم النشر: 2016/07/06 الساعة 01:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/07/06 الساعة 01:14 بتوقيت غرينتش

أثارت تغريدة نشرها وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد معركة فريدة من نوعها بعد أن اضطر الداعية القطري من أصل مصري يوسف القرضاوي للرد عليها، وزاد من الإثارة ملابسات اختفاء التدوينة من على تويتر دون علم الشيخ قبل أن يقوم بنشرها مجدداً على حسابه بصياغة أخرى.

التدوينة التي كتبها وزير الخارجية الإماراتي ضربت عصفورين بحجر واحد، حيث أشادت بالمواقف الدينية لعلماء السعودية القريبين من الجهات الرسمية، فيما اتهمت تنظيم الإخوان المسلمين – الذي تخوض الإمارات حرباً سياسية وأمنية – ضده بدعم الإرهاب.

التدوينة كانت تعلّق على موجة العمليات الانتحارية الأخيرة التي يُظن أن "داعش" يقف وراءها، وأدت إلى سقوط مئات القتلى والجرحى من المدنيين في العراق وتركيا وبنغلاديش وبجوار المسجد النبوي في السعودية، وقال فيها:

وفي تعليقه عليها قام الحساب الرسمي الخاص بالشيخ القرضاوي بإعادة نشر التدوينة وكتب عليها: "خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين.. نعوذ بالله من شر الشياطين إذا ما انحلت أصفادها".

وعلى الإثر، قامت مجموعة من الحسابات الإماراتية بشن هجوم على الشيخ استخدمت فيه عدداً من الفيديوهات القديمة للقرضاوي تتحدث عن العمليات الاستشهادية، فيما قال مؤيدوه إن الفيديوهات مقتطعة من سياقها وممنتجة بغرض الإيحاء بمعانٍ أخرى.

وفي بيان أصدره الشيخ عام 2015 نفى ما يُنسب إليه من تحريم العمليات الانتحارية، معتبراً أن فتواه الخاصة بـ"العمليات الاستشهادية" كانت خاصة بالمقاومة الفلسطينية وحدها حين لا يجدون بديلاً عنها، ولم يجزها في غير ذلك.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعية روابط لفتاوى أخرى منسوبة لمشاهير العلماء السعوديين أمثال مفتي السعودية الراحل محمد بن إبراهيم آل الشيخ والشيخ الجبرين وعبدالله بن منيع تجيز تلك العمليات إضافة إلى فتاوى منسوبة للشيخ محمد الصالح العثيمين ترفض هذه العمليات بسبب عدم تحقق النفع منها.

بعض المغردين تساءلوا أيضاً إن كان قتل المدنيين جريمة فلِمَ دعمت دولة الإمارات النظام المصري لتحسين صورته عالمياً بعد قتل قوات الجيش والشرطة أكثر من 1000 من المعتصمين المدنيين في يوم واحد في ميداني رابعة والنهضة بالقاهرة عام 2013، وكانت قد انتشرت صورة في ذلك الوقت لوزير الخارجية الإماراتي متحدثاً إلى نظيره الأميركي جون كيري بحضور وزير الخارجية القطري السابق، وكان بن زايد يرفع علامة رابعة في إشارة إلى أن الحديث كان يدور حول ما يجري في مصر.

الجدل حول التدوينة تطور إلى نشر فتاوى أخرى قديمة للشيخ عبدالعزيز بن باز تدين السماح بفتح منشآت لبيع الخمور والمراقص، وغيرها مطالبين من يعتز بفتاوى الشيخ بأن يأخذها جميعاً دون انتقاء.

وعبدالله بن زايد هو ابن مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، وشقيق محمد بن زايد ولي عهد إمارة أبوظبي والرجل الأقوى في دولة الإمارات.

ويوسف القرضاوي هو داعية وأستاذ للفقه الإسلامي يحمل الجنسيتين القطرية والمصرية ويحظى باحترام واسع في العالم الإسلامي، وقد كان الشخصية الدينية الأبرز حضوراً مع اندلاع ثورات الربيع العربي، وقد حدثت مساجلات مبكرة بينه وبين دولة الإمارات منذ عام 2011 حين انتقد ترحيل بعض السوريين الذين تظاهروا أمام سفارتهم هناك احتجاجاً على القمع، وعلى إثر ذلك خرج قائد شرطة دبي ضاحي خلفان مهاجماً إياه في الفضائيات والشبكات الاجتماعية ومطالباً باعتقاله، وصدرت أحكام بالإعدام في مصر بحق القرضاوي بعد إطاحة الجيش بالرئيس المصري محمد مرسي واعتقال عشرات الآلاف من مؤيديه.

والشيخ عبدالعزيز بن باز كان أبرز العلماء السعوديين لعدة عقود وحتى وفاته عام 1999، وكان يتبنى نهجاً محافظاً في فتاواه، لكنه مع ذلك كان قد عاب على من يهاجمون الشيخ القرضاوي وغيره من العلماء، معتبراً أن مَنْ يفعل ذلك يتعدى على حقوق المسلمين ويفرق وحدتهم وينال من رجال معروفين بمحاربة البدع والخرافات، داعياً إلى أن يكون الحوار بين العلماء في المسائل الفقهية بالحسنى وبعيداً عن تداول الشتائم والهجوم.

هل حذف تويتر تغريدة الشيخ؟

كانت هناك مفارقة أخيرة في تغريدة الشيخ القرضاوي، حيث ذكر مقربون منه أنه قام بنشر ردّه أولاً على وزير الخارجية الإماراتي لكنه لم يلبث أن تم حذفه من قبل موقع تويتر، قبل أن يعود لنشره مرة أخرى بصياغة أخرى وقد بدائها القرضاوي بكلمة "ردا على عبد الله بن زايد"والتي لم تكن موجود في التغريدة الأولى، ولم يمكن الحصول من تويتر على رد بشأن واقعة الحذف.


وفيما يلي صورة التغريدة المحذوفة.

تحميل المزيد