"انتظروني هنا سأجلب عربة لنقل الحقائب وسأعود"، هي العبارة الأخيرة التي قالها التركي عبدالمؤمن الأميري لأفراد عائلته، مساء الثلاثاء 28 يونيو/حزيران، عشية هجمات مطار أتاتورك في إسطنبول.
وبحسب "سي إن إن تورك" عاد الأب مع الحقائب ليفجع بخبر وفاة بناته الثلاث وحفيدته، فارقوا الحياة إثر التفجيرات، حيث لم يكن الأب يتوقع أن عملية جلبه لهذه العربة سيُنقذ حياته لكنه سيُكملها في ظل قسوة الحرمان وفقدان بناته كريمة (24 عاماً)، وزهرة (18عاماً)، ومريم (14 عاماً)، وحفيدته هدى (9 أعوام).
ومن جهته قال الأب أثناء تشييع جنازة بناته وحفيدته في إسطنبول "إن الأطفال كانوا ضحية الهجوم الإرهابي، فقدتهم وذلك بعد وضعتهم جانب الطريق وذهبت لجلب عربة الحقائب وبهذه الشكل مازلت على قيد الحياة".
يُذكر أن الأب التركي يحمل أيضاً الجنسية السعودية بحسب ما ذكرت الوثائق الرسمية عنه.
دفنوا اليوم الفتيات الثلاث وفي ذات الوقت وعلى بعد أمتار كان الأفغاني حبيب الله سيفيري (26 عاماً)، الذي تخرج من جامعة البحر الأسود قسم الإدارة بالعام الماضي، على موعد مع لقاء صديقه لكن التفجيرات كانت أقرب إليه ليغادر الحياة ويدفن عن موطنه الأصلي، وقد شيعوها أصدقاؤه حيث وضعوا على نعشه العلم التركي.
وكانت التفجيرات الانتحارية في مطار أتاتورك قد أوقعت 44 قتيلاً، من بينهم 11 أجنبياً وحوالي 243 جريحاً.