لقد أصبح الالتقاء مع شخص ما دون تقييم سلوكه وشخصيته أمراً محالاً؛ إذ إن الدماغ البشري مبرمج على القيام بهذا الفعل بشكل متواصل مع الآخرين.
وبينما نعتقد أن الأحكام التي يقوم بها الإنسان على الآخرين تستند على مضمون المحادثات وغيرها من السلوكيات الواضحة، فإن الدراسات العلمية تنفي ذلك، وذلك بتأكيدها أن الدماغ البشري دائماً ما يركز على أصغر الأشياء التي قد نظن أنها مهملة وغير مهمة، مثل لغة الجسد والمصافحة، ونحن لا شعوريا قد اعتدنا على بناء آرائنا حول الآخرين اعتماداً على سلوكياتهم.
وقد أكدت دراسة قامت بها جامعة كانساس أن الإنسان لديه قدرة كبيرة جداً على الحكم على شخصيات الآخرين عبر أصغر السلوكيات التي يمكنهم القيام بها، فمثلاً عبر النظر إلى صورة للأحذية التي لبسها شخص ما، يمكن للدماغ البشري أن يحدد درجة وعي وانفتاح ذلك الشخص، وكذلك استقراره العاطفي وضميره الأخلاقي.
لدى سلوكاتنا العفوية وغير الواعية لغة خاصة بهاة حيث تكون هذه الأفعال في بعض الأحيان جد سلبية، وهذا ينعكس على الانطباع الذي يتخذه الآخرون حول شخصيتك، لكون تلك السلوكيات جزءاً لا يتجزأ منك.
لذا فإن كنت لا تأخذ سلوكاتك الصغيرة بعين الاعتبار، فهذا هو الوقت المناسب للقيام بذلك، لأنها قد تكون سبباً غير مباشر في تخريب حياتك المهنية.
1- معاملتك لفريق عملك
إن طريقة معاملتك لفريق عملك (مستقبل الزبائن، النادل…) هي جزء لا يتجزأ من مظهرك الذي يعد تكتيكاً شهيراً في كافة المقابلات المهنية، ويأخذ محاورك خلال المقابلات نظرة عامة عن طريقة تعاملك مع الناس، وذلك عبر دراسة طريقة تفاعلك مع فريق العمل سواء خلال أوقات العمل أو خارجها.
معظم الناس يتصنعون خلال مقابلة مسؤول التوظيف أو مدير الشركة أو أي شخص يشكل أهمية في حياتهم، لكنهم بمجرد ما أن يخرجوا من مقر عملهم يبدأون بمعاملة الآخرين بازدراء ولا مبالاة، وينطبق نفس الشيء حين تناولك لوجبة الغداء في مقر عملك؛ إذ إنه رغم كونك تتعامل بشكل جيد مع الأشخاص على مائدة الطعام، فذلك لن يحسن سمعتك إذا شهد أشخاص آخرون على معاملتك السيئة خارج نطاق العمل.
2- إخراجك لهاتفك النقال خلال محادثة الآخرين
أكدت دراسة من جامعة إيلون أن إخراج هاتفك خلال محادثاتك يقلل من كمية وجودة التفاعل المباشر بين أطراف المحادثة؛ إذ يعد إخراج الهاتف أو استعماله خلال محاورة شخص ما أمراً محبطاً جداً لهذا الأخير؛ إذ إن القيام بهذا الفعل غالباً ما يدل على قلة الاحترام والاهتمام وعدم الرغبة في الاستماع والإرادة الضعيفة، ويعد هذا السلوك سلبياً إلا إذا كنت في حالة طوارئ، حيث يمكنك إخراج هاتفك واستعماله، لكون محاورك سيقدر حالتك وسيعتبرها أمراً غير متعلق بك كشخص.
3- العادات المتكررة والعصبية
لمس أظافرك أو وجهك أو حك جلدك يشير عادة إلى أنك عصبي، مقهور، وفاقد للسيطرة؛ حيث أشار بحث لجامعة ميشيغان إلى أن هذه العادات العصبية تميز الشخصيات الهادفة للكمالية؛ إذ إن الأشخاص المتميزين بهذا النوع من الشخصيات هم الأكثر عرضة للانخراط في هذا النوع من العادات عندما يشعرون بالملل والإحباط.
4- المدة التي تستغرقها لطرح سؤال ما
هل سبق لك أن تحدثت مع أحد لا يتوقف عن التكلم حول نفسه طوال الوقت؟ مقدار الوقت الذي يأخذه شخص ما قبل تحويل الانتباه إلى محادثه هو من أحد أهم مؤشرات شخصية المرء؛ حيث إنه عادة ما يكون الأشخاص الذين يحبون التحدث عن أنفسهم بكثرة صاخبين ومثيرين للضجة، بينما يتميز الأشخاص الهادئون بكونهم يطرحون أسئلة قصيرة فقط ويتحدثون عن أنفسهم بقلة.
كخلاصة، في بعض الأحيان تصنع الأشياء الصغيرة في حياتنا تغييرات عظيمة؛ لذا فوجب علينا أن نستعد لها من أجل أن يأخذ الناس من حولنا انطباعاً جيداً عن شخصيتنا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.