كثيرة هي الشائعات التي تنضج في ليلة وضحاها وتطبخ بعناية ويكتب لها حياة جديدة وتطفو في كل شيء؛ لتخلق ضجة عامة.
في حياتنا اليومية نسمع أقوالاً تصدر عن أشخاص بوعي أو من دون وعي، لكن هذه الأقاويل التي نسمعها في بعض الأحيان قد تكون مجرد إشاعة لا أساس لها من الصحة تقذف في مجتمعنا كالصاعقة وتنتشر مثل النار في الهشيم، تستهدف الكل لا يهمها مستوى الشخص التعليمي، سواء كان متعلماً أو غيره.
الإشاعة شبيهة بمرض مزمن يفتك بكل شيء، لا تحترم زماناً ولا مكاناً، فهي حقيقة مزيفة مثل الطحالب تتسلق الجبال وتغزو السماء وتنتظر النتيجة القريبة التحقق يستقبلها أشخاص لا يمحصونها ولا يشككون في صدقها، بل تنتشر فيما بينهم وتصبح شهيقهم وزفيرهم لتنخر كل شيء.
الإشاعة تعادي القانون وتوبخ العادات والتقاليد وتحول اللاشيء إلى شيء، والرجل الضعيف إلى الرجل "السوبرمان" قد تغني الفقير وتفقر الغني في بعض المرات، وقد تعلم الأمي وتجعل منه عالماً، ومرة تجهز على المثقف وتتهمه بالأمي العاطل.
هي بالطبع فيروس ملغم اخترعه البشر ليجعل من البطل اللابطل ANTI" HERO" يسهل استعماله لا تنتظر شواهد لا دكتواره ولا ماستر، سهلة الصنع، كل شخص قابل لاستعمالها في أي وقت يشاء وفي أي زمان.
تسهم في انتشار هذا الفيروس الإبليسي مجموعة من الوسائل، منها الأفراد أنفسهم فيما بينهم في عالمهم الواقعي، قد تسمعها في الشارع، في المدرسة، في الصحف…
ثم نجدها في عالم افتراضي كوسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك وتويتر..
فكم من تقارير وأقوال تظهر بين الفينة والأخرى يسمعها الكبير والصغير يتداولها رواد التواصل الاجتماعي فيما بينهم على أنها حقيقة، لكن مع مرور الوقت يكتشف أنها زيف وكذب.
إضافة إلى دور الإعلام في الترويج لهذه الإشاعات وخلق الجو المشحون في صفوف القراء والمستمعين (الجرائد، المجلات، الراديو) فكم من إشاعة تحولت إلى حقيقة والتهمها البعض مثل وجبة سريعة.
إذا كنت في حضرة الإشاعة البرهان يتحول إلى طوب وحجر وخرافة.
إذا كنت في حضرة الإشاعة الحُجة تتحول إلى مغالطة وجبت إبادتها.
عندما تريد قول إشاعة أو خبر كاذب قُلها ولا تخَف سيغرد لها الكل، سيضحك لها الساذج، ويطبل لها الإمعة.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.