أثار قرار الحكومة الموريتانية اختيار المستشار بالرئاسة محمد إسحاق "الكنتي" لرئاسة اللجنة الإعلامية في القمة العربية المنعقدة بنواكشوط نهاية يوليو/تموز 2016، موجة استياء واسعة بين غالبية المتابعين للشأن السياسي، وبعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
وعبر البعض عن استيائه من قرار تولي "الكنتي" لرئاسة إعلام القمة العربية بسبب مناصرة الرجل للعقيد الليبي الراحل معمر القذافي، ومواقفه المعادية للربيع العربي، ولبعض الحركات الإسلامية المعتدلة، لافتين إلى أنه يجاهر بمناصبة العداء لعدد من الدول أبرزها (السعودية، وتركيا، وتونس)، بينما أشاد مناصرون للكنتي بتوليه تسيير إعلام القمة العربية وأعلنوا مساندتهم له.
تعهد بالقتال عن القذافي
يعرف عن المستشار بالرئاسة الموريتانية محمد إسحاق "الكنتي" أنه عمل سابقا بليبيا لأكثر من 20 سنة، تعلق خلالها بالعقيد الليبي معمر القذافي، وأركان حكمه، حيث كتب العديد من المقالات المساندة له خلال الثورة الليبية، تحامل خلالها على معارضي القذافي، وبعض الدول التي ساندت الليبيين في حراكهم ضد نظام جثم على صدور لسنين عدة.
وكتب المستشار محمد إسحاق الكنتي مقالاً مسانداً للقذافي يوم الثاني والعشرين من شهر فبراير/شباط 2011، بعنوان "شاهد عيان من ليبيا"، عبر فيه عن تمسكه بنظام القذافي قائلاً إنه إذا كان: "هناك موريتاني يقاتل مع النظام، فهو الدكتور محمد إسحاق بن الداه بن سيد الأمين بن أحمد الكنتي، وسيقاتل معه لأن تلك قناعته، ولأن العرب تقول: لا يترك الفتى صديقة حتى يموت أو يرى طريقة".
وأضاف في مقاله "يجهل الناس حقيقة الأوضاع هنا، وما الذي يحدث حقيقة، ليس الشعب الليبي شبيهاً، في تركيبته الاجتماعية، بالمجتمع التونسي، أو المصري، فهو مجتمع بدوي قبلي، لا تزال العصبيات مسيطرة عليه، وممارسة السلطة لا تتم بعيداً عن تلك الأجواء القبلية، يضاف إلى ذلك أن ما حدث في المناطق الشرقية اكتسب طابع العنف منذ اللحظة الأولى، لأنه لم يكن أمام القائمين به من سبيل سوى اللجوء إلى القوة لعدم وجود غطاء جماهيري كثيف يسمح للمظاهرات بأن تبدو تعبيراً عن إرادة شعبية حقيقية.
رسالة سلبية لأطراف خليجية وعربية
وقال الصحفي الموريتاني "محمد حيدرة مياه" إن تعيين المستشار الرئاسي إسحاق الكنتي لإدارة إعلام القمة العربية، خطأ فادح وقعت فيه السلطات الموريتانية، نتيجة لتاريخ الرجل غير المشرف ووقوفه مع القذافي، ونتيجة لحدته، وعدائه المستمر لأطراف عديدة داخل البلد وخارجه.
وأضاف حيدرة في تصريح -لعربي بوست- أنه إذا وضعنا في الحسبان أن القمة العربية هذه المرة تحظى برعاية وتمويل "خليجي" كبير، فإن تعيين أحد أتباع القذافي، وأكثر المدافعين عن فكره حالياً يعتبر رسالة غير جيدة لأطراف خليجية وعربية عديدة، وهي دول طالما وصفها بأنها مخربة، وساهمت في تخريب البلدان العربية، ويحملها مسؤولية تدمير ليبيا، وسوريا، والعديد من البلدان.. في أكثر من مقال وأكثر من تصريح.
نصائح مبطنة
واعتبر المدون محمد ولد الراجل قال إنه إذا نظرنا لقضية المستشار "الكنتي" بمحلية، مراعين صراع التوجهات فهي تافهة لا تستحق النشر، أما من الناحية العربية، والرمزية فإن تعيين المستشار، كسقطة من العيار الثقيل، ورسالة بالغة السوء لكثير من القادة العرب، وأبرز الأصوات الإعلامية بالمنطقة.
إشادة بالقرار وتوجيه الاتهام للمعارضين..
في المقابل، أشاد مناصرون للمستشار الرئاسي "إسحاق الكنتي" بقرار توليه رئاسة إعلام القمة العربية، معتبرين أنه قرار صائب وأن الرجل يمكنه تسيير المهمة، واصفين الأصوات المعارضة له بأنها محسوبة على حركة الإخوان المسلمين وبعض المؤيدين للربيع العربي.
واعتبر المدون الشيباني ولد جعفر أن تمسك المستشار "الكنتي" بمناصرة القذافي يدل على إخلاص الرجل، فمن لا يتخلى عن قناعاته في الظروف الصعبة أجدر بحمل الملفات الحساسة.
وأضاف ولد الشيباني "لا نعرف الرجل ولكن ما نسمع عنه ونرى من كتاباته أنه عدو إيديولوجيا لفكر الإخوان المسلمين، وأنه أكبر المعترضين على الحروب العربية المختلقة في السنوات الأخيرة وهو ضد "الثورات" واقتتال العرب فيما بينهم.