أفادت منظمة أطباء بلا حدود، الأربعاء 22 يونيو/حزيران 2016، بأن أزمة طوارئ إنسانية كارثية تتكشف حالياً في مخيم للنازحين يقع بولاية بورنو في نيجيريا.
فقد نجح فريق تابع للمنظمة، الثلاثاء الماضي، في الوصول إلى مدينة باما الواقعة في الشمال الغربي للبلاد، حيث يوجد نحو 24 ألف لاجئ، بينهم 15 ألف طفل، 4500 منهم دون سن الـ15، في مخيم يقع ضمن حرم أحد المستشفيات. واكتشف الفريق الطبي خلال تلك الساعات القليلة التي قضاها هناك وجود أزمة صحية، حيث أحيل 16 طفلاً يعانون من سوء تغذية شديد وكانوا يواجهون خطراً وشيكاً بالوفاة إلى مركز التغذية العلاجية التابع لمنظمة أطباء بلا حدود في ميدوغوري، في حين كشف مسح سريع للحالة التغذوية شمل أكثر من 800 طفل، بأن 19% منهم يعانون من سوء تغذية حاد وشديد، وهو الشكل الأكثر فتكاً.
وإزاء هذا قالت رئيسة بعثة أطباء بلا حدود في نيجيريا، غادة حاتم: "هذه هي أول مرة تنجح فيها منظمة أطباء بلا حدود في دخول باما، لكننا على علم مسبق بأن احتياجات الناس قد تعدت كونها حرجة فقط. نقدم العلاج للأطفال المصابين بسوء التغذية في المرافق الطبية في ميدوغوري ونرى الصدمة على وجوه مرضانا الذي عاشوا ونجوا من أهوال عدة".
هذا وقد أحصى فريق أطباء بلا حدود خلال التقييم 1233 قبراً تقع على مقربة من المخيم كانت قد حفرت خلال العام الماضي، علماً أن 480 منها كانت لأطفال.
وأضافت حاتم: "باما مغلقة إلى حد كبير وقد أخبرونا بأن أناساً بينهم أطفال قد قضوا جوعاً. وبحسب شهادات النازحين في باما التي سمعتها منظمة أطباء بلا حدود فإن قبوراً جديدة تحفر كل يوم. وقد قالوا لنا إن أكثر من 30 شخصاً يموتون كل يوم جوعاً". فقد توفي منذ يوم 23 مايو/أيار ما لا يقل عن 188 شخصاً في المخيم، أي بمعدل 6 أشخاص يومياً، بسبب الإسهال وسوء التغذية.
أما في الفترة الممتدة من 13 إلى 15 يونيو/حزيران فقد قامت السلطات النيجيرية ومنظمة غير حكومية محلية بترتيب إجلاء 1192 شخصاً كانوا بحاجة إلى الرعاية الطبية من منطقة باما إلى مدينة ميدوغوري، عاصمة ولاية بورنو، حيث نقلت هذه المجموعة تتكون في معظمها من نساء وأطفال إلى مخيم كامب نيرسينغ للنازحين. ومن أصل 466 طفلاً قامت فرق المنظمة الطبية بفحصهم في المخيم، تبين أن 66% منهم يعانون من الهزال، في حين كان 39% من هؤلاء الأطفال يعانون من سوء تغذية شديد. ولدى التقييم تبين أن 78 طفلاً كانوا بحاجة إلى قبول مباشر في مركز التغذية العلاجية التابع للمنظمة والذي يضم 86 سريراً.
يُشار إلى أن منظمة أطباء بلا حدود تعمل في ولاية بورنو منذ مايو/أيار 2014 حيث تدعم مستشفيين وعيادتين إضافةً إلى عيادتين أخريين في المخيمات. وقد طورت المنظمة خلال الأشهر القليلة الماضية أنشطة هامة لتأمين الماء وتوفير ظروف نظافة مقبولة في بعض من مخيمات ميدوغوري، حيث تنفذ عمليات مراقبة وبائية للسكان. وقد قامت فرق أطباء بلا حدود خلال عام 2015 بإجراء أكثر من 116,300 استشارة طبية، و1330 ولادة، وقدمت الدعم لنحو 6000 طفل يعانون من سوء التغذية.
وتعد ولاية بورنو الواقعة شمال نيجيريا هدفاً متكرراً لعناصر جماعة بوكو حرام المتطرفة، حيث يقومون بشكل مستمر بحرق المنازل وتدمير الآبار، وتعاني المنطقة من جفاف شديد نتيجة ارتفاع درجات الحرارة في بعض الأوقات إلى أكثر 40 درجة مئوية.
واستولت مجموعة مسلحة تابعة لبوكو حرام على مدينة باما في سبتمبر/ أيلول 2014، ونجحت قوات الجيش النيجيري في استعدتها في مارس/آذار 2015.
ونجح الجيش النيجيري بشكل كبير في القضاء على التمرد المسلح شمال البلاد الذي خلف نحو 20 ألف قتيل، لكن لا يزال المقاتلون يشنون هجمات انتحارية على بعض القرى.
وفي سياق متصل قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" إن "نحو 743 ألف طفل باتوا مشردين أو تضرروا من هجمات جماعة بوكو حرام شمال شرق نيجيريا المضطرب"، مشيرة إلى أنه على الأقل 10 آلاف منهم انفصلوا عن والديهم.
وأوضحت "يونيسيف" أن النساء والأطفال تحملوا وطأة هجمات بوكو حرام، لافتةً إلى أن المسلحين استخدموا النساء والأطفال كانتحاريين لشن هجمات في الأماكن المزدحمة. مضيفةً أن استخدام الأطفال كانتحاريين وزيادة التفجيرات الانتحارية تؤشر للاتجاه مقلق ومروع في ارتكاب العنف ضد الأطفال.
ووصل عدد اللاجئين في باما إلى نحو 1.8 مليون النيجيريين القسري من منازلهم والعيش داخل البلاد، مع 155 ألفاً آخرين في البلدان المجاورة، وفقاً للأمم المتحدة.