المسامح كريم.. ورمضان كريم

وسر تعلّم التسامح هو الرغبة في أن تسامح، والرغبة تنتج عن إدراك ووعي بالذات، وانتصار لقوة الحب على قوة الكره والانتقام التي تغذيها "الأنا" فينا... لذا إذا أردت أن تتسامح مع الجميع عليك أن تتحرر من "سلطة الأنا" القائمة على مشاعر الخوف والإحساس بالذنب واللوم، والتي تشعرنا دائماً بالحزن والتيه والكآبة.

عربي بوست
تم النشر: 2016/06/21 الساعة 09:33 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/06/21 الساعة 09:33 بتوقيت غرينتش

ما الذي بوسعك أن تبتغيه ثم لا يمنحك إياه التسامح؟ هل تريد السلام؟ التسامح يقدمه لك، هل تريد السعادة هدوء البال، تحقيق هدف ما… إحساس بقيمة وجمال يفوق العالم هل تريد الرعاية والأمان ودفء الحماية دائماً؟ هل تريد هدوءاً لا يعكره شيء ورقة لا يشوبها أذى، وراحة عميقة دائمة وسكوناً رائعاً لا يزعجك شيء فيه؟

كل ذلك يمنحك إياه التسامح وأكثر، فهو يومض بعينيك عندما تنهض من نومك، ويمنحك البهجة التي تستقبل بها يومك، إنه يربت جبهتك أثناء نومك، ويستقر فوق أجفانك فلا ترى أحلاماً بها خوف أو شر أو حقد، وعندما تنهض مرة أخرى يمنحك يوماً آخر من السعادة والسلام، كل ذلك يمنحه إياك وأكثر.

كلمات من كتاب "دروس في المعجزات" لجوديث سكاتش وايتسون، وروبرت سكاتش توضح روعة التسامح وأهميته لحياتنا التي من المؤكد ستكون جحيماً دون التسامح.

وسر تعلّم التسامح هو الرغبة في أن تسامح، والرغبة تنتج عن إدراك ووعي بالذات، وانتصار لقوة الحب على قوة الكره والانتقام التي تغذيها "الأنا" فينا.

لذا إذا أردت أن تتسامح مع الجميع عليك أن تتحرر من "سلطة الأنا" القائمة على مشاعر الخوف والإحساس بالذنب واللوم، والتي تشعرنا دائماً بالحزن والتيه والكآبة.

فـ"الأنا" لا تؤمن بالتسامح وترسخ بداخلنا أن لا يستحق أحد تسامحنا، ولا نحن أنفسنا نستحق هذا التسامح، فهي تتمسك بقوة بالاعتقاد أن الناس يفعلون أشياء لا يصح أن نسامحهم عليها!!

تأملوا العقل الذي لا يسامح ستجدونه نتاج "الأنا" التي تقنعه دائماً بأن الطريقة الوحيدة لحماية أنفسنا من أي أذى قد يصيبنا هو أن نعاقب الشخص الآخر ببغضنا وكرهنا له! ليشعر بما أرتكبه ولا يتوقف "الأنا" عند ذلك، بل يختار بذكاء شهوداً يدعمون مواقفه، سواء أكانت كلمة أو نظرة أو موقف… لنجد أنفسنا في النهاية وبسبب الأفكار غير المتسامحة نعاني من فجوة في قلوبنا تشعرنا بالتيه والحزن، بدلاً من الشعور بالسلام الداخلي والحب، هذه الفجوة كافية لتبعدنا عن بعضنا البعض، وعن انسجامنا الروحي مع الله في حالة استمرار "الأنا" في إخبارك أن الله غاضب عليك، وأنه سوف يعاقبك على أفعالك المشينة، وربما تحاول "الأنا" أيضا زعزعة ثقتك في أن الله معك وتشكك في حب الله غير المشروط لك؛ لذا هناك دائماً خيار لا بد من اتخاذه، إما أن تسمع إلى صوت الحب، أو صوت "الأنا".

في الحقيقة من الصعب أن نتسامح عندما نخضع لـ"سلطة الأنا"، خصوصاً ونحن نعاني من ضغط نفسي.. هنا تأتي اهمية الوعي والاختيار ومقاومة رسائل الأنا التي تكرر عليك دائماً عبارات:

– هذا الشخص قد آذاك بالفعل، ويستحق غضبك ويستحق ألا يشعر بحبك ويستحق أي عقاب آخر.
– إذا سامحت فأنت ضعيف.
– إذا سامحت ذلك الشخص فكأنك وافقته على فعله.
– الشخص الذي يقلل من نفسه هو فقط الذي يكون على استعداد للتسامح.
– إذا سامحت فأنت تتخلى عن إحساس الأمان، نلاحظ كلها عبارات تنمي عن الصراع وليس الحب.

ولتقليل الآثار النفسية والصحية لعدم التسامح والسعي للسعادة وتعلّم فن التسامح قرر أنك لن تستسلم لإفكارك غير المتسامحة… واكتب خطاباً للشخص الذي تريد أن تسامحه، وأفضِ بكل مشاعرك فيه ثم مزّق هذا الخطاب فيما بعد، واعتبر الشخص الذي تريد مسامحته معلمك لصفة التسامح.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد