مسلمون في باكستان يجمعون التبرعات لبناء كنيسة لـ 20 عائلة مسيحية

عربي بوست
تم النشر: 2016/06/12 الساعة 18:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/06/12 الساعة 18:43 بتوقيت غرينتش

سعى مسلمون بإحدى قرى إقليم بنجاب شمالي باكستان إلى جمع تبرعات من أجل مساعدة جيرانهم المسيحيين الفقراء لبناء كنيسة.

وبدأت المبادرة قبيل عيد القيامة عن طريق مجموعة من المسلمين بإحدى قرى مدينة فيصل آباد التي تعد أهم مراكز صناعة المنسوجات بباكستان.

وقال كاهن المدينة، البابا أفتاب جايمس"ثمة أقلية مسيحية صغيرة للغاية داخل القرية، حيث يبلغ عددهم 20 عائلة فقط، وهم لا يملكون مكاناً للعبادة فيه".

وأضاف قائلاً "قبل عيد القيامة بقليل، بدأت المبادرة من خلال إخواننا المسلمين".

وأوضح البابا جايمس أن المسيحيين في القرية اعتادوا على اللجوء إلى منزل أحدهم أو أي موقع آخر، لممارسة شعائرهم خلال أعيادهم المقدسة.

وأضاف قائلاً "إلا أن المسلمين في المدنية عرضوا أن يهادونا ببناء كنيسة صغيرة لنا".

نشعر بالامتنان

وعبر الكاهن عن امتنانه لتلك المبادرة، حيث قال "نحن نشعر بالامتنان لإخواننا المسلمين لهذه المبادرة الرائعة. إنها تجعلنا نشعر بالفخر".

وتشعر الجالية المسيحية المحلية في الوقت الحالي بالبهجة لأنهم سوف يمتلكون كنيسة قريباً في قريتهم".

وقال العامل المسيحي فرياد مسيح لوكالة الأناضول إنهم في الماضي كانوا يستأجرون منزلاً أو يستعيرونه من أجل الاحتفال بأعياد الميلاد وعيد القيامة والمناسبات المسيحية الأخرى".

وأضاف قائلاً "أما الآن، فسيكون لدينا كنيستنا الصغيرة في القريب العاجل".

ويتذكر مسيح قائلاً "في البداية لم أصدق الأمر عندما قال كبار جماعة المسلمين إنهم سوف يبنون كنيسة صغيرة لنا".

وعبر عن ابتهاجه بالأمر قائلاً "إلا أن ما أدهشني، هو مشاهدتي لأعمال البناء بعد شهر من الإعلان عن تلك المبادرة".

واختتم حديثه "إن الحلم الذي طالما راود الجالية المسيحية يتحقق الآن".

وتمثل الأقلية المسيحية نسبة 3% من إجمالي عدد سكان باكستان البالغ عددهم 180 مليون نسمة، حيث تعد الجالية المسيحية صاحبة أكبر تعداد سكاني بين مجموعات الأقليات الدينية الأخرى.

ويقطن معظمهم إقليم البنجاب، أكبر أقاليم باكستان، حيث يعملون في الغالب في مجالات الصرف الصحي والتمريض والتدريس.

ويبلغ نسبة أصحاب المذهب البروتسانتي 60% من إجمالي الجالية المسيحية، بينما تنتمي النسبة الباقية إلى المذهب الكاثوليكي. ويمتلك المسيحيون تمثيلاً في الحكومة الباكستانية ومجلس الشيوخ، وأيضاً المجالس المحلية والإقليمية بالبلاد.

بلد التسامح

وتمكن المجتمع المحلي من جمع حوالي 150 ألف روبية (أي ما يعادل حوالي 1500 دولار)، من إجمالي القيمة المطلوبة لبناء الكنيسة، والتي تقدر بحوالي 700 ألف روبية (أي 7000 دولار).

في تصريحات لوكالة الأناضول، قال ميان إعجاز، أحد المشاركين في حملة التبرعات، إن الأموال الأخرى سوف تُجمع في نهاية الأمر لإنهاء أعمال البناء المتعلقة بالكنيسة الصغيرة، والتي سوف تحتوي على مصلى متوسط الحجم وغرفة أخرى.

وأضاف إعجاز، الذي يشارك في حملة أخرى لجمع الأموال اللازمة لأربعة مساجد بالقرية "لدينا أربعة مساجد في القرية، ولكن لا يوجد مكان ليمارس فيه المسيحيون شعائرهم، كما أن معظمهم فقراء وهم في حاجة إلى تمويل من أجل بناء كنيستهم".

يوضح إعجاز أنه لهذا السبب قرر كبار جماعة المسلمين في المدينة أن يهادوا الجالية المسيحية في عيد القيامة، وأن تكون الهدية كنيسة صغيرة.

وفي اليوم الذي بدأت فيه أعمال البناء المتعلقة بالكنيسة في مارس الماضي، وقع انفجار كبير في أحد المنتزهات العامة في مدينة لاهور عاصمة الإقليم، مما تسبب في مقتل العشرات، بمن فيهم عدد من المسيحيين الذين خرجوا للاحتفال بعيد القيامة.

وقال إعجاز "نريد أن نخبر العالم أن باكستان ليست بلد المتطرفين، الذين يمثلون أقلية في البلاد، لكنها بلد الذين يؤمنون بالتسامح الديني والانسجام بين الجماعات".

كما أشار إلى مجموعات المسلمين من اللاجئين الذين يحاولون في الوقت الحالي الوصول إلى أوروبا عبر تركيا، حيث قال "علاوة على ذلك، المسيحيون فعلوا كثيراً من أجل اللاجئين المسلمين، لذا فعلينا أن نرد لهم (المسيحيين) الجميل، وبنفس الأسلوب".

– هذا الموضوع مترجم عن موقع وكالة الأناضول التركية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

علامات:
تحميل المزيد