رمضان بالمصري.. “انت جيت يا رمضان؟”!

- ابدعوا بعبادتكم فى الشهر ده فى سبيل الحصول على رضا ربنا و الفوز برحمته و مغفرته و العتق من نيرانه .. دى فرصة مين عارف هنقدر نعوضها السنة الجاية ولا لا

عربي بوست
تم النشر: 2016/06/10 الساعة 01:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/06/10 الساعة 01:36 بتوقيت غرينتش

هذه التدوينة مكتوبة باللهجة العامية المصرية

انت جيت يا رمضان ؟
وَسّع وَسّع ﻷحلى بلد بتعرف تستقبل الشهر الكريم
مصر آخر الدنيا فى كل حاجة إلا فى استقبال شهر رمضان ..

وعشان متتوهش فى وسط زحمة اﻹستقبالات و برغم إن اﻹستقبال بتاع بلدنا مُمَيّز بس انا هقلك على الحبشتكنات بتاعتنا ..

– احنا بلد بِتحَضَرّ لإستقبال الشهر الكريم ده لمدة سنة بحالها على بال من المؤلفين ينزل عليهم الوحى اﻹبداعى اللى هيشتغلوا بيه على لحس عقول و عيون الناس طول الشهر و بعد كده الممثلين يقرأوا السكريبتات و بعدين يدوروا على أحسن مُخرجين عشان يطلع العمل فى قمة سحره على العباد الرمضانيين و يفضل طول السنة كل البنى آدمين اللى ذكرناهم فوق دول بيتعبوا طول السنة و يطلع عينهم عشان العمل يخرج للنور و يَضَلِّم قلوب كتير من الناس .

– بعد كده نبتدى من شهر رجب نِنَزِّل بوستات ملهاش عدد على اقتراب شهر الرحمة و المغفرة و العتق من النيران و دايماً احنا فى مصر بنحب نربط شهر رمضان بالزينة و المسحراتى و مدفع اﻹفطار و صلاة التراويح اللى الشباب و الرجالة بيكونوا مشغولين وقتها بالقعدة ع القهوة أو امهاتنا و اخواتنا بيكونوا وقتها بيتابعوا مسلسل الزعيم ..طيب وصلنا لشهر شعبان نعمل ايه بقى ؟! نبتدى ننزل إعلانات تشويقية للمسلسلات و البرامج اللى هتتذاع طول الشهر .. احنا بلد مبتضيعش وقتها كده يابااا .

– دلوقتى بقى جالنا الغالى اللى مستنيينه طول السنة و بِنحَضَرّله بقالنا كتير .. شهر رمضان .

تفتكر اليوم بتاعنا بيكون عامل إزاى فيه ؟!

تيجى نبتدى من أول يوم وقت السحور .. ماشى !!

– احنا يا سيدى لو فكرنا فيها كده بِحِسبة شعب مأنتخ زى الشعب المصرى هتلاقينا بنبتدى السحور قبل الفجر بساعة كده أو نُصّايَة مش هتفرق كتير وبعدين نصلى الفجر و عشان الهمم بتبقى عالية عندنا حبتين فبتلاقى المساجد ما شاء الله موجود فيها عدد لا بأس بيه من أحذية الخلق اللى مؤذن المسجد نسي وجودهم طول السنة .. و بعدين نرجع البيت ننام للظهرية و فى ناس بتحب تقوم ع العصرية عشان متحسش بالعطش و التعب و بعدين نقوم نشوف ايه البرامج الدينية اللى موجودة السنة دى و نرضى ضميرنا بالفُرجة عليها عشان احنا مبنعملش بيها احنا آخرنا نتأثر .. وفيه اللى بيرجع من الشغل مش شايف قدامه فبينام لغاية م يصحوه ع آذان المغرب .
– طيب الوقت مناسب نقوم نحضر الفطار ولا ايه ؟! .. ماشى كده اتبقى نحضر السفرة .. هووووب ..
الله أكبر الله أكبر ..يلا اجرى خدلك تمرة و متنساش " اللهم إنى لك صمت …. "
خلصت ياميشك و قراصيتك و قمر الدين بتاعك و مليت بطنك مياة ..
يلّا صياماً مقبولاً و إفطاراً شهياً

– يلا بسرعة هات رامز عشان نشوف هيخلينا نضحك على مين النهاردة ؟! .. مش بيخدوا فلوس على قلبهم قد كده عشان يوافقوا إن حلقاتهم تتذاع احنا مالنا ..يا عم هم أصلاً عارفين إنه مقلب !!

– نيجى بقى للشق اﻹنسانى فى رمضان و كمية اﻹعلانات اللى مُدتها لا تقل عن ربع ساعة و المُصاحِبَة لِكُلّ ما يَمِسّ جملة " اتبرع ولو بجنيه .. اتبرع باللى تقدر عليه "..يعنى اعلانات تحسسك قد ايه انت مفترى إنك بتفطر و غيرك مش لاقى حق الدواء ..

على فكرة مش هزار هى فعلاً اﻹعلانات دى ليها تأثيرها الجبار على الإنسان اللى بجد و بيحسّ .. بس اللى يِستَفِزَّك فعلاً هو إنك تلاقى تكاليف اﻹعلان لوحدها و اللى بيعملها مُمَثِل أجرته على فيلم واحد ممكن يعمله بتساوى 10 أضعاف مرتبك كفيلة بإنها تنقذ ألاف ألاف المرضى .. و اهو كله بثوابه.

خلصنا فطار .. متنساش .."الحمد لله الذى أطعمنا "!

– نِعَلّق ع الشاى بقى عشان القعدة تحلو بالفُرجة ع المسلسلات .. لا لا الحج هينزل يصلى التروايح .. يلا بت هاتى لأبوكى كوباية الشاى و معاها حتتين كنافة و قطايف عشان يلحق الصلاة .. اخونا الشاب الرمضانى هينزل عشان يصلى العشاء و يروح يقابل اصحابه ع القهوة و فى اﻵخر العيلة كلها تنام عشان يبتدوا اليوم من تانى .

– بااااااك ﻷول اليوم عند فئة تانية من الشعب المصرى .. اتسحرنا الحمد لله .. نصلى ركعتين قيام ليل كده قبل الفجر ..

الله اكبر الله اكبر .. بينا ع المسجد عشان نصلى الفجر .. رايح فين ؟! .. هَرَوَّحْ ..
لا استنى نقرأ أذكار الصباح مع بعض و بعدها نقرأ الورد بتاع الخاتمة لغاية الشروق دى كلها ساعة إلا و بعدها نِرَوَّحْ .. فى الطريق … تيجى بعد الشغل نخدلنا ساعة نروح نتطوع فى أى عمل خيرى اهو زكاة عن صحتنا.

نروح فين مثلا ؟! ..ملاجئ .. دار أيتام أو توزيع شنط رمضان أو نِلِّم أطفال المنطقة و نعلمهم حاجة .. المهم نستغل الشهر ده فى أى حسنة نطلع بيها ..

تمام اتفقنا

– رجع البيت قعد يتفرج مع امه و اخته ع البرنامج الدينى و دَوِّن أفكار يستغلها فى الشهر ده و خلّى اخته تعمل زيه و بعدها قاموا يحضروا الفطار و اﻵذان أذِّن وصَلّوا المغرب و خَلّصوا أكل ع السريع ﻹن مفيش برامج و لا مسلسلات تِضَيّع الوقت عندهم و بعدها نزلوا التراويح و رجعوا ناموا عشان يبتدوا اليوم من أوله .

– دول كانوا نموذجين لفئتين من الشعب المصرى و هم بيستقبلوا الشهر الكريم .. على فكرة فيه اﻷسوأ من النموذج اﻷول و فيه اﻷحسن من النموذج التانى ..
اللى احنا مش واخدين بالنا منه إن رمضان ده هو الشهر اللى بتشحن بيه همتك لغاية ما ربنا يحييك لرمضان اللى بعديه .. مفيش حد فينا ملاك كلنا بنغلط بس انت فى رمضان عندك فرصة إنك تكون إنسان بيووور .. تخيل كده إن مفيش شيطان يلعب و يزن على دماغك تعمل ذنوب شهوتك مسيطرة عليك فيها طول الوقت بلس عليه إن الصيام بيساعدك تكون أقوى على نفسك اﻵمارة بالسوء لو فكرت توزك .. إزاااى ؟!

-بص يا سيدى لو انت ناوى تكون شبه النموذج اﻷول هينطبق عليك حديث الرسول المصطفى( صل الله عليه و سلم ) " رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر " فحاول تبعد عن إنك تكون من أصحاب الحديث ده.

-يعنى مثلا لو فكرت إنك تِخَلِّى لِعب الكرة فى الدورة الرمضانية يوم و التبرع بوقتك لمساعدة الناس المحتاجة فى اليوم اللى بعده مش هتخسر حاجة
-و لو انتى فكرتى إنك بدل ما تختمى مرة و اتنين و تلاتة و تتدبرى القرآن و لو بخاتمة واحدة هتفرق معاكى كتير فى تفكيرك لكل حاجة حواليكى بعد ما الشهر يخلص.

-و لو حضرِتَك فكرت تِخَلَّى شهر رمضان عبادة بحق من صلاة فى المسجد و معاملة باهتمام لوالدك و والدتك و ابتسامة صدقة فى وش زميلك فى الشغل هتبقى عادة فى حياتك بعد كده و تلاقى نفسك اتغيرت للأحسن صدقنى.

-و لو حضرِتِك دربتى نفسك إنك تقفلى لسانك ب100 ضبة و مفتاح لمدة ال30 يوم عشان صيامك يِتقبل هتلاقى نفسك مبتستحمليش قعدة الغيبة و النميمة حتى لو كل العيلة متجمعة و الجيران كمااان.

– ابدعوا بعبادتكم فى الشهر ده فى سبيل الحصول على رضا ربنا و الفوز برحمته و مغفرته و العتق من نيرانه .. دى فرصة مين عارف هنقدر نعوضها السنة الجاية ولا لا

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد