بن علي يحاور سياسيين وإعلاميين تونسيين عبر سكايب ويحدث الجدل في رمضان

عربي بوست
تم النشر: 2016/06/09 الساعة 12:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/06/09 الساعة 12:57 بتوقيت غرينتش

منذ هروبه إلى السعودية في 14 يناير/كانون الثاني 2011 إبان الثورة التي أطاحت بحكمه التزم الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي الصمت ورفض الحديث أو الإدلاء بأي تصريح إعلامي.

لكن التونسيين في رمضان فوجئوا بأول ظهور لبن علي من خلال برنامج تلفزيوني على قناة التاسعة الخاصة، يقدّمه وجه إعلامي تونسي سابق بقناة "بي بي سي عربي" بعنوان "آلو جدة".

وقد حرصت القناة قبل انطلاق شهر رمضان بأيام على الترويج لما وصفته "بالسبق الصحفي" الذي ظفرت به مع بن علي ليتضح في النهاية أن المسألة لا تتعدى كونها كاميرا خفية أثارت منذ بث حلقاتها الأولى بلبلة كبيرة في الساحة الإعلامية والسياسية في تونس.

وأضحى البرنامج حديث التونسيين عبر الشبكات الاجتماعية ليخرج عن كونه مجرد برنامج كوميدي إلى اتهامات جدية للقناة بمحاولة تبييض الرئيس السابق وتهيئة طريق عودته وفتح أبواب المصالحة على مصراعيه.

كاميرا خفية

تقوم فكرة هذا البرنامج الساخر على الإيقاع بالضيوف من أهل الإعلام والسياسة من الذين كانت لهم مواقف أو ذكريات أو علاقات خاصة مع بن علي بالسلب أو بالإيجاب.

تتم دعوة الضيوف لبرنامج إخباري وإيهامهم بأن القناة حصلت على سبق صحفي بعد جهد جهيد ليظهر بعدها بن علي عبر سكايب – في البداية مجرد صورة ثم يتم الاكتفاء بالصوت – وقد استعان معدّو البرنامج بشاب تونسي برع في تقليد أصوات السياسيين لتنطلق على إثرها المواجهة بين الضيوف وبن علي.

جدل عبر الشبكات الاجتماعية

الحلقات الثلاث الأولى التي بثتها القناة خلّفت جدلاً كبيراً، وقسمت التونسيين بين مَنْ أثنى على الفكرة واعتبرها طريقة ذكية لكشف نفاق وتلوّن السياسيين والإعلاميين الذين ارتدوا زيّ النضال والثورية إبان الثورة ليسقط عنهم قناع الكذب في أول مواجهة افتراضية مع بن علي.

وذلك على غرار الكاتب التونسي حسن بن عثمان الذي تركت حلقته جدلاً كبيراً، وبين مَنْ حذر من الرسائل المشفرة التي يحملها البرنامج بعيداً عن طابع الهزل عن طريق دسّ السم في العسل وتلميع صورة بن علي وإنجازاته وتمهيد طريق العودة له في إطار منظومة المصالحة الوطنية الشاملة.

ردود الفعل تنوعت أيضاً عبر الشبكات الاجتماعية

القناة ترد على الاتهامات الموجهة لها

اتهامات كثيرة طالت البرنامج منها محاولة تلميع صورة الرئيس الأسبق في إطار قالب كوميدي وإعادته للمشهد الإعلامي في تونس وتصويره كضحية، وأن ما حدث ليس ثورة بل انقلاب قاده رجالات بن علي، بحسب ما جاء على لسان الشاب الذي يؤدي دور بن علي.

المشرفة العامة على برنامج "آلو جدة" ريم نور الدين نفت لـ"عربي بوست" الأمر، معتبرة أن الهدف من هذه المادة الرمضانية ساخر بالأساس ويعتمد على ردود فعل الضيوف تجاه شخصية لازالت غامضة وتثير جدلاً كبيراً في تونس لاسيما في الأوساط السياسية والإعلامية باعتباره لايزال صندوقاً أسود، حسب قولها.

واعتبرت نور الدين أن ردود فعل الضيوف وموقفهم من مواجهة بن علي على مدى 30 حلقة لن يكون على نفس الشاكلة، لكن القناة ارتأت من باب الترويج للبرنامج في أولى حلقاته اختيار شخصيات مثيرة للجدل عُرفت بمواقفها تجاه بن علي، ثم عدّلت البوصلة في أول مواجهة "مفترضة معه".

وذلك على غرار الإعلامي والكاتب التونسي حسن بن عثمان الذي اشتهر خلال الأيام الأولى من اندلاع الثورة التونسية بكلمته الشهيرة "بن علي مات"، ليصدم الجمهور في برنامج "آلو جدة" ويظهر موقفاً مغايراً تماماً لما كان عليه في السابق.

وأكدت معدة البرنامج أن التحضير الجيد لأسئلة الضيوف والبحث عن تاريخهم مع بن علي سواء بالمعارضة أو بالتأييد إبان فترة حكمه ساهم في إقناع الضيف بأن من يواجهه عبر "سكايب" هو بن علي بشحمه ولحمه وليس مجرد كومبارس يقلد صوته.

وشددت في ذات السياق أن مقص المونتاج لم يتدخل في أي حلقة، وأن كل ما جاء على لسان الضيوف في مواجهة بن علي سواء كانت مواقف ثورية أو مشاعر امتنان وولاء أظهرها البرنامج كما هي دون رتوش أو محاولة لتحسين صورة أي منهم.

وأضافت: "ما أؤكده هو أن أغلب مَنْ وقعوا في شباك الكاميرا الخفية لم يطلبوا عدم تمرير حلقتهم، وبالتالي كل شخص يتحمل في النهاية مسؤولية مواقفه وردود أفعال التونسيين الناجمة عن ذلك".

"تويتر" حلبة صراع سياسي

حلقات الكاميرا الخفية التي أراد لها أصحابها أن تكون مقلباً ضاحكاً في رمضان بعيداً عن أي خلفية سياسية، حسب ما يقولون، تحولت إلى حلبة صراع بين فلول بن علي ومعارضيه، حيث دشن ناشطون عبر تويتر حملات تهاجم الضيوف الذين وقعوا في فخ الكاميرا الخفية ومجّدوا بن علي وطالبوه بالعودة.

فيما رد الإعلامي التونسي حسن بن عثمان على منتقديه مؤكداً عدم ندمه على تمجيد بن علي ووصفه "بسيدي الرئيس".

تحميل المزيد