وسط سوق الأغنام بمنطقة "الميناء" في العاصمة نواكشوط يستميت المواطن باب أحمد ولد الخليفة في إقناع تاجر الأغنام بتخفيض ثمن شاة يرغب في شرائها للتزوّد بلحمها خلال شهر الصيام المبارك، وسط إصرار الباعة على إظهار أن الأسعار موحّدة في ظل قيامهم بمضاربات خفية لبيع ما أمكن من الأغنام للزبائن.
ويشهد السوق المركزي للأغنام بالعاصمة نواكشوط إقبالاً كبيراً من قبل المشترين بالتزامن مع شهر رمضان المبارك، غير أن غلاء الأسعار ومضاربات التجار أربكت زوار السوق من المضطرين لشراء الأغنام خلال الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك.
فرصة للمضاربات
الزائر لسوق الأغنام بمقاطعة الميناء بالعاصمة نواكشوط يكتشف جلياً مستوى الإقبال على السوق بالتزامن من شهر رمضان المبارك، وهو الإقبال الذي من شأنه أن يستمر أكثر من 4 أشهر، نتيجة تقارب الفترة الزمنية بين شهر رمضان، وعيدي الفطر، الأضحى، ما يتيح لباعة الأغنام انتهاز الفرصة والدخول في موجة مضاربات قوية.
ويرى باب أحمد ولد الخليفة في حديث لـ"عربي بوست" أن شهر رمضان المبارك فرصة لمُلاك الأغنام من أجل بيع أكبر عدد منها للزبائن، مشيراً إلى أن زيارته للسوق مكّنته من اكتشاف مستوى الغلاء، والمضاربات التي يدخل فيها تجار الأغنام مع زبنائهم.
رواج رغم الغلاء
في زاوية السوق الشرقية يدخل الشاب سيد محمد في حوار طويل مع أحد باعة الأغنام من أجل إقناعه بتخفيض السعر وبعد فترة قصيرة من المحاورة يحاول الزبنون المغادرة مغاضباً ليلجأ التاجر إلى تهدئته وتلبية طلبه بخفض السعر، لكن ليس بالطريقة التي تحلو له، وهو ما يفرض على الزبون سيدي محمد العودة والقبول بالعرض لتتم عملية البيع وسط حالة من التذمر يتظاهر بها التاجر من أجل التغطية على ارتفاع سعر الكباش التي باعها بأسعار مرتفعة".
يؤكد سيدي محمد لمراسل "عربي بوست" أنه اشترى كبشاً بسعر وصل إلى 40 ألف أوقية، أي ما يعادل نحو 115 دولاراً، معتبراً في الوقت ذاته أن الكبش الذي اشتراه متوسط ويوجد كباش أكبر منه حجماً وأغلى سعراً، لكن دخله لا يسمح بشرائها لتزايد الإنفاق في شهر رمضان".
وإلى جانب المواطن سيد محمد تحدث العديد من زوار السوق عن غلاء سعر الأغنام بالتزامن مع شهر رمضان العام الحالي، معتبرين أن أسعار بعض الكباش تتجاوز في البعض الأحيان 70 ألف أوقية، أي ما يقارب 200 دولار.
لتجار الأغنام رأيهم
وسط السوق المركزي لبيع الأغنام بالعاصمة نواكشوط يعتبر التاجر محمد محمود ولد الغوث أن غلاء أسعار الغنم يعود لعدة أسباب، منها ارتفاع أسعار استيراد الأغنام من أعماق البادية الموريتانية إلى العاصمة نواكشوط، إضافة إلى ارتفاع سعر العلف المقدم للأغنام خلال الفترة التي تمضها في السوق في انتظار البيع.
وأضاف ولد الغوث في حديثه لـ"عربي بوست": "من بين العقبات التي تواجه تجار الأغنام وتسهم في ارتفاع الأسعار بسوق الغنم في نواكشوط غلاء أسعار الشاحنات التي تحمل الغنم من المناطق الشرقية بموريتانيا نتيجة تذرع الناقلين بغلاء البنزين وبعد المسافة".