سنة أولى زواج..

العام الأول للزواج هو أهم عام في الحياة الزوجية، ففيه يتصادم الواقع مع الأحلام، الأفعال مع التوقعات.. وكلما كانت الأحلام عاقلة، والتوقعات منطقية، وتعامل الطرفان بالتسامح والإيثار والحرص على فهم الآخر واحتياجاته كلما عبر مركب الحياة الزوجية ذلك العام بلا خسائر تذكر.

عربي بوست
تم النشر: 2016/06/03 الساعة 03:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/06/03 الساعة 03:51 بتوقيت غرينتش

كتبت إحدى الشابات على صفحتها على الفيسبوك تلوم المتزوجات اللاتي لا يكففن عن ذم الزواج والتذمر من الحياة الزوجية، وسخريتهن اللاذعة وهجومهن على كل شابة لها طموح أن تحيا حياة زوجية سعيدة، سواء كانت في أول أيام زواجها، أو لم تتزوج بعد، وترى الكاتبة أنهن يقبحن الحلال في عيون البنات.

لا أنكر أن بيوتاً كثيرة في بلادنا ليست سعيدة، لا أنكر أن معدلات الطلاق مرتفعة وفي ازدياد بين من تزوجوا عن حب ومن تزوجوا "زواج صالونات" على حد سواء، لا أنكر أن هناك من يعيشون تحت سقف واحد "تأدية واجب" وهما فعلياً أغراب، لا أنكر أن من يشكون في الغالب يعانون فعلاً ولا يدعون، لكني أشاطر هذه الشابة ضيقها من كلام السلبية الذي يبث في المجتمع عن الزواج.

في بلادنا تبدأ مشكلات الزواج قبل أن يبدأ الزواج ذاته! بين التكاليف المادية الباهظة والعرف والعادات التي تصعب الزواج وتمكنت منا وأصبحت كأنها قانون ملزم للجميع، وبين مشكلات أعمق في فهمنا لمعنى الحب وكيفية اختيار شريك الحياة المناسب ومعنى الزواج وكيف يستمر الحب بعد الزواج.
لا يتسع المجال للحديث عن كل ما سبق، وأظن أن العقبات المادية حلها معروف، لا شيء يجبر الإنسان على تكلف ما لا يطيق، ومن لا يستوعب ذلك لا يصلح أن يكون شريكاً لعمر قادم، الله أعلم ما كُتب لنا فيه.

لذلك سأقتصر هنا على الجانب الشخصي الذي في رأيي هو الأهم والسبب الأساسي لفشل زيجات كثيرة، هل نعرف الحب؟ هل نحسن الاختيار؟ هل نفهم معنى الزواج فعلاً؟

بعيداً عن الأغاني العاطفية، والروايات والأفلام، هل نعرف ما هو الحب؟ إن لم نر نموذجاً فعلياً له في الحياة، فغالباً تكون أفكارنا عنه غير واقعية، متأثرة بمبالغات تعبيرية لا وجود لها في الواقع.

ربما مررنا بتجربة توهمنا أو سميناها "حباً"، حاولنا أن نعيش فيها حالة الحب التي بثتها الرسائل المختلفة في عقولنا منذ الصغر، وغالباً ليست أكثر من إعجاب أو تعلق بشخص آخر لأمور سطحية أو مظهرية أو لمجرد أن "نعيش الحالة".

الحب ليس ما تصدح به أغانينا العاطفية، ليس الكلمات الوردية، والتوقعات الخيالية بحياة يغرد فيها عصفوران أغنية واحدة طوال العمر.

الحب أعمق من الكلمات، يقولون بالإنجليزية Love is a verb "الحب فعل لا كلمة" أتفق جداً مع ذلك، إن لم تصدق أفعال الإنسان أقواله فلا قيمة للأقوال، أول الحب القبول، أن تقبل الآخر كما هو، أن ترضى به، لا عن غفلة وتخيلات أنه الإنسان "الكامل" أو الإنسانة "الكاملة"، بل عن وعي حقيقي به ومعرفة بعيوبه قبل مميزاته، أن تعرف أن ارتباط شخصين ببعضهما هو اقتران اثنين غير كاملين ببعضهما على وعد والتزام متساوٍ بينهما ببذل كل الجهد لينجح هذا الارتباط، مع الإدراك والوعي أن تلك المهمة ليست بالأمر الهين.

أن تعتزم أن تسعد شريكك، وتشعر أن سعادتك في ذلك، أن تعرف أنك ستحتاج أن تتغير، وتقبل ذلك برضا نفس، أن تعرف أن هناك جوانب منه لم تعرفها من قبل ستنكشف لك مع الأيام، وتبقى متقبلاً له كما هو، كل ما سبق التزامات ومسؤوليات عليك قبولها، وإذا قبلتها بصدق، ووعي، وفهم، فأنت فعلاً تحب هذا الشخص، فلن تكون محباً حقاً حتى تعرف تبعات ومسؤوليات تلك العلاقة وتقبل مسؤوليتك عنها.

وليكون الحب لا بد أن يكون لدى الطرف الآخر نفس الاستعداد لتحمل ذات المسؤوليات، فتتزن كفَّتا الحب، ويتساوى ميزان الأخذ والعطاء، فلا يُجرف طرف الآخر عاطفياً، أو يظلمه، إن قبل الاثنان المسؤولية وفهما حجمها ورضيا بتحمل أعبائها فهناك فرصة كبيرة أن يكون الحب بينهما ناجحاً ومصدر سعادة لا ينضب في حياة كل منهما.

وإضافة لما سبق لن تحب حتى تكون قادراً على التسامح مع شريكك لأقصى درجة، بعض الناس لا تعرف كيف تسامح! لا تستطيع أن تتخطى موقفاً إن لم تقِم العدل و"تأخذ حقها" وفق ما ترى !، هؤلاء صعب أن تنجح لهم علاقة حب، إن لم يرققوا قلوبهم ويتعلموا التسامح، وأن يكون التسامح مع شريكهم حقيقياً، غير مفتعل، فلا يترك في نفوسهم آثاراً يتم استدعاؤها عند أول لحظة ضيق أو غضب لتبدأ جولة مكررة من "النكد" أو العراك على أمر سبق وتعاركا لأجله!.

ويستمر الحب إذا كنت ترى كل فعل طيب يصدر عن شريكك دائماً بعين التقدير لا عين الاستحقاق، وأن تشكره وتثني عليه كل مرة.


الحب كما أعرفه، اهتمام متبادل، مسؤولية مشتركة، ويدوم بالمداومة على رعايته بنفس درجة الاهتمام الذي تلقيناه به يوم ولد في قلوبنا، وإن اختلفت مظاهر هذا الاهتمام عبر سنوات العمر.

قليلاً ما أرى ذلك الفهم فيمن يمرون بتجارب "الحب"، أو يفكرون في الزواج، غالباً أرى العكس تماماً، أرى من يتوقع أن يقبله الآخر كما هو، أو يطالبه بأن "يتبناه" ويتحمل مسؤولية إسعاده، يبحث عمن يبذل لأجله ويعطيه، ويتوقع أن يتغير لأجله أو يتوهم أنه سيستطيع تغيير الآخر وفق ما يريد! كل تلك الأمور من معالم الأنانية، ولا تجتمع الأنانية والحب في ذات الوقت! ويبدأ الحب في الاحتضار من لحظة رفض تحمل مسؤولياته وإلقاء العبء على الطرف الآخر وحده.

يدهشني عندما أسمع سيدة متزوجة ما يزيد على عشرة أعوام وهي غاضبة من زوجها تقول: "تقدم لي من هو أفضل منه! لماذا تزوجته؟".. تلك الكلمات سم قاتل يسري في أوصال زواجها حتى وإن لم يسمعها الزوج!

أن تعيش زوجة كل تلك السنوات الطويلة وما زالت تراودها هواجس "الفرص الضائعة" أو تتجرع الندم عليها فعلى أقل تقدير تهدر طاقتها فيما لا يفيد! لا أقصد تحميل كلمات الزوجة أكثر مما تحتمل، فهي لا تتكلم عن شخص بعينه، لكن تلك الكلمات تشي بأن هناك خللاً جسيماً في تفكيرها، فهي ليست في مقام اختيار بين الخُطاب!

في اليوم الذي يقبل فيه شخصان الزواج، لابد أن ينتهي كل ما مر في حياتهما من "فرص" أو "قصص" ويتفرغ كل منهما للآخر ولعلاقة الزواج بالكامل نفسياً ومعنوياً، وإن لم يحدث ذلك يتأسس بيت ضعيف الأركان، تندهش بعدها من انهياره وندعي أن العيب في الزواج وأنه مشروع فاشل!!

من أهم أسباب الفشل في الحب والزواج، هو الدخول في علاقة والقلب غير خال، لا يقر في القلب حب لا زال به أنقاض حب آخر لم نقم بتخطيه، والكلام للمرأة والرجل على حد سواء، لا ترتبط بشخص إلا وأنت فارغ تماماً مما كان في حياتك قبله، لن تنسى شخصاً بآخر، ولن تحكم على إنسان أحكاماً سليمة وأنت عالق في خيالك بشخص آخر. انتظر، لا يهم كم من الوقت يحتاج الأمر، انتظر.. حتى تبرأ تماماً مما سبق في حياتك، حتى تشعر أنك فعلاً فارغ القلب وعندها فقط ابحث عن شريك جديد وابدأ من جديد.


إن لم تقتنع بشريك حياتك، إن لم تكن واثق أنه اختيارك اليوم وكل يوم، لا تتزوجه! الرجل ربما يرى لنفسه مخرجاً في زواج ثان أو ثالث، ولكن تلك الحلول معقدة ومكلفة وليست سهلة، أما الشابات فلا يخضعن لمخاوف العنوسة، في رأيي الشخصي أن تبقي بلا زوج أفضل من زوج يكون عبئاً على حياتك وسلامك النفسي بدلاً من أن يكون لك رحمة وسكناً، هناك اختيارات صعبة في الحياة، ولا صواب ولا خطأ ما دمنا نعرف ما نقدم عليه، ونعي تبعاته ونلتزم بمسؤولية ما نختار.

ما شكت منه صديقتنا على الفيسبوك محزن، أن تكون البيوت مغلقة على هموم وغضب مكتوم وأحزان، عوضاً عن أن تكون منازل السكينة والرحمة فما جدوى الزواج عندها؟ ألم يقل الله في كتابه العزيز : (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).

إن لم يكن الآخر منك، من نفسك، يكملك وتسكن إليه وتجد الرحمة في جواره وتحت جناحه، فما فائدة الزواج؟

بالله عليكم لا تسمعوا كلام الكبار "البائسين، الشاكين من الزواج، الذين يعيشون أحياء أموات"، لو كان في نصائحهم خيراً لنفعتهم.. ولا تقبلوا أن تتزوجوا بنظام: الزواج بطيخة وإحنا ونصيبنا! لا قرار في حياتك أهم من هذا القرار، كيف نستهين به ونتعامل معه بالحظ والبخت؟ هو استثمار العمر ففكروا ودققوا قبل أن تقرروا.

الحب وحده لا يمنحنا ختم الأمان لزواج ناجح ومستمر، فمشاعر الحب الأولى وحدها لا تضمن نجاح الزواج فكم من البيوت بدأت بزوجين متحابين، ومع ذلك فشلت، أكرر ما يقوله الأجانب Love is a verb "الحب فعل لا كلمة".. أفعالنا هي ما تقرر هل سننجح أم نفشل؟.

إدارة البيوت مهارة، نحتاج أن نتعلمها في بيوتنا، من الأهل، والأقارب، من النماذج "الناجحة" التي نراها في حياتنا، وأن نجتهد، ونحاول، ونخطئ، ونعتذر، ونحاول مرة أخرى، وأن يخطئ الآخر في حقنا، ونلتمس له العذر، ونغفر، المشاعر الجميلة وحدها لا تكفي ولا تدير البيوت.

ولا يعني ذلك أن ننسى الحب في تفاصيل الحياة اليومية ومسؤولياتنا، فإن كان التعبير عن الحب قبل الزواج هو كلمات رومانسية وأزهار وهدايا، فربما بعد الزواج تعبر عنه الزوجة بأكلة يحبها الزوج تعدها بلا طلب منه، أو فسحة تتوق إليها الزوجة يفاجئها بها زوجها. وربما بعد إنجاب الأبناء، أن يجهز الأب أبناءه للذهاب إلى المدرسة يوماً بدل الأم، أو أن تشتري الزوجة له ولأصدقائه تذاكر لمشاهدة مباراة كرة القدم لفريقه، الحب ليس مقصوراً على الكلمات المنمقة، هو كل كلمة وفعل يقول: أهتم بك، أفكر فيك، أقدرك، أحترمك، أحبك.

ويدهشني أن هناك من يفعلون تلك الأمور أو ما شابهها، ولكن يفسدونها بأن "يمن" من فعل على الآخر "بطيبته" و"عطائه".. أو أن يستقبل الآخر الفعل على أنه "عادي" وواجب عليه! إذا رأى الزوج أنه "واجبها" أن تطهو ما يحب، ولم يشكرها ويبدي تقديره لما فعلت، فغالباً لن تهتم في المرة التالية، وإذا قالت الزوجة ما الإعجاز في تجهيز ساندويتشات الأولاد في يوم "ما أنا بعمل ده كل يوم"، فغالباً لن يكرر الزوج هذا الفعل.

تلك اللفتات تكون مجدية ونافعة عندما نرى الحب في ثناياها، عندما نفعلها بحب ونستقبلها بحب، أن تكون النية لمن يفعل أن يدخل السرور على قلب الآخر، وأن تكون النية عند المستقبل أن يشعر الآخر بالتقدير، أن يقول له: فهمت، أشكرك، وصلني شعورك، أقدره.

ما ذكرته ليس خيالات وأوهاماً، وليس روشتة صعبة! ربما هو كسر للمألوف لا أكثر؛ لذلك يستغربه البعض أو يراه مثالية أو أوهاماً!

صدقت الحكمة الشعبية "ابنك على ما تربيه، وزوجك على ما تعوديه"، كلام جميل وحقيقي، ولو تعود الزوجان على التسامح والتغافل والتقدير المتبادل من عامهما الأول سيوفران على أنفسهما مشاكل معقدة لاحقاً قد تؤدي لانهيار الزواج، المشكلة أن السائد أننا نتعامل مع الزواج على أنه معركة على طرف أن ينتصر فيها على الآخر ويقهره ويخضعه لرغباته، ويطوعه على هواه، وإذا لم يحدث ذلك، أصبح لا يرى فيه إلا كل سوء ونقيصة، وبين تصيد هنا، وتمرد هناك، ومقارنة مع ماضٍ ولى، أو مقارنة بالآخرين نملأ حياتنا بالمنغصات، نزرعها بأيدينا ولا نترك فرصة إلا وانتهزناها لتأنيب الآخر أو تنغيص عيشته، ولو تمهلنا، ربما اتضح لنا أن كثيراً من الخلافات أساسها تفاهات وأمور صغيرة كان يمكن تخطيها!.

نسمم حياتنا عندما نوجه كل طاقتنا ونركز كل تفكيرنا في أمور لا طائل من ورائها، في العراك، والشكوى، والتذمر!

لا نبذل نفس القدر من الجهد في البحث عن الإيجابيات في الطرف الآخر، عند وقوع مشكلة، نهتم بإثبات "مسؤولية" الآخر عنها، أو التمحيص في عيوبه، أو ينتابنا غضب وثورة فنحرق الأخضر واليابس، نفعل كل ذلك ولا نفعل التصرف الصحيح الوحيد عند الخلاف وهو البحث عن حل!.. عن مخرج!

بصفة عامة عند وقوع مشكلة بين شخصين يصبح الصراع إما أنا وإما أنت! والصواب أن نكون أنا وأنت في نفس الجانب، نفكر معاً لنصل إلى حل مقبول من كل منا.

وحتى عند الخلاف والغضب لا بد أن يظل الإنسان واعياً، أن هناك خطوطاً حمراء إن كسرت يصعب العودة إلى ما قبلها، تترك آثاراً غائرة تبقى ما بقي العمر، فلا تجرح رفيقك جرحاً لا يندمل، هناك كلمات لا تنسى، وتصرفات سيئة لا تنمحي، فلا تفعل أياً منها متذرعاً بالغضب!

أهل الزوجين لهما كل الاحترام والمحبة، لكن لا يجب إشراكهم في كل صغيرة وكبيرة بين الزوجين، وبصفة خاصة في الخلافات، الأهل يحبون أبناءهم، يرونك الابن الحبيب ويرونها الابنة المدللة ولا يتحملون أن يمس أبناءهم أذى ولو لحظي، وكثيراً ما تنتابهم مشاعر غيرة نحو زوج الابنة أو زوجة الابن وهي مشاعر طبيعية معذورون فيها، علينا أن نكون واعين لها فنعاملهم برفق، لا نثقل على مشاعرهم بأعبائنا حتى بعد أن أصبحت لنا بيوت منفصلة عنهم! وعلينا أن نعرف أن لهذه الغيرة آثاراً سلبية قد تبدو منهم نحو شركائنا في الحياة، وإن علينا ملاحظة ذلك والتدخل وزرع المحبة بينهم، بعدم إطلاعهم على ما لا يسرهم.

وإن كنا نقول ذلك عن الأهل الذين تربطنا بهم روابط الدم، فالأمر أولى على أصدقائنا المقربين، كلنا نحتاج "للفضفضة"، وإذا قلنا إن إشراك الأهل قد يوغر صدورهم أو يعقد المشكلات، فلا يبقى أمامنا متنفس إلا مع الأصدقاء، لكن يجب الحرص فليس كل صديق أو صديقة "يصلح" لأن تتم استشارته أو إطلاعه على مشكلاتنا الشخصية.

أذكر زميلين كانا قد أعلنا خطبتهما بعد قصة حب، وقعت بينهما مشكلة كبيرة وتصاعدت حتى أوشكا على فسخ الخطبة، وبينما تحكي لي زميلتي القصة، ذكرت زميلة أخرى وشعرت أنها هي من كبرت في عينيها المشكلة بكلمات حق يراد بها باطل من نوعية "وجوب الحفاظ على كرامتها، وكيف تفرض احترامها عليه.. إلخ" وهي كلها أمور صحيحة، لكن أحياناً تلك الكلمات تتم إساءة استخدامها وفهمها.. لم أتمالك نفسي من الضحك وهي تحكي، فقد كانت تلك الزميلة "الناصحة" ممن يتعرضن "للضرب" على يد زوجها، ومع ذلك كانت دائمة التبرير له، وترتضي تلك الحياة بدعوى أنها "تحبه".. كل إنسان حر في اختياراته طبعاً، حتى وإن لم أتفق معها، لكن الغرابة أن من تُضرب وترتضي المهانة، تحاضر في الأخرى عن "الكرامة" و"تسخنها" على موضوع "هايف" لا يستحق!

لدي قاعدة عامة أثق بها أي "فضفضة" تعقبها "شعللة"، بدلاً من بعض الهدوء النفسي والارتياح.. فغالباً أنت بتفضفض مع الشخص الخطأ، لا تحكِ لمن يوغر صدرك، ويزيد غضبك وحنقك على شريك حياتك.


العام الأول للزواج هو أهم عام في الحياة الزوجية، ففيه يتصادم الواقع مع الأحلام، الأفعال مع التوقعات.. وكلما كانت الأحلام عاقلة، والتوقعات منطقية، وتعامل الطرفان بالتسامح والإيثار والحرص على فهم الآخر واحتياجاته كلما عبر مركب الحياة الزوجية ذلك العام بلا خسائر تذكر.

هو وقت ترسيم حدود التعامل وتخطيط مستقبل هذه الأسرة، وهل سيكون هذا البيت مكاناً هادئاً ينير الحب جنباته، ونفر إليه من مشاكل الحياة، أم ساحة قتال إضافية تحترق فيها أعصابنا؟ هل سيقدم كل منا أقصى جهده ليحافظ على الآخر، أم سيبذل أقصى جهده ليفرض أسلوبه وما يريحه؟

ككل الأهداف، مَن جَد وَجَد. فتحرَّ أسباب النجاح، وابذل الجهد، وعليك السعي والتوفيق من الله تعالى.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد