“النصر ليس سهلاً”.. وزير المالية العراقي: الفلوجة لن تكون لقمة سائغة وداعش يقاتل بشراسة

عربي بوست
تم النشر: 2016/06/03 الساعة 07:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/06/03 الساعة 07:59 بتوقيت غرينتش

قال وزير المالية العراقي هوشيار زيباري، إن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، يخوض قتالاً شرساً في الفلوجة، وتوقع أن يحتاج الجيش العراقي وقتاً لاستعادة المدينة.

وتقع الفلوجة على بعد 50 كيلومتراً إلى الغرب من بغداد، وكانت معقلاً لتمرد سني حارب الغزو الأميركي للعراق وحكومة بغداد التي يقودها الشيعة.

مواجهة شرسة

ورفع مقاتلو تنظيم "داعش" رايتهم على المدينة في يناير/كانون الثاني 2014 قبل أن يجتاحوا أجزاء شاسعة من شمال وغرب العراق؛ ليعلنوا الخلافة بعد أشهر من مدينة الموصل.

وقال زيباري في مقابلة مع رويترز مساء الخميس 2 يونيو/حزيران 2016: "الفلوجة ليست لقمة سائغة (…) يحتجز داعش السكان كرهائن ولا تسمح لهم بالفرار وهو يخوض قتالاً شرساً هناك". وأضاف: "داعش متحصن. الفلوجة مشكلة تواجه العراق الجديد منذ البداية. وقبل ذلك كانت قاعدة لتنظيم القاعدة وللمتمردين".

وأشار الوزير العراقي إلى أنه لا يمكن لأحد أن يحدد موعداً لتطهير الفلوجة من "داعش"، لافتاً أن ذلك مرهون بمقاومة التنظيم واستخدامه للعبوات الناسفة والأنفاق. وأضاف: "حققت قوات الأمن وقوات الحشد الشعبي تقدماً واضحاً لكن أعتقد أن اقتحام قلب الفلوجة فعلياً سيستغرق وقتاً. يجب ألا نعلن النصر قبل الأوان".

وكان الجيش قد بدأ هجوماً يوم 23 مايو/ أيار 2016، مدعوماً من قوات الحشد الشعبي الشيعية وبدعم جوي من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يوم الأربعاء الماضي، إن الجيش أبطأ وتيرة الهجوم بسبب مخاوف بشأن سلامة عشرات الألوف من المدنيين المحاصرين في المدينة ويعانون نقصاً في الماء والغذاء والرعاية الصحية.

دعوات لتصعيد الهجوم

في سياق متصل، قال متحدث باسم واحدة من الجماعات الشيعية المسلحة الرئيسية المشاركة في الهجوم على الفلوجة، إن العمليات كانت متوقفة تقريباً في الأيام الثلاثة الماضية.

وقال جواد الطليباوي المتحدث العسكري لعصائب أهل الحق التي تدعمها إيران: "نحن نطالب الأخ رئيس مجلس الوزراء الدكتور العبادي، بالاستمرار في عملية تحرير الفلوجة وعدم الرضوخ للضغوط الأميركية والغربية لوقف العمليات. نقول ذلك بعدما أن لاحظنا نوعاً من الجمود على جبهات القتال منذ يومين أو ثلاثة. ونقول للدكتور العبادي، إن تحرير الفلوجة ضرورة لحماية بغداد".

وأصدر العبادي أمراً ببدء الهجوم على الفلوجة بعد سلسلة تفجيرات أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عنها واستهدفت مناطق شيعية في بغداد وأسقطت أكبر عدد من القتلى منذ بداية العام.

وستكون الفلوجة ثالث مدينة رئيسية في العراق تستعيد الحكومة السيطرة عليها بعد تكريت -مسقط رأس صدام حسين- والرمادي عاصمة محافظة الأنبار المترامية الأطراف بغرب البلاد.

وأعرب العبادي عن أمله في أن يكون 2016 عام النصر النهائي على التنظيم باستعادة السيطرة على الموصل المعقل الرئيسي للتنظيم في شمال العراق.

وقال محللون سياسيون في بغداد، إن معركة الفلوجة ستكون أكثر صعوبة من معركتي تكريت والرمادي بسبب القيمة الرمزية للمدينة لدى المتشددين؛ ولأنهم لا يستطيعون التراجع إلى أماكن
أخرى نظراً لحصار الجيش والميليشيات الشيعية للمنطقة بأكملها.

وقال المحلل السياسي ولواء الجيش السابق جاسم البهادلي "في الفلوجة تنشر داعش مقاتلين أشداء يدافعون عن مدينة يعتبرونها رمز الجهاد".

وبدوره قال المحلل السياسي علي هاشم، إنه حتى إذا نجحت الحكومة في استعادة الفلوجة فستظل في مواجهة مشكلة كسب ود سكانها السنة الذين يرى البعض أنهم يعانون تهميشاً من جانب الحكومة التي يسيطر عليها الشيعة.

تحميل المزيد