هل يُحرم الفقراء في المغرب من الإحسان والعمل الخيري في رمضان 2016، تساؤلٌ طرح في الإعلام والشبكات الاجتماعية بعد انتشار خبرٍ عبر المواقع الإخبارية المغربية يتحدّث عن قرار صادر عن وزير الداخلية المغربي محمد حصاد يمنع بموجبه كل الأعمال الخيرية في شهر رمضان 2016.
القرار جاء لمنع استغلال هذا الشهر لأهدافٍ سياسية مرتبطة بقرب موعد الانتخابات التشريعية في المغرب والتي ستجري في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من السنة الجارية 2016.
الخبر كان مصدره الأول جريدة الصباح التي اعتبرت أنّ قرار الداخلية موجّهٌ إلى حزب العدالة والتنمية دون ذكر اسمه حيث استعملت مصطلح الحزب المعلوم لوصفه.
لأن الحزب من وجهة نظرها هو المستفيد الأول من الأعمال الخيرية في شهر رمضان لكون أغلب الجمعيات التي تنشط في هذا المجال محسوبة عليه.
الداخلية تنفي
مصادر من الداخلية المغربية نفت لـ"عربي بوست" علمها بوجود أو صدور قرارٍ مشابه من الوزارة.
وتسبّب الخبر في التشويش على الاستعدادات لرمضان هذا العام في المغرب الذي يعدّ موسماً للعمل الإحساني الخيري بمختلف أشكاله، من مبادرات مساعدة المحتاجين وخاصة منها موائد إفطار الصائمين من المحتاجين وغيرهم، وكذلك مبادرات توزيع المواد الغدائية على الفقراء، والتي يقوم بها أفرادٌ كما تنشط بها جمعيات المجتمع المدني.
انتشار الخبر عبر المواقع الإخبارية كان له صداه المباشر على الشبكات الاجتماعية التي انقسمت فيها الآراء ما بين مساندين للقرار ومعارضين له، حاولوا إطلاق هاشتاغ لحريرة _ماشي _ ويسكي ولحمص _ ماشي _ قرقوبي في إشارة منهم الى أن الأغدية الموزعة في شهر رمضان والتي تشكل لحريرة الحساء المغربي عمادها ليست مواد مخدرة أو ممنوعة.
في حين طالب آخرون الداخلية بتقديم بديلٍ يسمح للفقراء بالحصول على هذه المساعدات الغدائية التي كانت تمكنهم من الحصول على حاجاتهم الدنيا وهناك من ذهب في رأيه إلى استبعاد صدور قرارٍ مشابه من الداخلية المغربية على ضوء أن الأمر يتعلق بشهرٍ مقدس وأعمال الخير فيه تعدّ من العبادات ومن تقاليد المجتمع المغربي ولا يمكن منعها أو الحدُّ منها.