اقتحمت القوات العراقية الاثنين 30 مايو/أيار 2016 مدينة الفلوجة من 3 محاور ما يشكل بداية لمرحلة جديدة من عملية استعادة السيطرة على المدينة التي تعد أحد معقلي تنظيم الدولة الإسلامية الرئيسيين في العراق، حسبما أعلن قادة عسكريون.
وشاركت في عمليات الاقتحام التي انطلقت فجر اليوم قوات مكافحة الإرهاب أكثر القوات العراقية تدريباً وخبرة قتالية.
وقال الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي قائد عمليات تحرير الفلوجة لوكالة فرانس برس إن "قوات جهاز مكافحة الإرهاب والجيش والشرطة بدأت عند الساعة الرابعة (2,00 ت غ) بغطاء من طيران التحالف الدولي، اقتحام مدينة الفلوجة من ثلاثة محاور".
وأشار إلى وجود مقاومة من التنظيم الجهادي.
قتالٌ شرس
وأكد صباح النعمان المتحدث باسم قوات مكافحة الإرهاب لفرانس برس انطلاق العملية. وقال "بدأنا عملياتنا في ساعة مبكرة من صباح اليوم لاقتحام الفلوجة".
وسيؤدي إشراك قوات مكافحة الإرهاب في هذه المرحلة من العملية، على الأرجح إلى وقوع معارك شوارع داخل المدينة التي شهدت قتالاً شرساً ضد القوات الأميركية في 2004، وصف بالأعنف منذ حرب فيتنام.
وكانت عملية استعادة الفلوجة التي بدأت قبل أسبوع بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، ركزت في البدء على استعادة السيطرة على القرى والبلدات المحيطة بالمدينة التي تبعد خمسين كيلومتراً إلى الغرب من بغداد.
وقبل بدء العملية العسكرية، تمكنت بضع مئات فقط من العائلات من الفرار من المدينة التي يقدر عدد السكان العالقين فيها حالياً بنحو خمسين ألف شخص، مما يثير مخاوف من أن يستخدمهم الجهاديون دروعاً بشرية.
فرار العائلات
ولم تتمكن سوى العائلات التي تسكن أطراف الفلوجة من الفرار مساء السبت، والتوجه إلى مخيمات اجتمعت فيها أعداد كبيرة أخرى من النازحين.
وقال ناصر موفلاحي مدير مجلس اللاجئين النرويجي في العراق "نتوقع موجات أكبر من النزوح مع (تزايد) ضراوة القتال"، إن "مواردنا في المخيم مضغوطة جداً وقد لا تكفي لتوفير المياه الصالحة للشرب بما يغطي حاجة الجميع".
تمكن عددٌ من المدنيين من الفرار سيراً على الأقدام عبر مناطق ريفية خلال ساعات لتجنب مراقبة الجهاديين، باتجاه مناطق تواجد القوات العراقية التي انتشرت في الأطراف الجنوبية من المدينة.
وقال أحمد صبيح (40 عاماً) الذي وصل إلى مخيم للنازحين يدار من قبل مجلس اللاجئين النروجي الأحد "قررت مواجهة كل المخاطر. إما أن أنقذ أطفالي أو أموت معهم".
ضغوطٌ كبيرة
تعد الفلوجة، ثاني أكبر المدن الرئيسية التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق بعد الموصل.
ويتعرّض الجهاديون لضغوط كبيرة من مقاتلي قوات البشمركة الكردية شرق مدينة الموصل ثاني مدن العراق.
ويقدّر عدد مسلحي التنظيم المتطرف الموجودين في الفلوجة حالياً بحوالي 1000 عنصر، محاصرين منذ عدة أشهر.
المعلومات غائبة
ولا يمكن التكهن بقدرة التنظيم على منع تقدم القوات العراقية لتحرير الفلوجة في غياب أي معلومات عن الموارد التي قد يعتمدون عليها.
ويتوقّع المراقبون أن تخوض القوات العراقية واحدة من أصعب المعارك ضد الجهاديين الذين فقدوا تدريجياً السيطرة على مناطق واسعة خلال العام الماضي.
ويسيطر التنظيم الجهادي حالياً على 14% من أراضي العراق، مقابل 40% من هذه الأراضي في 2014، وفق أرقام حكومية.
لكن التنظيم المتطرف الذي أعلن "دولة خلافة" في الأراضي التي سيطر عليها في سوريا والعراق، واصل القيام بتفجيرات وهجمات دموية استهدف معظمها مدنيين.
مدينة المساجد
والفلوجة عرفت باسم "مدينة المساجد" وكانت أحد مراكز انطلاق شرارة الثورة على الاستعمار البريطاني عام 1920.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2004، منيت القوات الأميركية بخسائر فادحة فيها كانت الأسوأ منذ عقود في عملية قتل خلالها 95 عسكرياً أميركيا خلال مواجهات ضد أحد التنظيمات التي سبقت تنظيم الدولة الإسلامية.