حقائق مرعبة جديدة حول داعش!

ولاية الدولة اﻹسلامية في غرب أفريقيا "بوكو حرام" سابقاً في نيجيريا، فبرغم ضعف هذا التنظيم حالياً جراء هجمات الجيش النيجري عليه واستسلام الكثير من منتسبه للقوات الحكومية النيجيرية، إلا أنه ما زال ذراعاً لداعش اﻷم ويشكل خطراً على المنطقة.

عربي بوست
تم النشر: 2016/05/29 الساعة 02:04 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/05/29 الساعة 02:04 بتوقيت غرينتش

منذ أن أعلن تنظيم داعش بقيادة أبوبكر البغدادي في يونيو/حزيران من عام 2014 عن إقامة دولة الخلافة، على أيدي من وصفوا بالمجرمين، ومدمني الكحول، والمخدرات، وأصحاب السوابق في بلدانهم اﻷم قبل التحاقهم بهذا التنظيم، حتى بدأت تنهال عليه صكوك الولاء والطاعة من تنظيمات مشابهة في الميول اﻹجرامية والفوضوية من مناطق مختلفة وبعيدة حول العالم مثل "نيجيريا وأفغانستان وروسيا" إلى جانب ليبيا وتونس وغيرهما.

رغم هذا التكتل ذي الرقعة الجغرافية الهائلة، التي يعجز عن صناعته سوى البلدان العظمى، فإن طبيعة العلاقات بين هذه التنظيمات المتطرفة اﻹجرامية تبقى غامضة، وذلك لصعوبة الحصول على المعلومات الكافية والمترابطة حول هذا التنظيم وأتباعه.

ورغم تلك الصعوبة فإن التنظيم يستمر في نشر مواده الدعائية على الشبكة العنكبوتية التي تؤثر بشكل فعال على جلب المزيد من أنصاره حول العالم، كما أنه مستمر في نشر مواده التي تبث عمليات اﻹعدام المختلفة من قطع الرؤوس والرمي بالرصاص والحرق، التي وصفت كمواد صورت وأخرجت بأيدي خبراء سينيمائيين مهرة واسعي الخبرة، كما أنه مستمر أيضاً ببث تهديداته للغرب والشرق، واﻷغرب من ذلك أن وسائل اﻹعلام على اختلافها سرعان ما تتلاقف هذه المواد وتقوم بنشرها على نطاق واسع، اﻷمر الذي يخدم التنظيم أيهما خدمة!

"ولاية سيناء في صحراء سينا بمصر" يعتبر من أكثر التنظيمات التي أعلنت ولاءها لداعش اﻷم جدلاً، فولاية سيناء هذا، يخدم نظام السيسي بشكل فعال للغاية في سعيه نحو تفريغ الشريط الحدودي مع الكيان الصهيوني وتحقيق أمن إسرائيل المرجو على هذا الشريط وقطع إمدادات السلاح لحماس.

لم ينفك تنظيم ولاية سيناء إعطاء المبررات اللازمة لتنفيذ عمليات السيسي العسكرية على طول الشريط الحدودي مع الكيان الصهيوني، حتى تلك العمليات العسكرية المشتركة مع طائرات اﻷباتشي الصهيونية التي كان يظهر أنها تقصف مقاتلي ولاية سيناء.

ولاية طرابلس، ولاية برقة، ولاية فزان بليبيا، قد يكون تنظيم داعش بليبيا من أقدم التنظيمات التي أعلنت ولاءها للتنظيم اﻷم بين كل التنظيمات اﻹرهابية التي انتشرت حول العالم، إذ أسست هذه التنظيمات بُعيد اﻹطاحة بنظام معمر القذافي في 2011، مستغلة الفوضى العارمة التي عمت البلاد وقتها على الصعيد السياسي واﻷمني، حيث كانت ولاية طرابلس غرب البلاد، وولاية برقة في الشرق، وولاية فزان في الجنوب، حيث كان هناك قيادة مركزية لهذه التنظيمات الثلاث.

الجدير بالذكر أن لهذه التنظيمات مقاتلين منتشرين في المدن الليبية الكبرى مثل طرابلس ومصراتة ودرنة وبنغازي، حيث خاضت معارك طاحنة مع قوات اﻷمن الليبية في مناطق مختلفة، وأصبح لها باع طويل باستمرار الفوضى بليبيا، كما سيطرت بعد إعلان الولاء لداعش اﻷم على المدينة الساحلية ومسقط رأس القذافي وهي مدينة سرت، إذ أصبح لتنظيم داعش إطلالة مهمة على البحر اﻷبيض المتوسط وقريبة من السواحل اﻷوروبية.

تنظيم ولاية صنعاء في اليمن، الذي أعلن ولاءه لداعش اﻷم في مارس/آذار 2015، عندما أعلن مسؤوليته عن سلسلة من التفجيرات المميتة والوحشية في المساجد واﻷسواق بجميع أنحاء صنعاء، حيث استغل فرصة الفراغ اﻷمني عقب الحرب الدائرة بين قوات التحالف بقيادة العربية السعودية والمتمردين الحوثيين.

والغريب أن معظم منتسبي ولاية صنعاء من أولئك الذين انشقوا عن تنظيم القاعدة الذي ما زال يعتبر اﻷخطر عالمياً، إذ إن وحشية داعش وبهيميته أغرت مثل هؤلاء المنشقين المتعطشين للعنف والدماء والجاهزين دائماً لتنفيذ تلك اﻷجندات التي ترمي ﻹشعال الفتن والحروب في المنطقة.

تنظيم ولاية خراسان بأفغانستان، أعضاء هذا التنظيم هم بمجملهم ممن انشقوا عن حركة طالبان وأصبحوا أعداء لها، في باكستان و أفغانستان، لقد كان أول عمل إجرامي لولاية خراسان قبل إعلانها الولاء لداعش اﻷم هو تفجير القنصلية الباكستانية هذا العام في مدينة "جلال أباد" اﻷفغانية.

ولاية الدولة اﻹسلامية في غرب أفريقيا "بوكو حرام" سابقاً في نيجيريا، فبرغم ضعف هذا التنظيم حالياً جراء هجمات الجيش النيجري عليه واستسلام الكثير من منتسبه للقوات الحكومية النيجيرية، إلا أنه ما زال ذراعاً لداعش اﻷم ويشكل خطراً على المنطقة.

ولاية نجد في المملكة العربية السعودية، وقبل إعلان الولاء لداعش اﻷم كان إعلان المسؤولية عن هجمات مميتة طالت مساجد للشيعة في السعودية والكويت راح ضحيتها العشرات، باﻹضافة إلى هجمات طالت المراكز اﻷمنية والحكومية في كلا البلدين بعد إعلان الولاء لداعش، مما أثار مخاوف تجاه تنامي نفوذ هذا التنظيم في الخليج العربي.

ولاية القوقاز، والتي تضم أنغوشيا والشيشان وداغستان جنوب روسيا، لقد حقق هذا التنظيم مؤخراً نجاحات في فرد نفوذه كتنظيم إرهابي تابع للتنظيم المركزي -داعش اﻷم- وتعتبر هذه النجاحات ضربة قوية بحق اﻹمارة اﻹسلامية التابعة لتنظيم القاعدة في منطقة القوقاز، والتي قامت هي بدورها على مدار فترة طويلة من خلال العمليات الإرهابية المناهضة للحكومة.

من الملاحظ أن إعلانات الولاء من قِبل التنظيمات اﻹرهابية لداعش اﻷم عادة ما يسبقها هجمات وحشية مميتة على المساجد، والمراكز اﻷمنية والحكومية، أو عمليات نوعية تحصد عشرات بل مئات اﻷرواح، مما يدل على وحشية ودموية وبهيمية هذا التنظيم، والذي يسعى لنشر رعبه حول العالم.

لكن السؤال الكبير: كيف لتنظيم كهذا التنظيم الذي أسسه شرذمة من مدمني المخدرات والمحكومين بقضايا اغتصاب وقضايا جنائية أخرى، أن يؤسسوا لتكتل دولي إرهابي واسع النطاق والنفوذ كالتكتل الذي رأيناه، هل يعقل ذلك؟!.

ربما أن وراء هذا التنظيم الدولي وكالات استخباراتية عالمية وقوى عظمى، تسعى من ورائه إلى تنفيذ الكثير من المخططات الجهنمية.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد