في المدارس الروسية يدرس جميع الأطفال الموت الوحشي لألكسندر غريبوييدوف في عام 1829. فقد ساهمت أعمال الشاعر والكاتب المسرحي غريبوييدوف في إثراء الأدب الروسي، إلا أنه ولسوء حظه كان سفير الإمبراطور نيكولاس الأول إلى طهران في أعقاب الهزيمة المذلة للفارسيين على يد الإمبراطورية الروسية الممتدة، لتقوم بعد ذلك مجموعة غاضبة من القيصر وممثله في بلادهم، باقتحام السفارة، وذبح السفير و36 من الدبلوماسيين الروس المتواجدين بها.
وبعد مرور قرن ونصف على هذه الواقعة، وتحديداً في عام 1979، تكررت تلك الأحداث مرة أخرى في إيران، حين التقى 5 طلاب من قادة الثورة الإيرانية في طهران ليقرروا السفارة التي سيقومون باستهدافها، وحينها اختار اثنان منهم استهداف مفوضية الاتحاد السوفييتي في ذلك الوقت. لكنهم اقتنعوا في النهاية باجتياح السفارة الأميركية، وهو ما أحدث صدمة تاريخية هائلة لقوة عالمية أخرى تتدخل في الشرق الأوسط.
الزعيم السوفيتي نيكيتا خروشوف والرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر عام 1964
التاريخ الطويل لروسيا من التدخل والحروب في المنطقة قد لا يكون معروفاً بشكل كبير للغرب، لكنه يمكن أن يشكل تفسيراً لقرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الخريف الماضي التدخل في الحرب الأهلية السورية، حيث جاءت حرب بوتين بالنيابة عن "الديكتاتور" السوري بشار الأسد بمثابة صدمة بالنسبة للكثيرين في الغرب، كما هاجمه بعض النقاد متهمين إياه بالرغبة في أن يحل محل الولايات المتحدة التي تعد القوة الخارجية المسيطرة على المنطقة، حسبما نشرت صحيفة Wall Street Journal الأميركية.
مغامرة بوتين
بالنظر إلى وجهة نظر موسكو، فمغامرة بوتين في الشرق الأوسط تبدو شيئاً مختلفاً بشكل كامل، فهي بمثابة عودة متأخرة للتطلعات الجيوسياسية الروسية الممتدة ليس فقط إلى العهد السوفييتي، بل لقرون حكم القياصرة. يقول فيودور لوكيانوف، المطلع على تفكير الكرملين الخبير في العلاقات الخارجية الذي يرأس مجلس السياسات الخارجية والدفاعية في موسكو: "الشرق الأوسط هو وسيلة لتوضيح أن الغياب الروسي عن المشهد الدولي كأحد دول الطليعة قد انتهى".
في سوريا، حقق بوتين نتائج بارزة، حيث تمكن من إنقاذ نظام الأسد من السقوط بعدما بدا سقوطه مؤكداً منذ عام واحد فقط، كما أنه استطاع وضع نفسه في قلب المشهد الدبلوماسي للشرق الأوسط، ليتحدى بذلك النفوذ السابق منقطع النظير للولايات المتحدة في المنطقة.
سالم الجبوري، السياسي السني الذي يشغل منصب رئيس البرلمان العراقي، يقول: "روسيا أرسلت رسالة إلى الشرق الأوسط بتدخلها المباشر في سوريا تقول إنهم أكثر جدية في تسوية مشكلات المنطقة من الأميركيين".
الأمر المختلف اليوم هو أن روسيا لم يعد بإمكانها إملاء النتائج في الشرق الأوسط كما فعلت من قبل في بلاد فارس أثناء القرن التاسع عشر. تظل حملة بوتين في سوريا محدودة بالتخطيط والضروريات، وهي بمثابة استثمار معتدل من قبل دولة لا يمكنها سوى الاستثمار بشكل معتدل، وهي محاولة لربط نفسها من جديد بالمنطقة التي دائماً ما كانت بمثابة الفناء الاستراتيجي لها تاريخياً.
علاقة روسيا بالعالم الإسلامي
دائماً ما كانت روسيا على علاقة سيئة في أغلب الأحيان بالعالم الإسلامي، وقد امتدت تلك العلاقة لأكثر من 1000 عام. في القرن السابع، قبل وقت طويل من ظهور الإمارات السلافية التي كونت الدولة الروسية فيما بعد، كانت جيوش الخلافة الإسلامية تُدخِل الإسلام إلى دربنت، المدينة الأقدم في روسيا الاتحادية الحالية.
وصف ابن فضلان، السياسي والرحالة العربي في القرن العاشر، لقاءه بالروس الأوائل أثناء زيارته المدن المسلمة الممتدة بطول نهر الفولغا، حيث كان مندهشاً من "أجسادهم المثالية"، وقلة نظافتهم الشخصية، وقيامهم بحرق الفتيات الرقيق في محارق الجنازات عند موت النبلاء. كان انبهار الرحالة الشهير ابن بطوطة في القرن الرابع عشر أقل من ابن فضلان، فقد وصف الروس قائلاً إنهم "شعب قبيح وغادر من ذوي الشعر الأحمر والعيون الزرقاء". في ذلك الوقت، كان أمير دوقية موسكو تابعاً لخان مسلم، كما كانت عملة موسكو تحمل حروفاً عربية.
لم تنل دوقية موسكو الكبرى استقلالها الكامل عن المسلمين وتتوقف عن دفع الجزية سوى في عام 1480. وبعد ذلك بعقود قليلة، بدأ القيصر "إيفان الرهيب" سلسلة من الحروب قام من خلالها بتدمير الخانات الإسلامية الكبرى في كازان، استراخان، وسيبريا، وهو ما مدّد الحدود الروسية نحو الجنوب والغرب.
في القرون اللاحقة، خاضت روسيا أكثر من 10 حروب ضد الإمبراطورية العثمانية المتراجعة، واستطاعت التقدم بثبات نحو الأراضي التي يسيطر عليها الفرس. ومن خلال صراعها مع بريطانيا في القرن التاسع عشر (وهو الصراع الذي عُرف باسم اللعبة الكبرى)، تمكنت روسيا من التوسّع جنوباً نحو الهند البريطانية في ذلك الوقت، لتلتهم إمارات آسيا الوسطى واحدة تلو الأخرى، وكادت أن تدخل في حرب مباشرة مع بريطانيا حول أفغانستان.
نصبت موسكو نفسها أيضاً حامية مسيحيي الشرق الأوسط، حيث إن أغلبهم من الأرثوذكس مثل الروس. (ألمح الزعيم الحالي للكنيسة الأرثوذكسية الروسية البطريرك كيريل إلى هذا عندما وصف الحرب الحالية في سوريا بأنها حرب مقدسة، ووصف المقاتلين الروس فيها بالمقاتلين المحبين للمسيح).
ومع نشوب الحرب العالمية الأولى، وعدت كل من بريطانيا وفرنسا الروس بأنه بمجرد هزيمة الإمبراطورية العثمانية ستكون القسطنطينية (إسطنبول حالياً) خاضعة لحكمهم، وهو الوعد الذي لم يتحقق بعد الثورة البلشفية عام 1917.
بعد ذلك، كان الاتحاد السوفييتي، الذي حافظ على أغلب المناطق التي غزاها القياصرة الروس من قبله، متعطشاً أيضاً لمزيد من النفوذ في الشرق الأوسط. وفي عام 1941، خلال الحرب العالمية الثانية، تمكن السوفييت والبريطانيون من احتلال إيران والإطاحة بالشاه، وكان الأمر يهدف في ظاهره لإيقاف النشاط الألماني هناك.
بحلول فترة الستينات، كان السلاح الروسي، والطيارون الروس، والخبراء العسكريون يتدفقون إلى الدول العربية، ليتحول الشرق الأوسط إلى ساحة للحرب الباردة. ففي الوقت الذي كانت فيه الولايات المتحدة تدعم الأنظمة الملكية العربية وإسرائيل، جاء السوفييت لدعم الأنظمة اليسارية في مصر وسوريا والعراق وليبيا واليمن الجنوبي، الذي أصبح الدولة العربية الماركسية الوحيدة.
زوال النفوذ الروسي
ومع قيام الثورة الإيرانية عام 1979 وصعود الإسلام السياسي، بدأ النفوذ الروسي في طريقه نحو الزوال. قامت مصر في ذلك الوقت بتوقيع معاهدة للسلام مع إسرائيل، في حين تقدمت موسكو نحو حالة تقليدية من الطموح الإمبريالي المبالغ فيه عن طريق غزو أفغانستان، وهو ما قوّض نفوذها الإقليمي في الشرق الأوسط، وسرع من انهيار الاتحاد السوفييتي نفسه.
وبعد غزو صدام حسين للكويت عام 1990، دخل ميخائيل غورباتشوف حرباً جديدة كانت تقودها الولايات المتحدة لإخراج العراق من الكويت. ومع تدني نفوذ موسكو في المنطقة إلى أقل درجاته، جاء صعود واشنطن بشكل متزايد، وخلال العقود التالية، كانت روسيا منشغلة بالحفاظ على أراضيها من المزيد من الانقسامات بعد تفكك الاتحاد السوفييتي، والحركات الانفصالية في الشيشان وغيرها من المناطق المسلمة.
نجح بوتين في تهدئة تلك المناطق الحدودية ولم يهتم في البداية بمنطقة الشرق الأوسط التي سيطرت عليها الولايات المتحدة بشكل كامل. وبحلول عام 2011، ومع انطلاق الربيع العربي في المنطقة، اختارت موسكو عدم استخدام حق الفيتو في اجتماع مجلس الأمن لمنع القرار الذي مهد الطريق للولايات المتحدة وحلفائها للتدخل العسكري في ليبيا والإطاحة بنظام معمر القذافي الديكتاتوري.
في الوقت ذاته، وقف بوتين أمام أية تحركات مشابهة في سوريا، التي قُتل بها 400 ألف شخص ونزح أكثر من نصف سكانها منذ عام 2011 بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
علاقة موسكو بنظام الأسد
تعود علاقة موسكو مع النظام السوري لعقود طويلة ماضية، إلى أيام حافظ الأسد تحديداً، كما أن سوريا تشهد التواجد البحري الروسي الوحيد في البحر المتوسط، في طرطوس تحديداً. ورغم أن واشنطن أكدت أنه على الأسد التخلي عن السلطة، إلا أنها امتنعت عن الهجوم على النظام بشكل صريح. وفي المقابل قام بوتين بنشر أحدث الأسلحة الروسية في وجه معارضي الأسد، ومن بينها مجموعاتٌ مدعومة من واشنطن.
لا يرى أحد، بمن فيهم المنتفعون منها، دوافعَ خيرة لما تفعله موسكو في المنطقة. يقول ياسين جابر، السياسي الشيعي عضو البرلمان اللبناني الوزير السابق: "الروس لا يفعلون ذلك لأنهم جزء من الصليب الأحمر، إنهم يفعلون ذلك لأن لديهم مصالح". وأضاف: "الآن تمكنوا من تحقيق حلمهم التاريخي بأن تكون لهم قواعد في المنطقة، وسيتأكدون من عدم قدوم خطوط الغاز من وسط آسيا أو قطر دون موافقتهم. لقد تمكنوا من وضع أقدامهم في المنطقة".
طموح بوتين لإعادة تشكيل روسيا كقوة عظمى في الشرق الأوسط (وبقية العالم) كانت محدودة باقتصاد بلاده المتراجع، الذي يساوى حجم الاقتصاد الإيطالي حالياً، كما أن انكماشه مازال مستمراً. تعاني روسيا بالفعل من العقوبات المفروضة من الغرب بعد غزو بوتين أوكرانيا في 2014، كما أنها تواجه صعوبات مع تراجع أسعار النفط والغاز اللذين يشكلان الصادرات الأساسية للبلاد، ولكن تلك العقبات تبدو مألوفة بالنسبة لروسيا، التي لم تكن مزدهرة اقتصادياً من قبل، إلا أنها دائماً ما لعبت دوراً ريادياً في الشأن العالمي.
يقول ديميتري ترينين، مدير مركز كارنيجي بموسكو، المقاتل العسكري السوفييتي السابق الذي عمل مستشاراً سابقاً في العراق: "يدرك بوتين أنه لا يمكن لروسيا أن تكون قوة عظمى بناءً على وضعها الاقتصادي الحالي، إلا أنه يرفض أن يتصرف طبقاً لهذا الوضع. إنه يهدف لتحقيق ما يريده متجاوزاً الوضع الاقتصادي، وهو يرى أنه إما أن نصبح قوة عظمى، أو أن نتفكك ونصبح لا شيء".
اقتصاد موسكو الباهت
ليس الاقتصاد الباهت فقط هو ما يحد من انتشار النفوذ الروسي، بل أيضاً افتقار روسيا لتلك القوة الناعمة التي تستخدمها الولايات المتحدة في بسط نفوذها عالمياً. ربما لا يرغب الشباب العربي والإيرانيون ولا يشعرون باهتمام تجاه مشاهدة الأفلام الروسية، أو الاستماع لموسيقى البوب الروسي، أو ربما حتى الدراسة في روسيا.
يقول الكاتب اللبناني حازم صاغية: "لا أحد في هذا الجزء من العالم يحب أو يكره روسيا الحالية. روسيا بالنسبة للعقول العربية هي فقط عبارة عن أسلحة واستراتيجية سياسية، تلك فقط هي سلعهم".
برغم ذلك، هناك تأثير اجتماعي وثقافي ينتشر في الاتجاه الآخر. 15% من سكان روسيا حالياً من المسلمين، وهي النسبة التي تنامت مع قدوم الملايين من العمال المهاجرين من آسيا الوسطى، كما أن روسيا – بحسب الأرقام والإحصاءات – ثاني أكبر مصادر مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، فالمسافة بين مدينة دربنت مثلاً وبغداد مساوية تقريباً للمسافة بين بوسطن وشيكاغو.
وقال أندري كورتينوف، مدير عام مجلس العلاقات الدولية الروسية: "الشرق الأوسط قريب للغاية بالنسبة لنا في روسيا بما لا يسمح أن نكون مجرد متفرجين. الأمر ليس مثل أستراليا أو الأرجنتين، يمكننا رؤية ذلك في شوارعنا وفي محلاتنا وبين العمال في مواقع البناء، نعم، في سجوننا أيضاً. كل ذلك يتطلب أن نلعب دوراً فعالاً".
على الرغم من ذلك، لا يعني الدور الفعّال محاولة روسيا اتباع النهج الأميركي في الشرق الأوسط خلال العقد الماضي. يقول لوكيانوف: "نقوم بدراسة التجربة الأميركية في العراق باهتمام بالغ. الدرس هنا هو ألا نتدخل بعمق، ولكن أيضاً ألا ننسحب بسرعة".
على الرغم من اهتمام موسكو بالحفاظ على حدود معينة في مشاركتها في سوريا، إلا أن موسكو قد تجد نفسها – كما حذر باراك أوباما علناً العام الماضي – "عالقة في المستنقع". تُخاطر روسيا أيضاً باستعداء غالبية العالم الإسلامي السني بالوقوف بجوار بشار الأسد، المدعوم من شيعة إيران والميليشيات الشيعية في حربه ضد المتمردين من الغالبية السنية. ففي منطقة يتزايد الانقسام فيها عبر خطوط الطائفية، مثل هذه التحالفات قد تجعل روسيا مُستهدفة أكثر من قِبل الدولة الإسلامية والجماعات الجهادية الأخرى.
وإدراكاً منها لهذا الخطر، تجنبت روسيا معاملة صراعات الشرق الأوسط اليوم على أنها مسألة ربح أو خسارة، كما تجنبت السعي نحو دفع الولايات المتحدة خارج المنطقة. وعلى الرغم من الكلام الطنان في بعض الأحيان، إلا أن موسكو رحبت بهدوء بقرار أوباما مؤخراً بتمديد فترة نشر ما يقرب من 10 آلاف جندي من القوات الأميركية في أفغانستان، وهي الخطوة التي يمكن أن تحول دون انتشار التشدد الإسلامي في الجمهوريات السوفييتية السابقة في آسيا الوسطى المجاورة.
على عكس الولايات المتحدة أو الاتحاد السوفييتي قديماً، واللذين كانت تحالفاتهما في الشرق الأوسط قائمة على أُسس أيديولوجية، تتمتع روسيا بوتين بميزة الحوار مع كل من القوى الرئيسية في المنطقة. (الاستثناء الوحيد هنا هو تركيا – الخصم اللدود لنظام الأسد – فقد أثارت حنق بوتين بشدة حين أسقطت طائرة حربية روسية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي).
علاقات موسكو الفريدة
قالت يلينا سوبونينا، الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط بالمعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية، وهو مؤسسة بحثية تابعة للكرملين: "بينما ينحسر النفوذ الأميركي، بنت موسكو علاقات فريدة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط. فمن أحد الجوانب، لديها علاقات استراتيجية مع إسرائيل، كما لديها علاقات لا تقل أهمية مع إيران، من جهة أخرى"، كما تحافظ موسكو على العلاقات مع حماس وحزب الله، واللذين يعتبرهما الغرب جماعات الإرهابية. وأضافت: "لا توجد أية دولة غربية يمكنها تكرار ما تقوم به روسيا".
ومع ذلك، فهذا الاستعداد للتعامل مع جميع الأطراف يعني أن روسيا ستجد نفسها من دون حلفاء على أساس متين. وحتى بعد انضمام روسيا مع إيران لإنقاذ نظام الأسد، فلا تزال العلاقات الإيرانية الروسية الكلية "جيدة" فقط، ولم يصبح البلدان شريكَين تجاريين رئيسيين. فالإيرانيون مستاؤون من تعاون موسكو مع إسرائيل، كما لا تريد روسيا الانجرار الى الصراع الإيراني الطائفي مع القوى السنية بقيادة المملكة العربية السعودية.
قالت دينا أصفندياري، الزميلة في كلية كينغز بلندن، إن "الإيرانيين يشعرون بأن الروس يخدعونهم باستمرار.. وأنهم لن يصدقوا معهم في وعودهم".
وافقها على ذلك السيد ترينين، من مركز كارنيجي، حيث قال: "لا يوجد حب لإيران في روسيا، ولا لروسيا في إيران. جمال هذه العلاقة أنها علاقة براجماتية/نفعية بحتة". وأضاف أن "الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي يتعاطف معها الروس هي إسرائيل. ويعود ذلك جزئياً إلى أن عدداً كبيراً من الإسرائيليين قد أتوا من الاتحاد السوفييتي السابق ويتحدثون الروسية. وبطبيعة الحال، إسرائيل بالتأكيد هي أقرب حليف إقليمي للولايات المتحدة".
ومن المرجح أن تُصبح العلاقات الروسية الإسرائيلية أكثر دفئاً بسبب عودة أفيغدور ليبرمان – أبرز المواليد السوفييت الإسرائيليين – إلى الحكومة الإسرائيلية، إذ أصبح وزير الدفاع الإسرائيلي في الأسبوع الماضي. وقد صرح ليبرمان – وهو قومي متطرف ووزير خارجية سابق – بأن اتفاق إزالة الأسلحة الكيميائية السورية برعاية روسيا كان بمثابة نعمة كبرى للأمن الإسرائيلي.
كما قال ليبرمان في مقابلة قبل تولي منصبه الجديد: "تجربتي، هو أنه يمكنك القيام بالعمل مع الروس. فهم براجماتيون، ويُمكنك أن تُتم الصفقة معهم وتحصل على جواب واضح". وأضاف: "روسيا قريبة من هنا، ولن تقوم أبداً بالتخلي عن مصالحها في الشرق الأوسط. هي قوة كبيرة جداً لا يمكن تجاهلها".
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة Wall Street Journal الأمريكية. للاطلاع على المادة الأصلية يرجى الضغط هنا