الملا هيبة الله اخوند، هو القائد الجديد الذي أعلنته حركة طالبان، الأربعاء 25 مايو/أيار 2016، خلفاً للملا أختر منصور الذي قُتل في غارة أميركية الأسبوع الماضي.
وُلد الزعيم الجديد، وهو في الخمسينات، لأبٍ فقيه في قندهار جنوب أفغانستان على غرار سلفه الملا عمر والملا أختر منصور، ويعتبر من علماء الدين البارزين وكبار قضاة الشرع في الحركة.
انضمامه لطالبان
لجأ الملا هيبة الله إلى باكستان إبان الاحتلال السوفييتي، قبل أن يلتحق بصفوف حركة طالبان بعد الإعلان عنها في منتصف التسعينات.
وقال الباكستاني رحيم الله يوسف زاي، الخبير في شؤون طالبان، إن الملا هيبة الله تولى مسؤوليات في المحاكم الشرعية إبان فترة حكم طالبان اعتباراً من عام 1996.
وأضاف أن الزعيم الجديد لطالبان أقام في جنوب باكستان، حيث تولى إمامة أحد المساجد بعد طرد الحركة من السلطة في كابول إثر الاجتياح الأميركي عام 2001.
وقال متحدث باسم طالبان إن الملا هيبة الله كان قاضي الشرع في الحركة.
عيّن الملا منصور الذي تم اختياره الصيف الماضي بعد فترة طويلة من البقاء في الظل، الملا هيبة الله نائباً له إلى جانب سراج الدين حقاني زعيم الشبكة القوية المتحالفة مع طالبان.
ووفقاً لمصدر رفيع المستوى في حركة طالبان، فقد عيّن القائد السابق الملا هيبة الله خلفاً له.
واعتبر يوسف زاي أن الزعيم الجديد لطالبان "يمثل الوضع الراهن. سيواصل الخط السياسي ذاته للملا منصور ولن يجري مفاوضات".
من جهته، قال الخبير أمير رانا إن اختيار الملا هيبة الله يعود إلى كونه الأقدم بين قادة الحركة.
وقالت مصادر من طالبان إنه كان حليفاً وثيقاً للملا عمر، ومن المعتقد أنه مثل عمر ينفر من الدعاية بما في ذلك تسريب أي صور له، وفقاً لما نشرته وكالة رويترز.
بعض الأعضاء في طالبان يعتقدون أنه ربما جرى تعقب منصور وقتله فيما بعد، بسبب صورة له جرى تداولها بعد أن عُين زعيماً لطالبان عام 2015.
تساؤلات بشأن محادثات السلام
أعضاء كبار في طالبان حريصون على اختيار مرشح يمكنه جمع الفصائل المختلفة معاً وإصلاح الانقسامات التي ظهرت العام الماضي عندما عين منصور.
الخبير رانا أضاف أن الملا منة الله الأكبر سناً والأوسع خبرة في الحركة، وتم تعيينه بغية قطع الطريق على الانشقاقات والانقسامات.
كما يعتبر القائد الجديد من أنصار مفاوضات السلام، لكن ليس بإمكانه القيام بأي شيء دون إجماع مجلس الشورى، هيئة القيادة العليا في الحركة، وفقاً لرانا.
ولكن ليست هناك مؤشرات فورية حول ما إذا كان تعيين أخونزاده قد يؤدي إلى تحول في موقف طالبان، إذ كان منصور يستبعد المشاركة في محادثات السلام مع الحكومة في كابول.