لاقى ردٌ من الشاب السوري نور المشلح على أحد المناهضين للاجئين خلال فعالية للشباب بالبرلمان الأوروبي في 22 مايو/ أيار في مدينة ستراسبورغ الفرنسية ترحيباً من المشاركين، وانتشاراً على الشبكات الاجتماعية.
وقال نور لـ"عربي بوست" إنه بعد كلمة له أمام البرلمان الأوروبي بحضور نائب رئيس البرلمان سيلفي غيوم وعمدة مدينة ستراسبورغ ومندوبة البرتغال لمساعدة اللاجئين في جزيرة ليسبوس اليونانية عن اقتراحاته بشأن حل أزمة الهجرة، علق أحد المشاركين بطريقة سلبية غير مهذبة على مداخلته مشتكياً من قلة فرص العمل، ومتهماً اللاجئين بأنهم يأتون لأوروبا للحصول على المال لا بحثاً عن الأمان.
فرد المشلح عليه قائلاً، كما يظهر في الفيديو، أنه لم يختر أن يكون سورياً لكنه فخور بكونه كذلك، متسائلاً هل كان خطؤه أن يكون سورياً، وفيما إذا كانوا يجدون أن من السهل على اللاجئين رؤية الرافضين لهم، أو أنهم يجدون الأمر سهلاً في عبور البحر والمخاطرة بحياتهم وبعائلاتهم.
ماذا تعلمون عن سوريا؟
وتابع كلامه سائلاً الحضور عما يعلمونه عن سوريا قبل الأعوام الستة الأخيرة ولمَ لم يكن السوريون يأتون إلى أوروبا قبل ذلك، مجيباً "لا شيء!".
وأضاف: إن الحلول التي تقدّم للسوريين مؤقتة وإنهم إن كانوا لا يريدون قدوم اللاجئين فليوقفوا الحرب، فتلقّى تصفيقاً حاراً من الحضور.
وأوضح أنه ليس هناك من مكان يمكن للاجئين أن يقصدوه، وأنه يشعر بالخجل من الدول العربية التي أغلقت حدودها، ما جعل الناس يفضلون الموت على طلب المساعدة منهم.
وعندما حاول المشاركون مقاطعة نور قالت مديرة الحوار "دعنا نظهر احترامنا لنور وندعه يكمل".
وكان البرلمان قد وجه الدعوة لقرابة 7500 شاب أوروبي تتراوح أعمارهم ما بين 18 و 30 عاماً، للمشاركة فيما يمكن تسميته برلمان الشباب، لمناقشة وتبادل الآراء حول القضايا البارزة في القارة الأوروبية كالديمقراطية والبطالة، وأضيف إليها هذا العام أزمة الهجرة.
لا تنتقدوني على أساس ديني!
نور كان قد تلقى الدعوة التي وجهت له منذ قرابة 6 أشهر للمشاركة في الحديث عن نقاط متعلقة بالهجرة، كالتعليق على فكرة فيما إذا كان على القارة الأوروبية استقبال اللاجئين أم لا.
إلى جانب الكيفية التي ينبغي عليها التعامل معهم كوافدين جدد مرشحين ليبقوا فيها ويصبحوا مواطنين أم مجرد زائرين، مضيفاً أنه عندما طُلب منه تقديم نفسه في البرلمان الأوروبي، قال إنه يمثل ملايين اللاجئين.
وأشار الشاب السوري في حديثه مع "عربي بوست" إلى أنه تحدث عن الدين خلال رده لأنه سمع صيحات مناهضة للإسلام، فأراد التوضيح أنه لا يجب انتقاد المرء بناء على ديانته.
مبيناً أنه حاول أن لا يطلب بشكل مباشر منهم التعاطف مع اللاجئين بل الدخول في النقاش وإطلاعهم على الحقائق لأنها وسيلة أفضل لإقناع من قد يكونون قادة مستقبليين في أوروبا.
ولفت أن استبياناً جرى بين المشاركين في المؤتمر أظهر أن 69٪ منهم موافقون على أوروبا منفتحة على المهاجرين، فيما رفض 19٪ وامتنع الباقي عن التصويت.
لمَ دعي لـ "فعالية الشباب الأوروبي 2016- EYE2016"؟
خرج نور الذي كان يدرس هندسة العمارة من سوريا العام 2013 متوجهاً إلى لبنان ثم انتقل في العام 2014 إلى تركيا، وتقدم للمنحة الدراسية التي طرحها الرئيس البرتغالي الأسبق خورخي سامبيو لمساعدة الطلاب السوريين على استكمال دراستهم، وكان من بين الـ 51 طالباً الذين وقع الاختيار عليهم من مختلف الاختصاصات.
وأضاف، ابن مدينة حلب، أنه بعد انتقاله إلى البرتغال أصبح ينشط في مجال إلقاء محاضرات محفزة إلى جانب العمل كمدير علاقات عامة في أحد مراكز برنامج "إيراسموس" للتبادل الطلابي، وذلك في مجال توجيه الطلاب القادمين الجدد على كيفية الاندماج في المجتمع.
مع العلم أنه حصل على هذه الدعوة لكونه سورياً يعيش في أوروبا، ويشارك عبر عمله في برنامج إيراسموس في مساعدة الطلاب على التأقلم والاندماج في البرتغال، من خلال ندوات داخل البلد إلى جانب دولٍ كرومانيا وإسبانيا.