أظهرت صورٌ التقطت عبر الأقمار الاصطناعية، أن مسلحين من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، شنوا هجوماً على قاعدة جوية تستخدمها القوات الروسية في سورية، ما أدى إلى إصابتها بأضرارٍ جسيمة، حسب ما أفادت الثلاثاء 24 مايو/أيار 2016، شركة "ستراتفور" الأميركية للدراسات الأمنية والاستراتيجية.
الصور تخالف ما قالته روسيا
وفي 15 مايو/ أيار 2016، قالت وكالة "أعماق" لتنظيم داعش، إنه تم تدمير أربع مروحيات روسية قتالية و20 شاحنة تحمل صواريخ في قاعدة تي-4 جراء حريق، إلا أنها لم تكشف عن تفاصيل.
وزارة الدفاع الروسية سارعت آنذاك إلى النفي، وقالت إن الأضرار حدثت قبل أشهر، بسبب قتال بين القوات النظامية السورية و"مسلحين من جماعات إرهابية".
وتكذّب الصور التي نشرتها "ستراسفور" ما ذكرته روسيا، إذ نشرت الشركة صوراً التقطت خلال الفترة بين 14 و17 من مايو/ أيار 2016، وأشارت إلى أن الصور توضح الأضرار التي لحقت بقاعدة تي-4 المعروفة كذلك باسم قاعدة "تياس"، وقالت إنها وقعت بين هذين التاريخين.
وتشير الصور إلى أن أربع مروحيات، و20 شاحنة تضررت بسبب حريق داخل القاعدة الواقعة وسط سوريا، والواقعة بين مدينتي تدمر وحمص.
ضربة قاسية
الشركة قالت في موقعها على شبكة الإنترنت، إن "قاعدة تي-4 الجوية تضررت بشكل كبير بسبب قصف مدفعي نفذه تنظيم الدولة الإسلامية، وبدت تحديداً أربع مروحيات روسية هجومية من طراز إم.إي-24 وكأنها دمرت تماماً".
إلا أن هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، نقلت عن سيم تاك المحلل في شركة ستراتفور قوله إن "هذا الانفجار لم يكن عرضياً، وفرص كونه كذلك ضعيفة وتقريباً غير موجودة".
وأكد أن هنالك أدلة على "مصادر انفجارات مختلفة في المطار، وتظهر أن الروس منيوا بضربة قاسية".
وذكر التقرير أن "أماكن انفجارات الذخيرة واضحة" في الصور، والتي أظهرت كذلك تضرر مقاتلة سورية من طراز ميغ-25.
مصدر سوري يؤكد
ونقلت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية للأنباء عن مصدر سوري لم تكشف عن هويته، تأكيده وقوع "حريق" في القاعدة الروسية، إلا أنه لم يحدد الزمن.
وقال المصدر إن "أسباب الحريق غير معروفة. فقد بدأت في مكان وجود المروحيات الأربع. ولم تستطع عربات الإطفاء الاقتراب من الحريق بسبب قصف الإرهابيين. وانتشرت النيران إلى المروحيات"، مضيفاً أنه لم يسقط أي قتلى أو جرحى بسبب القصف.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، تحدّث هو الآخر عن قصف لقاعدة تي-4 في 11 مايو/أيار، بعد سيطرة مسلحي داعش لفترة قصيرة على الطريق بين تدمر وحمص. وقال إنه بعد يومين أسفر القصف المستمر عن انفجار في مخزن للوقود وحريق أدى إلى تدمير ثلاث مروحيات.
وتقول الشركة الأميركية في تحليلها إنه "رغم أن تنظيم الدولة الإسلامية أخفق في قطع الطريق لفترة طويلة، إلا أنه نقل مدفعية إلى قرب القاعدة".
ومنذ نهاية سبتمبر/ أيلول 2015، تشارك روسيا في العمليات العسكرية بسوريا إلى جانب رئيس النظام بشار الأسد، وقدّمت موسكو دعماً جوياً لقوات النظام أكسبتها زخماً في المعارك ضد المعارضة.