أدت التفجيرات الإرهابية التي ضربت مدن الساحل السوري صباح الإثنين 23 مايو/أيار 2016، إلى انتشار أعمال انتقامية في مدينتي طرطوس واللاذقية اللتين تقعان تحت سيطرة السلطات السورية، ويسكنهما غالبية من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد.
وراح ضحية التفجيرات أكثر من 145 شخصاً ومئات الجرحى، وفق أحدث إحصائية للمرصد السوري، وهي أعنف تفجيرات تشهدها المدن الساحلية التي تسيطر قوات النظام السوري على معظمها.
قتل وسرقة وهتافات طائفية
وخلال 5 أعوام من الحرب في سوريا، توافد عشرات الألوف من أبناء المحافظات السورية الأخرى إلى مُدن الساحل السوري التي تعتبر آمنة، قياساً لباقي المحافظات السورية، مثل حلب وإدلب ودير الزور التي تشهد معارك محتدمة.
وقال طبيب من مدينة اللاذقية فضّل عدم الكشف عن اسمه لـ"عربي بوست"، إن أحد الشبان من الطائفة العلوية قام بإطلاق النار بطريقة هستيرية على مجموعة نازحين ينتمون للطائفة السنية في مدينة طرطوس، وقتلَ عدداً منهم، بعد تلقيه نبأ موت شقيقه.
وأضاف المصدر أن عائلات النازحين تعرضت لعمليات سلب ونهب وطعن بالسكاكين في هجوم من غاضبين على مخيم الكرنك الذي أقيم بمنطقة عمريت جنوب مدينة طرطوس، ويقطنه نازحون غالبيتهم من مدينتي إدلب وحلب، يقدّر عددهم بنحو 7 آلاف شخص.
بعد تفجيرات #طرطوس #جبلة تم حرق #مخيم_الكرنك للنازحين من قبل اهالي #طرطوس ،المجرم الذي وضع التفجيرات خطط للفتنة بشكل دقيق الضحية تقتل الضحية
— نضال السبع (@NidalSabeh) ٢٣ مايو، ٢٠١٦
ووفقاً للمعلومات التي ذكرتها مصادر "عربي بوست" في الساحل السوري، توجهت المجموعة التي حرقت مخيم الكرنك إلى مخيم الرادار أو مايطلق عليه اسم (مخيم مستودعات الموز) وتشرف عليهم جمعيات أهلية ومنظمات تابعة للنظام السوري، متوعدين النازحين بطردهم جميعاً من المدينة خلال ساعات.
العوائل بعد حرق خيمها في مخيم الكرنك على يد شبان علويين بطرطوس بعد تفجيرات طرطوس وجبلة pic.twitter.com/wclM0tYziA
— ربيع العرب (@rabiih) ٢٣ مايو، ٢٠١٦
محافظ طرطوس صفوان أبو سعدى أصدر بياناً طلب فيه من المواطنين عدم التعرض لمن وصفهم بـ "الأخوة الضيوف" الوافدين من المحافظات لأن الإرهابين ليسوا من الأهالي المقيمين بالمحافظة، على حد قوله. مؤكداً أن هدف التفجير هو خلق شرخ بين الأهالي وزرع الفتنة بين السوريين بالإضافة إلى خلق بلبلة وإحداث خرق أمني، بحسب البيان.
شخصيات تنتمي للطائفة العلوية تدين ردات الفعل الانتقامية
وأدانت شخصيات تنتمي للطائفة العلوية، بينهم كُتاب ومترجمون وإعلاميون، عبر صفحاتهم في الشبكات الاجتماعية عمليات الاعتداء والسلب والنهب والهتافات الطائفية التي خرجت من بعض الشبان على خلفية التفجيرات الأخيرة، واصفين من قاموا بإحراق المخيم بـ"الموتورين" و"الزعران". محذرين في الوقت ذاته من "الفتنة".
كما أدان مثقفون وإعلاميون سوريون ينتمون للمعارضة السورية التفجيرات الإرهابية التي ضربت المدن الساحلية، واصفين الضحايا بالأبرياء.
وتسببت التفجيرات المتزامنة التي ضربت محافظة طرطوس ومدينة جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية غرب سوريا، بمقتل 148 شخصاً ، وفق حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الإنسان، بينما أعلن تنظيم الدولة الإسلامية تبنيه للهجمات.