سحبت وزارة السياحة المصرية الدعم الذي كانت تقدمه لشركات السياحة والمتعلق بالسياحة الداخلية، في خطوة توضح يأس الحكومة من إمكانية الاعتماد على المصريين في تنشيط السياحة المتضررة.
وكانت الحكومة المصرية ممثلة في وزارة السياحة، قد قامت بمحاولات لدعم وتنشيط الحركة السياحة خلال الأعوام الماضية، بعد إصابتها بالركود عقب الأحداث والاضطرابات الأمنية التي طالت أنحاء البلاد، وفي مقدمتها تحطم الطائرة الروسية في شهر أكتوبر الماضي، ومقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في القاهرة، إضافة إلى التفجيرات المتكررة.
ولم تأتِ دعوات المسؤولين المصريين في المحافل والمؤتمرات الدولية وتأكيداتهم بأن مصر آمنة ومطالبتهم بعودة السياحة بفائدة تذكر، إذ تراجع عدد السياح الوافدين إلى مصر بنسبة 46%، ليصل إلى 1.150 مليون سائح خلال الربع الأول من العام 2016، وفق أرقام رسمية صدرت عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء مؤخراً.
تراجع مفاجئ
وكانت هيئة تنشيط السياحة التابعة لوزارة السياحة المصرية، قد أقرت دعم الشركات والسياحة الداخلية بنسبة 50% سواء على "أتوبيسات" السفر أو الفنادق، خلال شهر مايو الحالي تحت مسمى مبادرة "مصر في قلوبنا".
إلا أنها سحبت الدعم فجأة من دون مراعاة للخسائر التي تعرضت لها الشركات أو تراجع سمعتها أمام العملاء، وكأن الدولة يئست من تنشيط السياحة.
وقال مايكل ثابت مدير شركة إنجاز للسياحة، في تصريحات لـ"عربي بوست"، إن هيئة تنشيط السياحة وزعت بياناً على الشركات المتعاقدة لدعم الرحلات السياحية بنسبة 50% حتى 30 مايو الحالي، "ثم فوجئنا بقرار سحب الدعم قبل انتهاء الشهر بعشرة أيام، مما تسبب في خسائر فادحة على الشركات نتيجة تحملنا دعم المسافرين وامتناع الدولة عن تسديده لنا، إضافة إلى تراجع سمعتنا أمام العملاء".
إلغاء التعامل مع الوزارة
وعن الخسائر التي لحقت بالشركات أوضح "ثابت" أنها تمثلت في "تكلفة الإعلانات عن حملة الدعم ببعض وسائل الإعلام، وكذلك حجوزات الفنادق التي سنتحملها"، مضيفاً أن ما يزيد على نسبة 95% من الشركات ألغت تعاملها مع هيئة التنشيط التابعة لوزارة السياحة نتيجة تراجعها في قراراتها.
وأشار ثابت إلى أن من عيوب وزارة السياحة، أنها تطالبهم بالإنفاق على الرحلة، وتؤكد أنها سترسل الأموال بعد فترة.
وأوضح أن الشركات السياحية لا تملك إنفاق ما يزيد على 100 ألف جنيه للرحلة التي بها ما يزيد على 10 أتوبيسات، مفسراً تراجع الوزارة عن الدعم بأنه "نتيجة عدم تقديرها وتخطيطها الجيد للظروف التي نمر بها، مما يؤدي إلى تراجع الحركة السياحية إلى الأسوأ".
وتساءل "لماذا تتراجع الوزارة والهيئة عن وعودها خاصة في فترة الركود التي نمر بها، وإغلاق الكثير من الشركات أبوابها، وهل ألغت الحكومة بند السياحة من أجندتها؟".
توضيح من الوزارة
من جهتها قالت رشا العزايزي، المتحدثة باسم وزارة السياحة، لـ"عربي بوست"، إن الهيئة تدعم العديد من الرحلات للمدن السياحية المصرية كل فترة، وأن توقفها يكون لقلة الإمكانيات المادية.
وقال اللواء أحمد حمدي، نائب رئيس هيئة التنشيط السياحي، إننا بالفعل نخصص دعماً للشركات والزائرين المصريين للمدن السياحية مثل "شرم الشيخ والأقصر وأسوان وطابا ونويبع ودهب"، وليس للسائح الأجنبي.
وأضاف لـ"عربي بوست"، أن آخر دعم كان تحت مسمى "مصر في قلوبنا" الشهر الحالي، ولكن الوزارة توقفت لعدم وجود تمويل لدعم الرحلات، وعدم اعتماد صندوق السياحة أي مبالغ لتلك الرحلات، لافتاً إلى أن المبادرة كانت ممتدة بالفعل حتى 31 مايو الحالي. وبلغ عدد المواطنين الذين استفادوا من المبادرة نحو 120 ألف مواطن.
ورفض اللواء حمدي التعليق على الخسائر التي تعرضت لها الشركات وسمعتها أمام العميل، مكرراً "لم نجد حلاً سوى إلغاء المبادرة لعدم وجود الإمكانيات المادية الكافية".