تدرس شركة سويدية القيام بطرح عام أولي لتمويل استثمارات في إيران وذلك في خطوة ستكون الأولى من نوعها منذ رفع العقوبات الدولية عن طهران.
لكن الإجراءات الاحترازية التي تأخذها لتوضيح أن معاملاتها سليمة تظهر الوقت والتكلفة اللازمين حتى لعملية بهذا الحجم الصغير.
فعلى الرغم من رفع العقوبات التجارية العالمية التي كانت مفروضة على إيران في يناير/كانون الثاني 2016 مقابل قيام طهران بكبح برنامجها النووي، فإن الولايات المتحدة مازالت تحظر على مواطنيها وشركاتها العمل مع إيران وتمنع التعامل مع قائمة مواطنين إيرانيين ترى أنهم ضالعون في أنشطة إرهابية أو غير مرغوبة.
ولهذا تتوخى "بومجرانيت إنفستمنت" التي تأسست في السويد عام 2014 الحذر في أثناء دخولها السوق الإيرانية.
وقال فلوريان هلميش، الرئيس التنفيذي للشركة، أثناء زيارة إلى لندن، الاثنين 16 مايو/أيار 2016، إن الشركة التي جمعت 80 مليون يورو (91 مليون دولار) من المستثمرين الأوروبيين منذ 2014 توقعاً لرفع العقوبات تأمل في إطلاق طرحها العام الأولي في السويد خلال 12 شهراً لتمويل استثمارات في قطاع التكنولوجيا الاستهلاكية بإيران.
ورفض الكشف عن حجم ما قد تجمعه الشركة، لكن لن يسمح للمواطنين الأميركيين والكنديين ولا لشركات البلدين بالاكتتاب في الطرح.
معاملات باليورو
وستجري كل المعاملات باليورو تفادياً لانتهاك الحظر المفروض على المدفوعات الدولارية من إيران وإليها عبر المؤسسات المالية الأميركية، وهو الحظر الذي مازال يثير مخاوف البنوك الأوروبية بعد أن غرمت الولايات المتحدة بعضها غرامات ضخمة بسبب العمل مع إيران.
لكن التحدي الرئيسي لأي شركة أجنبية سيكمن في فحص الشركاء الإيرانيين للتأكد من أنهم ليسوا على القائمة السوداء الأميركية.
وقال هلميش: "تعلمنا العمل في بيئة العقوبات، وهو ما يعني الانخراط في قدر كبير من جهود التعرف على العميل أي الفحص الفني القانوني لكل شركائنا بمن فيهم البنوك التي نعمل معها".
ولكثير من الشركات الإيرانية مُلاك مستفيدون من الصعب الوصول إليهم، ما يصبح من الصعب معه التأكد من أن الاستثمارات لن تؤول في نهاية المطاف مثلاً إلى إمبراطورية الأعمال واسعة النطاق للحرس الثوري الإيراني الذي تتهمه الولايات المتحدة برعاية الإرهاب.
وقال هلميش: "أشركنا أسطولاً من المحامين الذين يقدمون المشورة لنا فيما يتعلق بإخلاء المسؤولية والفحص الفني. أقول مجدداً إن الأمر يرجع إلى تكلفة العمل. إنه يستغرق وقتا طويلا.
"لكن الفرصة تكمن هنا أيضا – كان بوسع الجميع القيام بما قمنا به لكن أحدا لم يفعل."
وقال هلميش الخبير في الأسواق الناشئة مثل روسيا والذي عمل من قبل لدى بنك الاستثمار رينيسانس كابيتال ومقره موسكو إن بومجرانيت تعمل مع "مزيج من البنوك السويدية والسويسرية" لكنه لم يذكر المزيد من التفاصيل.
وأضاف "وجدنا البنوك الإقليمية غير المنكشفة على الولايات المتحدة أنسب بكثير لطريقتنا في العمل."
ونحو 50 % من مساهمي بومجرانيت من السويد ومن بينهم المستثمر البارز بير بريليوث إلى جانب آخرين من بريطانيا وسويسرا ودول أوروبية أخرى.
وقال هلميش "هناك الكثير من تجمعات السيولة في أوروبا لتوفر سبل النجاح."
واشترت الشركة بالفعل حصص أقلية في شركات إيرانية منها سراوا للإنترنت والتجارة الإلكترونية.