شهدت السواحل الإيطالية الأيام الماضية زيادة في أعداد المهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون على قوارب انطلقت من مصر، وآخرها قاربان كانا يقلان نحو 1000 شخص، وتمكن خفر السواحل الإيطالي من إنقاذهم أمام جزيرة صقلية، وقال إن أغلبهم من السوريين.
وأثارت هذه الموجات الجديدة من المهاجرين شكوك الإعلام الإيطالي بشأن وقوف النظام المصري وراءها كورقة ضغطٍ على الحكومة الإيطالية فيما يتعلق بأزمة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني.
وتقول صحيفة "لاريبوبليكا" إن قوارب اللاجئين هذه تعد أول تجسيد لجبهة جديدة وحساسة قد تجعل صيف الهجرة إلى إيطاليا ساخناً للغاية، لكنها – برأي الصحيفة – ربما تعكس الصدام الحالي بين روما والقاهرة على خلفية قضية الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، الذي عُثر عليه مقتولاً بالقاهرة في 3 فبراير/شباط الماضي.
وتظهر الصحيفة تخوّفاً من أن تكون هذه الموجة الجديدة من المهاجرين القادمين من مصر "انتقاماً"، مستندة إلى ما قاله معارضون للرئيس عبدالفتاح السيسي في بداية الأزمة إنه "سيجري الانتقام عبر إرسال مئات المهاجرين إلى السواحل الإيطالية، بعدما كانت الأمور تحت السيطرة".
ونقلت الصحيفة بيانات صادرة عن وزارة الداخلية الإيطالية تشير إلى قدوم أكثر من 31 ألف مهاجر من ليبيا منذ بداية 2016.
بينما سُجّل وصول أكثر من 5 قوارب عملاقة تقل مهاجرين قادمة من مصر في 4 شهور، ما يمثل "ناقوس إنذار حول الالتزام بإجراءات السيطرة على السواحل المصرية".
غير أن الداخلية الإيطالية أكدت أن التعاون بين البلدين يسير بشكل جيد، قائلة: "ندرب أفراد أمن مصريين على السيطرة على الحدود، ولدينا موظفونا في مصر، ليس هذا فحسب، بل يربطنا مع القاهرة اتفاق ثنائي رائع بشأن إعادة المهاجرين لأسباب اقتصادية".
لكن اللافت في ما نقلته صحف روما عن الداخلية الإيطالية كان المتعلق بقضية ريجيني، إذ تابعت: "لا نودّ أن تكون قضية ريجيني والتوترات بين البلدين دافعاً للسلطات المصرية لغضّ الطرف عن انطلاق رحلات المهاجرين من سواحلها".
وتشير الصحيفة إلى أول تحذير للأجهزة الإيطالية قبل شهر تقريباً، حينما سجلت انطلاق رحلات هجرة من سواحل غير مصرية لكنها تقع "تحت سيطرة" الشرطة المصرية، وقالت حينها "إنه مؤشر على أن شيء ما ينكسر".
لكن القارب الذي وصل عليه مئات المهاجرين إلى إيطاليا هذا الأسبوع أعاد طرح القضية مجدداً.
وتتابع الصحيفة أن مصر لم تكن تمثل مشكلة بعدما وقع النائب العام الإيطالي لمكافحة المافيا والإرهاب، فرانكو روبرتي، مع النائب العام المصري الراحل هشام بركات، اتفاقاً بشأن تبادل المعلومات حول الاتجار بالبشر، الذي كان يسمح بتحديد شبكة أصحاب قوارب الهجرة، وبعدها بأسابيع تم اغتيال بركات.
من جهتها، قالت صحيفة "جورنالي" إن أزمة ريجيني على الأرجح وراء تدفق المهاجرين القادمين من مصر.
وتابعت الصحيفة في تقرير لها اليوم: "بالرغم من نفوذ شركة إيني في المنطقة، والاتفاقات التي وقعت مؤخراً لاستغلال حقول الغاز في منطقة زُهر المصرية، إلا أن إيطاليا تواجه خطر دفع ضريبة ثقيلة جداً فيما يتعلق بالمهاجرين، فالخوف أن يخفف النظام المصري سيطرته على رحلات الهجرة عمداً للانتقام من إيطاليا".
وتقول الصحيفة إن الأمر يتطلب بعض الإيضاحات بين المسؤولين في البلدين.
وفي معرض تقريرها عن المسار الجديد لرحلات الهجرة إلى إيطاليا، ذكرت صحيفة "إنترناسيونالي" أن الجمود في العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وروما بسبب غياب التعاون في التحقيقات حول مقتل ريجيني ربما لعب دوراً في هذا التطور (تدفق مئات المهاجرين قادمين من مصر)، وتراجعت السيطرة على الحدود.
وأضافت: "ربما رأى السيسي في المهاجرين وسيلة ضغط ممكنة تجاه أصدقائه السابقين في إيطاليا، ليجرب بهذا نفس الطريقة التي استخدمها العقيد معمر القذافي في ليبيا لسنوات".
وتوترت العلاقة بين القاهرة ورما منذ العثور على جثة الطالب الإيطالي ريجيني، فيما تتشكك الأجهزة الأمنية الإيطالية من وقوف وزارة الداخلية المصرية خلف عملية القتل.