تظاهر أكثر من 1500 شخص من سكان العاصمة الصربية الأربعاء 11 مايو/ أيار 2016 احتجاجاً على مشروع عقاري كبير تبلغ كلفته 2,75 مليار يورو وتنفّذه شركة إعمار الإماراتية في أحد أحياء بلغراد.
وهتف المتظاهرون وبينهم مسؤولون من المعارضة "لصوص" و"لن نسمح لكم بذلك". وقد وضعوا أمام مبنى بلدية المدينة بطة صناعية صفراء تعد رمزاً تقليدياً للاحتيال في صربيا.
وأجّج حادث وقع ليل 24 – 25 أبريل/نيسان غضب المعارضين لمشروع "واجهة بلغراد المائية" في حي سافامالا على ضفة نهر الساف في العاصمة. فقد قام نحو ثلاثين رجلاً ملثماً يرتدون ملابس سوداء في سيارات بلا لوحات تسجيل، بإغلاق الطرق المؤدية إلى عدد من شوارع الحي، كما ذكرت وسائل الإعلام.
وقد صادروا الهواتف النقالة للمارة واحتجزوا بعضهم وأساؤوا معاملة آخرين بينما كانت الجرافات تقوم بهدم عدد من المباني.
وفي تقرير نشر هذا الأسبوع انتقد ساسا يانكوفيتس الذي يقوم بالوساطة بين المواطنين والسلطات، الشرطة بسبب عدم تحركها.
ووصف رئيس الوزراء ألكسندر فوسيتش الملثمين الذين تحركوا ليلاً "بالأغبياء" لكنه أشار إلى أن المباني كان من المقرر أن تهدم.
وقال في مؤتمر صحافي الأربعاء إن هذه العملية كان يجب أن تتم "في النهار" وأنه "كان سيحضرها بكل سرور".
وكانت صربيا وشركة إيغل هيلز الإماراتية العقارية وقّعتا في 2015 اتفاقاً لاستثمار 2,75 مليار يورو لتحويل هذا الحي الذي بني في القرن التاسع عشر على ضفة نهر السافا بالقرب من وسط المدينة، إلى مجمع فخم يضم مباني سكنية ومكاتب ومحلات تجارية وبرجاً يبلغ ارتفاعه حوالي مئتي متر.
وستستثمر المجموعة الإماراتية بشكلٍ مباشر 300 مليون يورو في المشروع، بحسب بيان للسلطات الصربية. ولم تكشف أي تفاصيل عن بقية المبلغ ما يثير انتقادات لغموض هذا المشروع.