أثارت تصريحات العميد أحمد العسيري المتحدّث الرسمي باسم التحالف العربي حول مكان إقامة الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، المطلوب الأوّل للتحالف الذي تقوده السعودية، ردوداً مختلفة.
ففي حين ذهب البعض إلى القول بأن ذلك "اكتشاف متأخّر"، تساءل البعض الآخر: لماذا لا يقتلونه إذا؟
وتزامنت تصريحات العسيري، لقناة دريم المصرية، الاثنين 9 مايو/أيار 2016، مع مرور عام كامل على الغارات التي شنها التحالف على منزل "صالح" الرئيسي في حي "حدة" السكني وسط العاصمة صنعاء، في العاشر من مايو/أيار 2015 .
وقال العسيري، إن "صالح يستخدم مقرات سفارات أجنبية في العاصمة صنعاء، ليختبئ فيها، ومنها مقر سفارتهم (السفارة السعودية)، لتجنب القصف الجوي.
لا يريدون قتله
يرى مراقبون، أن تصريحات عسيري، تكشف أن تحركات الرئيس اليمني السابق مرصودة بدقة من قبل التحالف العربي وطائرات المراقبة التي تتحكم بالأجواء اليمنية منذ صبيحة 26 مارس 2015، عندما انطلقت أولى عمليات "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين وصالح، لكنهم لا يريدون قتله.
وحسب، نبيل الشرجبي، وهو أستاذ علم إدارة الأزمات في جامعة "الحديدة" اليمنية، فإن التحالف لا يريد "قتل" أو استهداف الرئيس السابق لعدة أسباب، أبرزها أن: صالح مازال يحتفظ بكتلة شعبية ضخمة من الموالين له، وبمقتله، يمكن أن تتجه هذه الكتلة بشكل مباشر إلى صفوف الحوثيين.
وقال لـ"عربي بوست" إن استهداف صالح خلال هذه المرحلة، سيزيد من الأصوات المتطرفة داخل حزب "المؤتمر الشعبي العام" الذي يتزعمه وبين حلفائه الحوثيين، وهو ما قد يقضي على أي بوادر لاتفاق سلام ينهي الحرب المتصاعدة منذ أكثر من عام.
قصف السفارات
واتفق الشرجبي مع العسيري أن صالح يستخدم مباني السفارات والبعثات الدبلوماسية التي أخليت من الدبلوماسيين والموظفين في العاصمة صنعاء، مع اندلاع الحرب في مارس/آذار 2015 ، كمواقع آمنة للاختباء.
وقال إن التحالف في غنى عن هذا الاستهداف، فهو لا يريد التورّط بجريمة دولية بقصف سفارة دولة حتى ولو كان داخلها المطلوب الأول لهم وحتى لو كانت خالية من الموظفين.
وأضاف "صالح يحاول الظهور في لقاءات تلفزيونية بين فترة وأخرى وأحياناً يظهر في مناسبات، وربما يريد التحالف إيصال رسالة له مفادها أنهم يعرفون موقعه ولم يفشلوا في استهدافه، كما يحاول أن يظهر لهم".
لم تستهدف شخص صالح
ويرى الكاتب والمحلل السياسي اليمني عارف الصرمي، أن السعودية لم تستهدف شخص صالح خلال الفترة الماضية، بل القوة التي يمتلكها.
وقال الصرمي لـ"عربي بوست" إن السعودية لم تقصف الطائرة الإيرانية حين اخترقت الأجواء اليمنية عام 2015 وإنما قصفت مدرج مطار صنعاء، وبالتأكيد لن تقصف منازل السفراء والسفارات لوعلموا بتواجد صالح فيها.
وأضاف "السعودية أصلاً لم تستهدف شخص صالح بالقتل حين تواجد نهاراً في منصة السبعين وهو يتحدث في المهرجان قبل شهرين وكانت طائرات التحالف تحلّق فوق رأسه فاتحة حاجز الصوت".
موضحاًَ أن هذه الطائرات لم تقصفه قبل عدة شهور وهو يحضر عزاء السياسي الراحل عبدالكريم الأرياني وظل في صالة العزاء يتحدث للتلفزيون وطائرات التحالف فوق رؤوسهم ومكتفية بإثبات وجودها عبر فتحها لحاجز الصوت
قصف منازل صالح وأقربائه
منذ الأشهر الأولى من الحرب، تعرض عدد من منازل الرئيس السابق علي عبدالله صالح لغارات جوية، ومن ضمنها القصر الفخم الذي يتوسّط حي "حدة السكني"، وكان مسكنه الرئيسي بعد تسليمه السلطة في العام 2011.
عقب الغارات التي شنتها مقاتلات التحالف فجر العاشر من مايو/أيار 2015 ، ظهر صالح مرتدياً نظارة سوداء على أطلال منزله المدمر، في ساعات الصباح الأولى ويدلي بتصريح تلفزيوني من ركام قصره الذي كانت تحيط به العربات العسكرية والجنود حتى اليوم.
وبعدها، قصف التحالف منازل صالح في مسقط رأسه ببلدة سنحان ومنازل له في الحديدة وحجة، شمال غربي البلاد، ومنازل أقارب له وقادة عسكريين موالين له في صنعاء، لكن صالح كان يظهر بعد ذلك.