من المتوقع أن تحمل مئات الحافلات البريطانية، إعلانات تحمل عبارات إسلامية، وذلك في جزء من حملة أطلقتها أكبر منظمة خيرية إسلامية بالبلاد، بهدف مساعدة ضحايا الحرب الدائرة في سوريا.
وتأمل منظمة الإغاثة الإسلامية، أن تساعد تلك الإعلانات في نقل صورة الإسلام في بادرة تبدو إيجابية. وسوف تحمل تلك الإعلانات عبارة "سبحان الله" مكتوبة بالأحرف الإنكليزية لمنطوق الكلمتين، وفق تقرير نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية، الأحد 8 مايو/أيار 2016.
وستحمل الحافلات التي تسير في شوارع لندن، وبيرمينغهام، ومانشستر، وليستر، وبرافورد، تلك الملصقات، حيث تحتوى المدن الخمس المذكورة على نسبة كبيرة من السكان المسلمين، كما تأمل المنظمة أن تشجع تلك الحملة الناس على زيادة التبرعات والقيام بأعمال خيرية قبل بدء شهر رمضان في السابع من يونيو/حزيران 2016.
وترجو منظمة الإغاثة الإسلامية أن تساعد الحملة شباب المسلمين على توجيه حالة الغضب التي تنتابهم جرّاء الحرب في سوريا والتمييز الذي يشهدونه في بلادهم، نحو هدف آخر يكمن في الأعمال الإنسانية مما سيحدّ من تورطهم مع الجماعات المتطرفة.
وقال عمران مادن، مدير فرع منظمة الإغاثة الإسلامية في بريطانيا "إننا نرغب في تغيير المناخ السلبي المتعلق بالدعم الدولي والجالية الإسلامية بالبلاد".
ويضيف مادن "لقد ساعد الدعم الدولي على تقليل عدد الناس الذين يعيشون في فقر مدقع خلال الـ15 سنة الماضية، وكان مسلمو بريطانيا من أكرم الجاليات، حيث تبرعوا بأكثر من 100 مليون جنيه إسترليني لمنظمات المساعدات الدولية خلال شهر رمضان".
ويتوقع أن ترى الحملة النور في 23 مايو/أيار 2016، من خلال وضع تلك الملصقات على 640 حافلة من إجمالي حافلات البلاد.
كما ستحمل الحملة صدىً خاصاً في لندن، بعدما انتخب أهالي المدينة صديق خان، كأول عمدة مسلم للمدينة. ونجح خان رغم الحملة المحافظة التي شُنت ضده، والتي طالما اتهمته بأنه على صلة بالمتطرفين.
ويُقدر عدد المسلمين في لندن بحوالي 3 ملايين مسلم، وهو نصف عدد المسلمين الذين يعيشون في بريطانيا.
وسبق أن منعت هيئة النقل في لندن، المسؤولة عن الإعلانات التي توضع على الحافلات، لصق أي إعلانات مرتبطة بأي "حزب سياسي أو حملة سياسية"، ومع هذا فقد قررت الهيئة نفسها وضع تلك الملصقات الدينية على حافلات المدينة.
حيث تمتلك الهيئة سلطة منع الإعلانات إذا شعرت أن الحملة قد "تسبب انتشار أي إزعاج حقيقي".
ففي عام 2012، منع بوريس جونسون، عمدة لندن وقتها، إحدى الجمعيات الخيرية المسيحية من وضع إعلاناتها، بعد اتهامها بأنها تزعم "معالجة" المثليين.
وفي عام 2009، تلقت الرابطة البريطانية الإنسانية شكاوى بعد أن أدارت حملة، قالت فيها "من المرجح أنه ليس هناك إله. يمكنك ألا تقلق الآن واستمتع بحياتك".
ورداً على ذلك، أدارت مجموعات مسيحية حملات مناهضة لتلك الادعاءات، حيث قالت فيها "بالتأكيد ثمة إله"، وذلك بعد شهر من بدء حملة الرابطة البريطانية الإنسانية.
– هذا الموضوع مترجم بتصرف عن صحيفة The Independent البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.