بدأت السلطات المحلية بمحافظة عدن (جنوبي اليمن) بترحيل المئات من الشماليين، وفق صور وتدوينات تداولها يمنيون عبر الشبكات الاجتماعية الأحد 8 مايو/أيار 2016.
ورغم أن سلطات عدن المحلية اعتبرت هذه الحملات بمثابة "إجراءات أمنية"، غير أن ناشطين عبروا عن مخاوفهم من استخدام هذه الإجراءات بـ"طريقة مناطقية" لإبعاد أبناء المحافظات الشمالية، وليس لحفظ الأمن في المدينة.
ولم تصدر الرئاسة اليمنية بياناً أو تعليقاً على الإجراءات التي اتخذتها قيادات رسمية تُتهم بدعم انفصال جنوب اليمن عن شماله، رفع علم الانفصال في الفعاليات الرسمية مقابل منع رفع علم الوحدة.
لا استثناء لأحد
"النظام والقانون فوق الجميع ولا استثناء لأحد"، هكذا علق شلال شايع، مدير أمن محافظة عدن، على حملة ترحيل مئات الشماليين عن العاصمة المؤقتة للبلاد، بدعوى "إجراءات أمنية".
ويذكر أن العديد من القيادات في جنوب اليمن تعمد إلى رفع علم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقاً في الفعاليات التي يحضرونها، هذا ويطالب الحراك الجنوبي منذ 2007 بالاستقلال لجنوب اليمن،
وبحسب حساب غير رسمي لـ"شايع" على فيسبوك، فإن "هناك المزيد من الإجراءات في الأيام القادمة بحق كل مخالف من أي محافظة كانت"، الأمر الذي اعتبره ناشطون استمراراً لحملات ترحيل "الشماليين" من المدينة التي كان الرئيس عبدربه منصور هادي قد أعلنها عاصمة مؤقتة لليمن.
وكان شايع قد حذّر في بوست سابق من "بقايا خلايا حوثية" في عدن.
وشارك التحالف العربي بقيادة السعودية بتحرير عدن إلى جانب لحج وأبين المحيطتين بها من مسلحي جماعة الحوثي المدعومين من الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، ومنذ ذلك الحين ينفذ الحراك الجنوبي فعاليات تطالب بطرد الشماليين وإعلان دولة جنوب اليمن.
وتحتضن عدن مئات الآلاف قدموا إليها للعمل في التجارة والبناء والاستقرار فيها منذ سنوات، الآلاف منهم ينتمون للمحافظات الشمالية.
الصحفي الجنوبي "شفيع العبد"، انتقد على صفحته على "فيسبوك" التعامل مع المواطنين من أبناء المحافظات الشمالية.
وكان مواطنون شماليون قد تعرضوا في فبراير من العام الجاري لحملات مشابهة في عدن، وتم ترحيلهم إلى مدنهم الشمالية لنفس "السبب" "إجراءات أمنية".
بوادر انفصال
ويطالب عددٌ كبير من أبناء المحافظات الجنوبية بانفصال جنوب البلاد، واستعادة ما يسمى "دولة الجنوب العربي"، التي كانت قائمة جنوبي اليمن، قبل أن تتم الوحدة بين شطري البلاد في 22 مايو 1992م.
ويخشى مراقبون أن تكون هذه الحملات بداية لإجراءات "انفصال اليمن"، في ظل الوضع الأمني الراهن، ما يعني مزيداً من الانهيار الأمني في المدينة التي شهدت عشرات العمليات الانتحارية منذ تحريرها في يوليو الماضي من الحوثيين وقوات "صالح"، وأدت أبرز تلك العمليات لمقتل محافظ عدن السابق اللواء جعفر محمد سعد مطلع ديسمبر الماضي، في عملية تبناها لاحقاً تنظيم "داعش" النشط في المدينة.