أثارت وثيقة أمنية نشرها صحفي يمني ضجة كبيرة حول تدخل جماعة الحوثي المسيطرة على عدة محافظات يمنية في الشؤون الخاصة لليمنيين.
وتحوي الوثيقة التي نشرها الصحفي اليمني في مدينة "الحديدة" غربي البلاد "بسيم جناني"، تعميماً لأصحاب محلات الحلاقة يحملهم مسؤولية ما وصفها بـ"قصات شعر غير أخلاقية ومخالفة لتعاليم الدين الإسلامي".
وحملت الوثيقة توقيع أحد مشرفي جماعة الحوثي، بالإضافة لمدير قسم شرطة تابع لوزارة الداخلية اليمنية.
ووزعت جماعة الحوثي عدداً من قياداتها لإدارة الشؤون الأمنية والمدنية في عدد من المدن التي تسيطر عليها، وتطلق عليهم مسمى "مشرف"، ويتبع مباشرةً اللجنة الثورية العليا التي أنشأتها الجماعة في أعقاب سيطرتها على صنعاء وهروب الرئيس "هادي" إلى محافظة "عدن" العام الماضي.
ووصف التعميم قصات الشعر المنهي عنها بأنها مخالفة للعادات والتقاليد، وخارجة عن نطاق العقل والمنطق"، بالإضافة إلى أن العمل حسب وصف التعميم يأتي "لمواجهة الغزو الفكري الغربي على المجتمع".
وحمل التعميم أصحاب محلات الحلاقة مسؤولية وجود مثل هذه القصات في الشارع.
وظهر هذا التعميم في محافظة "الحديدة" غربي البلاد، ولم يشر ناشطون أو صحفيون لوجود مثل هذا التعميم في محافظات أخرى، غير أن التعميم أثار ضجة كبيرة في أوساط اليمنيين كونه يعتبر تعدياً على خصوصيات المجتمع وانتهاكاً لأبسط حقوق المواطن الشخصية.
وعطفاً على التعميم الأول وللتوضيح أصدرت الجماعة تعميماً آخر موجه لأقسام الشرطة، ومرفق بالتعميم صور لقصات الشعر "غير المنطقية" التي منعها التعميم الأول.
وحصل "عربي بوست" على صورة للقصات التي منعها الحوثيون، حيث تضمنت الصورة قصات شعر بينها "كابوريا"، وقصة "الديك"، وقصة الشعر "المدبب"، وقصات أخرى متنوعة.
وهدد الحوثيون بعقاب من يقوم بقص تلك القصات، حيث وجهوا بحبس أي شخص لديه مثل هذه القصات "الغريبة" و"غير الأخلاقية"، وعدم الإفراج عنه إلا بعد قص شعره إلى درجة الصفر".
الحلاقة القرآنية
الصحفي والكاتب اليمني "نبيل سبيع" علق على الموضوع بالقول "جماعة الحوثي تتدخل في قصات شعر الشباب في الحديدة وهي في ظل حرب داخلية وحرب خارجية كبيرة، فكيف لو أستتب لها الأمر وحكمت البلاد سنوات؟!".
أما الكاتب "علي البخيتي"، الذي كان ناطقاً باسم جماعة الحوثي في مؤتمر الحوار الوطني اليمني (اختتم اعماله في يناير 2014)، ثم انقلب عليهم مؤخراً، فقد علق على الحادثة بالقول "الحلاقة القرآنية، الحوثيون قتلوا وعذبوا وفخخوا المنازل، وتوقفوا الآن عند قصات الشعر غير الأخلاقية !!!"
وتعيد هذه الحادثة للأذهان حكاية اعتداء الحوثيين على طالبة يمنية في جامعة صنعاء، بحجة لبسها للبنطلون.
حيث تعرضت الطالبة "هبة الذبحاني" في ديسمبر 2014 إلى تهديد مباشر من عناصر تنتمي لجماعة الحوثي، هددوها بتجريدها من ملابسها إذا لم تلبس "بالطو" طويل، على خلفية لبسها "بنطلون" داخل حرم جامعة صنعاء.