في ظل حضور كثيف من مسلمي كندا ومشاركة حكومية رسمية تقدمتها وزيرة البيئة كاثرين ماكينا عقد المؤتمر الإسلامي في كندا تحت عنوان "عش مع الإرث الإسلامي" (the Legacy Living).
ووجه رئيس الوزراء الكندي كلمة إلى المؤتمر ألقتها وزيرة البيئة كاثرين ماكينا أعرب فيها عن سروره لأنه يوجه هذه الكلمة للمؤتمر، مؤكداً أهمية عقد مثل هذه المؤتمرات لمناقشة الكثير من القضايا للوصول إى عالم أفضل للجميع.
وقال نحن نجتمع سوية نعلم ونتعلم ونناقش القضايا المختلفة للوصول إلى الأفضل، شكراً للمنظمين وللجميع الذين حضروا هذا المؤتمر".
المنظمون
ويعد هذا هو المؤتمر السنوي الرابع لجمعية السنة الإسلامية في كندا ونظمته بالتعاون مع المساجد الرئيسية في العاصمة الكندية أوتاوا إضافة إلى جمعية الطلاب المسلمين في أوتاوا وجمعية الطلاب في جامعة كارلتون ، وحمل مسمى عش مع الإرث والمقصود بالإرث هدى الإسلام الحنيف الذي ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
ماذا نفعل مع الإسلاموفوبيا؟
القضايا التي بحثها المؤتمر عديدة والتوصيات متعددة، ولكن من أهم التوصيات كانت كيفية البناء الصحيحة للعقيدة الإسلامية والطريقة المثلى للتصدي للخوف من الإسلام أو الإسلاموفوبيا، والذي اكتشف المشاركون في المؤتمر أنه يكون بمزيد من المشاركة في العمل التطوعي في كندا لتعريف الكنديين بحقيقة الإسلام.
جليل مغنوج نائب رئيس جمعية السنة الإسلامية قال لهافنغتون بوست عربي إن الغاية من تنظيم هذا المؤتمر لهذه السنة هو مناقشة مشاكل الشباب المسلم ومشاكل الأسر المسلمة وكيفية البناء الصحيح للعقيدة الاسلامية مع تقريب وجهات النظر مع المجتمع الكندي وتحقيق الاندماج فيه، لأن المسلمين هم جزء من المجتمع الكندي ويفخرون بذلك .
وأضاف أن من أهم العناوين والمحاور التي تم اختيارها كانت، مواجهة الإسلاموفوبيا من خلال الطرق العملية ، وكيف نبني أسراً سعيدة لمجتمع مسلم أفضل في كندا، وحثّ الشباب على الرجوع إلى الله تعالى والدين الإسلامي الحنيف وترك الأثر الإيجابي لهم في مجتمعهم الكندي بحيث يكونون خير ممثلين لدينهم.
التوصيات التي خرج بها المؤتمر
ورأى الاستاذ جليل مغنوج أنه مجرد اجتماع المسلمين بحد ذاته عمل مميز ولكن من بين أبرز التوصيات التي جاءت بناء على نقاشات دؤوبة من قبل المشاركين وجمهور الحضور من المسلمين كانت:
-حث الشباب والأسر المسلمة على الانخراط في العمل التطوعي في المجتمع الكندي كوسيلة فاعلة للقضاء على الإسلاموفوبيا، لأنه للأسف كما يقول مغنوج، السبب الرئيس في تفشي هذه الظاهرة يعود إلى المسلمين أنفسهم لأنهم لم يقدموا الصورة الحقيقة لدينهم وعدم وضوح هذه الصورة بالنسبة للمجتمع الغربي في مقابل صورة سيئة تنقل في الإعلام ساهمت بشكل كبير في تعزيز مشكلة الإسلاموفوبيا.
– مواجهة الإسلاموفوبيا بالتحدي والنجاح لأن الهجمات التي تعرضت لها أوروبا من قبل متطرفين أكثر من يدفع ثمنها هم مسلمو أوروبا والغرب، ولذا لابد لكل مسلم أن يقوم بدوره الفاعل في أن يكون إنساناً إيجابياً له أثره المميز في خدمة المجتمع وتحقيق النجاح فيه ليعكس صورة إيجابية عن المسلمين.
– المجتمع المسلم في كندا جزءٌ لا يتجزأ من المجتمع الكندي وبالتالي عليه واجبات خدمة هذا المجتمع والاستمرار في نهوضه وتطويره
ومن التوصيات الأخرى في المؤتمر أيضاً:
السعي إلى توسيع دائرة النقاش لتشمل كل مسلمي أوتاوا خاصة على مستوى المساجد لتكون بمثابة مؤتمرات مصغرة للمؤتمر الرئيس، فما تم طرحه في المؤتمر كما يقول المغنوج لا يصل إلى كل مسلمي البلاد نظراً لحجم كندا الواسع ولذا كانت التوصية هنا أن يتم نقل وطرح ما نوقش بهذا المؤتمر إلى كل المساجد في أوتاوا لكي يصل إلى كل مسلميها.
العلاقة مع الحكومة
من أهم الإجراءات العملية التي أوصى بها المؤتمر: تعميق الصلة مع الجهات الحكومية الكندية وبناء جسور التعاون خاصة وأن الحكومة الليبرالية الحالية تحرص على تحقيق ذلك بين كل أطياف المجتمع الكندي.
ورأى مغنوج أن من أهم النجاحات هو الحضور المميز لأبناء المجتمع المسلم الكندي في المؤتمر الذي وصل إلى حوالي أربعة آلاف شخص، وكذلك حضور الجهات الكندية الحكومية وغير الحكومية والاستماع لواقع المشاكل والتحديات التي تواجه مسلمي كندا، وتحقيق الاندماج مع المؤسسات الكندية.
الشرطة حاضرة
وشارك في المؤتمر عدة جهات كندية منها عدد من النواب البرلمانيين والفيدراليين وممثلين للشرطة وحكومة أوتاوا منهم جون فريزون ممثل رئيسة حكومة مقاطعة أونتاريو ومدير شرطة أوتاوا شارلز بودرو.
أما أهم المحاضرين والدعاة، فكان دكتور جمال بديوي من كندا، لورين بوث من بريطانيا، الشيخ داود باوت من كندا، الدكتور رضا بدير من مصر، أمام صهيب ويب من أميركا، الشيخ عبد الحكيم كوك من أميركا، وأستاذة الطب النفسي هالة بناني إضافة الى عدة من المشايخ والمختصين والدعاة.