أعلنت الجامعة العربية، مساء السبت 30 أبريل/ نيسان 2016، عقد اجتماع طارئ على مستوى مندوبيها الدائمين، الأربعاء المقبل، في مقرّها بالقاهرة؛ بناءً على طلب دولة قطر لبحث "التصعيد الخطير" للوضع في مدينة حلب السورية.
وقالت الجامعة، في بيان لها، إن "الاتفاق على عقد الاجتماع تقرّر بعد المشاورات والاتصالات التي أجرتها الأمانة العامة ومملكة البحرين (الرئيس الحالي لمجلس الجامعة) مع الدول الأعضاء، وبعد موافقة دولتين اثنتين على عقد الاجتماع هما السعودية والبحرين، وهو ما ينص عليه النظام الداخلي للجامعة في مثل هذه الأحوال".
وفي وقتٍ سابق اليوم، طلبت دولة قطر، عقد اجتماع طارئ، لمجلس الجامعة، لبحث تطورات الأوضاع الأخيرة في مدينة حلب في الشمال السوري، بحسب، ما نقلته وكالة الأنباء القطرية الرسمية.
وذكرت الوكالة أن "المندوبية الدائمة لقطر لدى الجامعة العربية، بعثت مذكرة إلى أمانتها العامة، تطلب فيها، عقد اجتماعٍ لبحث التصعيد الخطير الذي تشهده مدينة حلب، وما يتعرّض له المدنيون فيها من مذابح على يد قوات النظام، التي تستهدفها بقصفٍ منذ بضعة أيام أوقع مئات القتلى والمصابين".
الإمارات قلقة
بدورها، عبّرت الإمارات عن "بالغ قلقها" حيال تصاعد وتيرة "استهداف المدنيين في سوريا وخصوصاً في مدينة حلب".
وندّدت وزارة الخارجية في بيان نقلته الوكالة الرسمية ب"استهداف القوات الحكومية اللاأخلاقي للمشافي" مشيرة إلى "سكان يرزحون تحت حصار وظروف غير إنسانية بالغة الصعوبة".
كما عبرت الإمارات عن "تخوّفها من تقويض المسار السياسي جراء هذا التصعيد غير المبرر ضدّ المدنيين".
وطالبت "الأطراف المتحاربة في سوريا كافة وعلى رأسها النظام السوري بالسعي المخلص والصادق لإنجاح العملية السياسية".
وختمت مشددةً على "إيمانها التام بالحل السياسي للأزمة في سوريا".
السعودية تدين الأحداث
وكان مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية أعلن الجمعة إدانة المملكة للغارات على مدينة حلب ما أدى إلى "تدمير مستشفى (…) ومقتل العشرات".
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عنه قوله إن "هذا العمل الإرهابي يضرب بعرض الحائط اتفاقية وقف الأعمال العدائية (…) ويسعى إلى إجهاض المساعي الدولية الرامية للوصول إلى حل سياسي للأزمة".
وأضاف المصدر إن "قيام طاغية دمشق بشار الأسد بهذا العمل الإجرامي يؤكد عدم جديته (…) في المضي في المباحثات لحل الأزمة السورية سلمياً".
روسيا ترفض الضغط على بشار
ويأتي طلب الدوحة لعقد الاجتماع بعد إعلان روسيا أنها لن تطلب من دمشق وقف الغارات على حلب.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أعلن السبت أن موسكو لن تطلب من دمشق وقف غاراتها الجوية على منطقة حلب التي تشهد مواجهاتٍ عنيفة منذ أكثر من أسبوع.
وقال غاتيلوف في مقابلة مع وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء، "كلا، لن نمارس ضغوطاً (على النظام السوري ليوقف ضرباته) لأنه ينبغي الفهم أن ما يحصل هنا هو مكافحة للتهديد الإرهابي".
وأضاف أن "الوضع في حلب يندرج في إطار هذه المكافحة للتهديد الإرهابي".
تنديد واسع
وعلى مدار اليومين السابقين ونتيجة للقصف المتواصل على المدينة السورية الذي خلّف عشرات القتلى، تضامن رواد الشبكات الاجتماعية، مع حلب من خلال إطلاق عدد من الهاشتاغات، مثل: #حلب_تحترق، و#حلب_تباد، وغيرهما، وقد حققت هذه الوسوم مراكز متقدمة على توتير في عدد من البلدان العربية.
كما عبّر رواد الشبكات الاجتماعية عن استياهم مما يحدث في حلب، من خلال تغيير الصور الشخصية الخاصة بهم على حسابات فيسبوك وتويتر، ووضع صورة ملونة باللون الأحمر كناية عن الدم الذي أريق في حلب.
كما انتشرت مئات الصور وعشرات المقاطع المصورة، لما يحدث في المدينة التي كشفت عن مناظر مروّعة لمنازل مهدمة وصور دماء في الشوارع وجثث تحت الأنقاض جراء القصف.
وفرّ عشرات من سكان الأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة في مدينة حلب السبت من منازلهم نحو مناطق أكثر أماناً، خشيةً من الغارات الجوية المتواصلة على المدينة لليوم التاسع على التوالي.
وتشهد مدينة حلب منذ 22 أبريل/ نيسان تصعيداً عسكرياً بين قوات النظام والفصائل المقاتلة، أوقع 246 قتيلاً من المدنيين، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان. وتستهدف الطائرات الحربية التابعة لقوات النظام الأحياء الشرقية فترد الأخيرة بقصف الأحياء الغربية بالقذائف الصاروخية.
وتعيش سوريا منذ 5 سنوات حرباً أهلية خلقت حتى الآن نحو ربع مليون قتيل وأكثر من 3 ملايين مُصاب، وتهجير نصف الشعب السوري في الداخل والخارج.