فاجئني وأنا أتصفح موقع هافينغتون بوست مقالاً مترجماً للكاتبة "تارانا أرورا" توضح فيه أحد عشر سبباً تحفز على التقرب والارتباط بصحفي، وبرأيي أن الكاتبة في مقالها هذا نظرت إلى الربع الممتلئ من الكأس، وتغافلت عن الثلاثة أرباع المتبقية، فكان من منبع تجربتي الشخصية في الوسط الإعلامي، أن أكتب هذا المقال لأكمل فيه بقية زوايا هذا الموضوع، ولأرسم من خلاله الصورة الكاملة بكل صدق وواقعية وإنصاف.
فكثير من الشباب والفتيات يعتقدون أن الاقتراب والارتباط من إعلامي أمر في غاية الروعة، وحلم وردي مثير، لكنه وفي حقيقة الأمر قد يكون عبئاً حريٌ أن نتجنبه، وتبعات ثقيلة مرهقة يفضل الابتعاد عنها، وتحدٍ كبير ومغامرة غير محسوبة العواقب ولا النتائج، ولعلي أوضح 11 سبباً من وجهة نظري تدفع للتفكير ملياً قبل الزواج من إعلامي:
1.أوقاتهم ليست بأيديهم:
ترغب كل فتاة في أن تقضي أطول الأوقات مع رفيق عمرها، تحاكيه، تنظر إليه، تجوب الدنيا معه، ولعل ذلك ممكناً ومتاحاً لو كان شريك العمر موظفاً تقليدياً يعود إلى البيت بعد نهاية ساعات دوامه الروتينية، وهذا ما لا يملكه الإعلامي، إذ أن وقت عمله مفتوح بشكل لانهائي، فقد يُطلب صباحاً وظهراً وعصراً ومساءً إلى منتصف الليل، فليس عليكِ حينها كزوجة إلا أن تجيدي طول الانتظار وسماع الأعذار والتأمل في جدران الدار!.
2.لا يصلحون لل "طشات":
إن حَدَثَ ووجد ذلك الزوج الإعلامي موعداً مناسباً على أجندته الممتلئة، ليصطحب زوجته في نزهة، هنا تبدأ معاناة جديدة فغالباً ما يحضر متأخراً عن الموعد المتفق عليه بعد طول جدال وعناء، مما يقصِّر من عمر "الطشة" ويقضم ساعاتها ودقائقها شيئاً فشيئاً، وحين الوصول للمكان المحدد، مطعماً كان أو مكاناً سياحياً أو عاماً، فما عليكِ إلا أن تحتملي نظرات المعجبين والمعجبات، فهذا يُسلّم وهذا يكلّم وهذا يدعوه لالتقاط "السيلفي"، وهذا يحدثه عن رأيه في ما يقدم من برامج، وهكذا حتى يخطفون من الزوجة المسكينة تلك اللحظات التي انتظرتها بشغف، ولا تنتهي المأساة هنا، إذ أن هاتفه وإن كان صامتاً فإنه لا يصمت، فما بين مكالمة ضرورية وأخرى عاجلة وثالثة لابد منها ترتحل الدقائق والثواني معلنةً عن انتهاء مدة الرحلة، "وتعيشي وتطلعي"!.
3.لا رومانسيون ولا ما يحزنون:
بعد أن يخوض ذلك الزوج الإعلامي في خضم الأحداث وتفاصيل الأخبار والتطورات، من مشكلات وأزمات، ومشاهد القتل وصور الدماء والأشلاء، والتصريحات والتحليلات، والأبعاد والمعطيات، يعود لزوجته شارد الذهن مهموم البال، مغموم الحال، فمن غير الواقعي أن تحلُمي حينها كزوجة أن تنالي لحظات الرومانسية والعاطفية والصفاء الذهني سريعاً، فهذا الزوج قد تعبت نفسيته، وضجَّ تفكيره بما سمع ورأى طوال يومه الحافل، ويحتاج لوقت طويل كي يفرِّغ تلك الشحنات السلبية، والتي ستكون الزوجة المسكينة أداة فاعلة في تفريغها، فقد يُترجم تلك الطاقة السلبية على شكل انفعالات فيها، وضجر عليها، وفي أحسن الأحوال سيجلس يفضفض لها لا بكلام الغزل المعسول… بل سيحدثها: "قال فلان نقلاً عن مسئول"!.
4.راتبه كبير لكن مصاريفه أكبر:
لعل من المزايا التي تشد كثيراً من الفتيات للارتباط بإعلامي هي دخله المرتفع مقارنة بكثير من المهن الأخرى -علماً بأن هذه الميزة لا تتوافر في كثير من البلدان- لكن وإن توفرت، فما أن يستلم الراتب حتى تبدأ رحلة المصروفات والمشتريات والنفقات، من ملابس وأحذية وساعات وعطور، ولأنه شخص مشهور، فلا يصلح له إلا مواكبة آخر الصيحات والموديلات، هذا عدا عن اتصالاته ومواصلاته التي لا تكفيها العلاوات ولا تُغطيها الزيادات، وفي غالب الأحيان لا يتبقى للزوجة من راتبه إلا الفُتات، وهيهات هيهات!.
5.مثير للغيرة والشك والانزعاج:
إن كثرة من يحيط بالإعلامي من معجبين ومعجبات، يزيد دائرة الرغبة في التقرب إليه، والتعرف على تفاصيل حياته الخاصة، ومع كثرة المكالمات والاتصالات والمحادثات، ستثور براكين الغيرة، وتنبري عدسات المراقبة والتحريات، وتبدأ دوامة الشكوك والمشاحنات، مَن وأين وماذا ولماذا؟ والحلقة تطول وللغيرة أصول!.
6.محبط المناسبات والمفاجئات:
لابد لزوجة الإعلامي أن تعلم أن معظم المناسبات كالأعياد والعطلات وأيام الميلاد وحتى ذكرى الزواج، لن تكون كما تتمناها، فغالباً ما يخيب أملها في أن تحتفل مع زوجها المشغول، فكل الموظفين يعطلون ويأجزون في هذه المناسبات، على عكس الإعلامي الذي يزيد عمله ويتضاعف جهده، فلا تتعبي نفسكِ كثيراً في التحضيرات والتجهيزات، فربما تأخذي منه وعداً بالحضور الباكر ثم يأتيكِ رسالة SMS في آخر اللحظات: "حصَل عاجل يا أم رامي، تعشّي ونامي"!.
7.حياته مقيدة وغير منظمة:
تحرص كل زوجة أن تكون حياتها طبيعية ومنظمة ومستقرة ، وهذا ما لا يمكن أن تحصّله زوجة الإعلامي، حيث أنه قد يتحفظ عن القيام بكثير من التصرفات "العادية" تجنباً لنظرات الناس وتقييمهم السلبي فقط لكونه إعلامي، كما أن العشوائية و"الفقسات" تملأ حياة زوجته، فمن الصعب أن تحدد موعداً، أو تنظم مناسبة، أو تخطط ليوم واحد، دون أن يأتيها تغيير من زوجها المثير، فاجتماعاته كثيرة، وسفرياته مفاجئة، وأعذاره غير متوقعة، ووعوده منتهية الصلاحية لكنها غير مسترجعة!.
8.العمل أول أولوياته… والخطر يملأ حياته:
تسعى زوجة الإعلامي لأن تكون الرقم واحد في حياة شريكها، لكنها لن تضمن ثبات هذا الرقم في ظل مهامه وأعماله، فالأولوية للعمل بإرادته أو بدون، عدا عن أن الإعلامي الناجح الذي يطمح للتميز سيكون عرضة للمخاطر والملاحقة والمغامرة التي قد يدفع حياته ثمناً لها.
9.اجتماعياته صفر:
يميل كثير من الإعلاميين إلى تجنب صخب الالتزامات الاجتماعية والعائلية، خاصة وأنها كثيرة لا حصر لها، فيشاركون في القليل منها، لذلك فإن كثيراً من الأقارب والأصدقاء ساخطون عليهم، لتقصيرهم في الزيارات والمشاركات، وهنا تدفع الزوجة فاتورة تقصيره، حتى تحصل على ماجستير في الاعتذارات ودكتوراه في المبررات!.
10.كثير الكلام والملام:
ولأن وظيفة الإعلامي تتمحور حول الكتابة والكلام، فهو بارع في ذلك جداً، غير أن هذه الإيجابية ستكون وبالاً على الزوجة، التي لا بد أن يتسع صدرها لتفسيراته وتعليقاته وتحليلاته واستنتاجاته وملاحظاته، فإن سلِمَت الزوجة من ضُرَّةٍ بشرية فستكون ضُرتها فلسفاته الإعلامية!.
11.محل انتقاد واعتراض:
وجود الإعلامي تحت بقعة الضوء وأمام الكاميرات والميكروفونات، يجعله عرضة بشكل كبير وكبير جداً للانتقاد والاعتراض من كلِّ من هب ودب، فهذا يعلق على أدائه، وثاني ينتقد مظهره، وآخر يعترض على آرائه وتوجهاته، وهنا ليس على زوجته المسكينة إلا أن تكون محامي الدفاع الأول عن فارسها المصون، أو على الأقل أن تتحمل متابعة ردود الأفعال والقيل والقال وكثرة السؤال وتغير الأحوال!.
لكن ماذا بعد؟ يتبع..
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.