لحظةُ القرار!

وأنا هنا لا أتكلم عن أن الرئيس بحكومته قد تنازل عن جزيرتي تيران وصنافير كما يدعي البعض فلست مؤهلًا للحديث في ذلك ولكني اثق في شخص الرئيس وبوطنيته، وأن من يضحي بنفسه ومن تربى على الدفاع عن كل ذرة تراب في وطنه لن يفرط فيه.

عربي بوست
تم النشر: 2016/04/28 الساعة 04:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/04/28 الساعة 04:00 بتوقيت غرينتش

غالبيتنا يتذكر كل التحضيرات قبل25يناير2011، وكيف كانت الروح المتفائلة تتدفق في أعين الشباب، حلمًا بتغير إلى الأفضل وأملًا في القضاء على الفساد والمحسوبية، وسعيًا إلى العيش الكريم، والحرية، والعدالة الإجتماعية.

وقتها كَسَرَ الشباب حاجز الخوف والصمت، لم يأبه لرصاص الغدر، ولم يخاف الموت في سبيل أن يحقق ما خرج من أجله،ولا ننسى تكاتف كل قوى الشعب دعما لأمل الشباب في وطن للمصريين جميعًا خاليًا من الفساد والفاسدين، ومتصديا لنظام فاسد وزبانيته من اللصوص.
وأمام قوى الشعب الذى ضرب أروع الأمثلة في تماسكه وتكاتفه في التصدي لكل خونة الوطن حتى كانت النهاية إسقاط النظام.
وقتها تغنى العالم بسلمية ثورة المصريين، وبالشباب الرائع الذى قاد جموع المواطنيين، للخلاص بعد ثمانية عشر يومًا لن تنسى ولن تمحى من ذاكرة كل مصري.
ولكن للأسف جميعا يعرف ما حدث بعد تنحى مبارك حتى تولى الرئيس السيسي المسئولية، مر على الوطن فترة عصيبة من التردي نزفت فيها كثير من الدماء، والأرواح، دب الإنقسام بين أبناء الوطن، وتفرق وتشتت تكتله، وتفتت قوته، ودب التناحر بين مواطنيه، وكل ذلك على حساب حلم الوطن في غد أفضل، وتحقيق حلم مواطنيه في العيش الكريم، والحرية، وتحقيق العدالة الاجتماعية، حتى تم تخوين الجميع وانحاز كل طرف يدافع عن موقفه حتى لو كان باطلًا.

وقتها تحمل المواطن البسيط، والذى يشكل غالبية جموع المصريين، ذلك الخلاف والتناحر بين نخبه، وسياسيه، وأحزابه، وائتلافاته، ولم يتحقق ما تطلع إليه ذلك المواطن؛ الذي دعم الشباب بكل طاقته وقوته في الحياة الكريمة، بل زادت الأمور سوءًا وتخبطًا وترديًا جراء الانهيار الاقتصادي وتردي الأمن وعدم توافر الأمان الذي نتج عنهما الكثير والكثير من الويلات.

وكان نفس المواطن على موعد أخر في 30 يونيو عندما خرج ضد جماعة الإخوان، والتي تاجرت بكل شيء ،وفشلت في كل شيء أيضًا، وامتلأت الشوارع بالملايين وشكل نفس الشعب أكبر ثورة بشرية عرفها التاريخ عندما وقفوا في كل شوارع مصر المحروسة يقولون: لا لحكم المرشد وجماعته، ودعونا نتذكر قبل ذلك الخروج كانت تمرد تجوب المدن والقرى، وتفاعل الجميع بكل ايجابية، استعدادًا للحظة الحسم يوم 30 يونيو وقد كان وتحقق ما خرجوا إليه.

وجاء إلينا رئيس بلا شك كان وما زال أمل المصريين في بناء جمهوريتنا الجديدة، والتي نأمل أن تتحقق كل أمانينا على يديه ونحن في عضده ومعه.
رئيس وطني مخلص من مؤسسة تعرف معنى الانضباط والوطنية، وضع كفنه على يديه وأزاح كابوس الإخوان وأقسمنا عليه أن يقود المسيرة فرضخ مرة أخرى لطلب ونداء بني وطنه.

ولن نعدد هنا ما حققه الرئيس من انجازات فهي تشهد له أنه صادق الوعد، ومازال بكل همة وقوة يسعى إلى المزيد والمزيد من أجل رفعة الوطن، والذي استعاد مكانته وهيبته بين الأمم ولقد رأينا ذلك جليًا في الزيارات التي يقوم بها زعماء العالم تقربًا إلى مصر وما يقوم به في الداخل والخارج من عطاء.
ودعوني أيضا للأمانة والإنصاف أن أذكر أن هناك بعض الاخفاقات في بعض الملفات ولكن المحاولات الدؤوبة للبناء لا تنتهي، وسوف يتم القضاء على الأرهاب من جذوره وستعود السياحة والصناعة والزراعة إلى قوتها، وسيتم اصلاح التعليم، ونهضة منظومة الصحة، وكل الملفات الشائكة، والتي ندرك أنها تشكل ألم، وبها ضرر للمواطنين ستنتهي إلى الأفضل، فمازال الطريق طويلًا ولن نمل، ولن نقف مكتوفي، الأيدي ضد ما يحاك بالوطن من مؤامرات ونشر الفتن، والأكاذيب، لتركيع مصر وفشل من وثقنا فيه.

لذلك إلى كل الشباب إللي سوف يخرج يوم 25 أبريل في يوم الأرض كما يدعي، بأن عليه أن يرحم الجسد المريض، والذي بدا يتعافى وأن يكون يدًا في البناء لا الهدم، وأن يكون كله ثقة في مؤسسات دولته، ويسهم في اكتمال خطة البناء، ومحاربة الفساد، والضرب على كل يد تعبث بحلم المصريين في حياة كريمة.

وأنا هنا لا أتكلم عن أن الرئيس بحكومته قد تنازل عن جزيرتي تيران وصنافير كما يدعي البعض فلست مؤهلًا للحديث في ذلك ولكني اثق في شخص الرئيس وبوطنيته، وأن من يضحي بنفسه ومن تربى على الدفاع عن كل ذرة تراب في وطنه لن يفرط فيه.

هناك مؤسسات وبرلمان وحكومة وطرق شرعية للرد على تلك الاتفاقية، وأيًا كان رأيها فأنا مؤمن بقرار الرئيس الذى اتخذه بخصوصهما.

وأن هناك من يريد أن يتصيد لمصر والمصريين، ويريد أن يهدم الدولة وينشر الشائعات والأكاذيب ويسعى إلى افساد العلاقة بين المصرين وبعضهم البعض، ومؤسساتها أيضا، ناهيك عن كم الحقد والكره الذي يكنه البعض من أبناء الوطن لشخص الرئيس وكذلك تمنياتهم بفشله، وسقوط مصر، والعودة مرة أخرى إلى نقطة الصفر وتجدد أعوام أخرى من التردي والأنفلات الأمني وسوء الأحوال الاقتصادية، وإيهام البعض بأننا ننهار اقتصاديًا بسبب أزمة الدولار والنتائج الناجمة عن ذلك الإرتفاع، دون النظر بشكل موضوعي للبحث عن حل أو سبب الأزمة وأننا لو تكاتفنا جميعًا ومعًا لوقفنا في وجه كل خائن وحاقد؛الذي يريد لنا السقوط ونحن نعرف جيدا من يريد ذلك وكل الطرق التي يتعامل بها في سبيل ذلك .
ولذلك علينا أن نتمتع بالحكمة وأن نتذكر نتائج تلك المواجهات المدفوعة والماجورة من البعض، لجر الوطن إلى الخلف لأننا قبل الحكومة لن نسمح بجر الوطن مرة أخرى للخلف، ولا نريد قبل التباكي على من سيخترق قانون التظاهر ومن يقبض عليه. وإن سمحتم لأنفسكم أن تصدقوا الأكاذيب، وأن تهتدوا بالشائعات وان توهموا أنفسكم بأن النظام سيسقط وأن تتخذوا من الأزمات المفتعلة سبيلًا لتعاطف البعض فليكن في وجدانكم بأننا لن نسمح بذلك ولن نترك الوطن يسقط مهما كان به من عيوب فهي قابلة للاصلاح.

وختامًا إلى أولياء الأمور وإلى كل الأباء والأمهات وإلى كل الشباب بل وإلى المصريين جميعا حافظوا على وطنكم فمصر تنتظر منكم خير، وينتظركم بتوحد كل جبهاتكم كل المستقبل ولتكونوا عقلانيين في الحكم على الأمور، وأن تعرفوا الغث من الثمين والحق من الباطل.
وحفظ الله الوطن وكل أبنائه.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد