قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الخميس 28 أبريل/نيسان 2016، إن الساعات الثماني والأربعين الماضية قتل سوري واحد في المتوسط كل 25 دقيقة، وأصيب سوري كل 13 دقيقة.
وأضاف دي ميستورا أن من بين أحدث الضحايا "طبيب الأطفال الأخير" في مدينة حلب الشرقية التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة الذي قتل في ضربة جوية استهدفت مستشفى يوم الأربعاء.
إنقاذ الموقف
مبعوث الأمم المتحدة دعا زعيمى روسيا والولايات المتحدة إلى إنقاذ وقف الأعمال القتالية في سوريا الذي مضى عليه شهران وتنشيط عملية السلام المتعثرة.
وأعرب دي ميستورا عن قلقه العميق حيال هشاشة اتفاق وقف الأعمال القتالية في حلب وفي 3 بؤر ساخنة أخرى على الأقل رغم أنه رأى تقارباً في المواقف بين رؤيتي الحكومة والمعارضة للانتقال السياسي.
وقال دي ميستورا في مؤتمر صحفي: "لهذا أدعو إلى مبادرة أميركية-روسية عاجلة على أعلى المستويات لأن ميراث الرئيس أوباما والرئيس بوتين كليهما مرتبط بنجاح مبادرة فريدة بدأت بصورة جيدة للغاية وهي بحاجة لأن تنتهي بصورة جيدة للغاية".
وقال إن على الولايات المتحدة وروسيا أن تعقدا اجتماعاً وزارياً للقوى الكبرى والإقليمية التي تشكل المجموعة الدولية لدعم سوريا.
حلقة أخرى
وتحدث دي ميستورا إلى الصحفيين في جنيف بعدما أطلع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة على نتائج جولة من المحادثات السورية استمرت أسبوعين. وانسحبت الهيئة العليا للمفاوضات – الممثل الرئيسي للمعارضة السورية – من المحادثات الرسمية قبل أسبوع احتجاجاً على تصاعد القتال والبطء في تسليم المساعدات الإنسانية.
روسيا وأميركا
ومشيراً إلى روسيا والولايات المتحدة قال دي ميستورا: "لا يوجد سبب لأن تعجزا – وقد وضعهما رصيداً سياسياً كبيراً في قصة النجاح هذه ولهما مصلحة مشتركة في ألا يشاهدا سوريا تدخل في حلقة أخرى من الحرب – عن تنشيط ما أوجداه والذي لا يزال بالكاد على قيد الحياة".
وقال دي ميستورا: "كيف يمكن أن يكون لديك محادثات جوهرية بينما لديك فقط أنباء عن قصف من الجو وقصف على الأرض؟ إنه شيء حتى أنا أرى أنه صعب.. هل يمكنك أن تتخيل السوريين؟"، مضيفاً أنه يهدف إلى استئناف المحادثات في مايو/أيار رغم أنه لم يذكر موعداً محدداً.
وقال بشار الجعفري الذي رأس وفد الحكومة السورية إن المحادثات كانت "مفيدة وبناءة". لكنه لم يقدم أي إشارة تنازل فيما يتعلق بالمطلب الرئيسي للهيئة العليا للمفاوضات لانتقال سياسي دون الرئيس بشار الأسد.
وسُئل دي ميستورا عما إذا كانت المحادثات قد تناولت مستقبل الأسد فأجاب قائلاً: "لم نتطرق إلى أسماء أشخاص.. لكننا ناقشنا كيفية تغيير الإدارة الحالية. ويجب عليّ أن أقول إن مفهوم حكومة جديدة وانتقال سياسي مع دستور جديد يمثل بالفعل الكثير من حيث التحضير لما قد يكون الخطوات القادمة".
"قواسم مشتركة"
وأصدر مبعوث الأمم المتحدة وثيقة تقول إن خلافات كبيرة تبقى بين الجانبين في رؤيتهما لانتقال سياسي، لكنهما يتشاركان "قواسم مشتركة"، بما في ذلك الرأي بأن "الإدارة الانتقالية قد تشمل أعضاء من الحكومة الحالية والمعارضة ومستقلين وآخرين".
وقال دي ميستورا إن هذه الجولة من المحادثات "غطى عليها تدهور كبير ومزعج لوقف الأعمال القتالية". مضيفاً أن "الاعتقاد السائد هو أنه قد ينهار في أي وقت".